abdallah-75x75
abdallah-75x75
أعمدة

هوامش.. ومتون: شبابنا، والتأهيل الأكاديمي المسرحي

20 يناير 2018
20 يناير 2018

عبد الرزّاق الربيعي -

[email protected] -

مع بدء التحضيرات لمسابقة الأندية للإبداع الشبابي (مسابقة المسرح) التي تنظّمها وزارة الشؤون الرياضية، بدورتها الخامسة، دبّت الحركة في الأوساط المسرحية، مجددا، بعد استراحة قصيرة عقب انتهاء مهرجان المسرح العماني الذي أقامته وزارة التراث والثقافة في (صحار) ديسمبر الماضي، ونشط التواصل بين المسرحيين، فهناك من يبحث عن نص مناسب، وممثلين، وبدأت اللجنة المنظّمة في تشكيل اللجان، وهذا بحدّ ذاته يصنع نوعا من حراك لا بدّ منه لكي تستمر عجلة المسرح التي صارت مرتبطة بالمهرجانات، وميزة هذه المسابقة التي تدخل في البدء مرحلة التصفيات، ثم تُعرض الأعمال التي يقع عليها الاختيار على الجمهور إنّها مخصّصة للشباب، للكشف عن مواهبهم، واحتضانها، وتقديم الدعم لها، وتعيد إلى الأذهان الملتقى المسرحي لفرق الشباب الذي كانت تقيمه (الهيئة العامة لأنشطة الشباب الثقافية، والرياضية)، قبل إنشاء (وزارة الشؤون الرياضية)، بمرسوم سلطاني صدر في 20 أكتوبر2004م، وكلّنا نعرف دور مسرح الشباب في تنشيط الحراك المسرحي العماني، وفي ذلك يقول د. سعيد السيابي في مقال له نشر في ملحق «أشرعة» بتاريخ25 يناير2015م «إن العروض المسرحية في المهرجانات التي كانت تقدّمها فرقة مسرح الشباب، رغم الظروف التي كانت تواجه الفرقة، ومحاولة الاستمرار في تقديم هذه العروض بما يتناسب مع إمكانيات الفرق تستحق الشكر والثناء، لأنها استطاعت المشاركة في المهرجانات المسرحية الخليجية، والعربية».

وفي كلّ مهرجان مسرحي يقام تبرز الحاجة إلى صقل المواهب التي تكشف عنها هذه المهرجانات، ولا يتحقّق ذلك إلّا من خلال الدراسة الأكاديمية، فبدون التأسيس النظري لا تستطيع الموهبة أن تنمو، وتتطوّر، وتنتقل إلى مديات أعلى، مثلما بدون موهبة لا تستطيع الكلّيّات، والمعاهد الفنيّة أن تخرّج فنانين!

وقد بدأت علامات الشحوب تظهر على وجه الخشبة بعد تجميد القبول بقسم الفنون المسرحية بجامعة السلطان قابوس عام 2000، الذي تأسّس عام1991م، وكان ثاني قسم للفنون المسرحيّة في منطقة الخليج بعد المعهد العالي للفنون المسرحية الكويتي، الذي تأسس عام1973م، وآخر دفعة جرى تخريجها كان عام 2004، وعلى مدار سنوات عمله، خرّج القسم عشر دفعات من المتخصّصين بالديكور، والتمثيل والنقد، وحصل على الدكتوراه، والماجستير أربعة منهم، والقسم حاليا، وهو يخضع للتجميد، يطرح تخصّصا فرعيّا للكتابة المسرحيّة، ومقرّرات اختيارية لجميع طلبة الجامعة، مثل مقرّر مسرح الطفل، والتذوّق المسرحي، والمسرح والمجتمع، واليوم نرى أنّنا أحوج ما يكون لهذا القسم لاسيّما أنّ الحركة المسرحية تفتقر لدماء جديدة مؤسسة أكاديميا، ويعاني المسرح العماني حاليا من قلّة عدد المهتمّات بالفنون المسرحية، وكلّنا نعلم أنّ قطاع الشباب والتعليم يحظى بدعم صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - وقد جاء في خطاب جلالته في العيد الوطني الثالث والعشرين يوم18/‏‏11/‏‏1993م «انطلاقا من رغبتنا في تنويع مؤسّسات التعليم بهدف إتاحة المزيد من الفرص لشبابنا، فقد أصدرنا تعليماتنا بإنشاء معهد عال للفنون على أرقى المستويات يضمّ عددا من التخصّصات التي تؤدّي إلى خلق جيل من الشباب يتمتّع بمختلف الخبرات الفنّية التي يحتاج إليها المجتمع»

والسؤال الذي يشغلني هو: بعد 18 سنة من تجميد قسم الفنون المسرحية بجامعة السلطان قابوس، ألم يحن الأوان إلى فتحه من جديد، أو دمجه مع أقسام أخرى مثل: الموسيقى في كلية الآداب، وقسم الإعلام، والتربية الفنية؟ بل يمكن أن تشكّل الأقسام الأربعة كلية للفنون والإعلام في الجامعة، أو معهدا عاليا للفنون، أسوة بباقي الجامعات في العالم؟

وإن تعذّر على الجامعة ذلك، يمكن تأسيس معهد خاص يمنح دورات تخصّصيّة، وينظّم حلقات عمل. يرعاه ديوان البلاط السلطاني، الذي شكّل بتوجيهات من صاحب الجلالة لجنة عليا لتطوير الدراما، والمسرح قبل حوالي تسع سنوات للوقوف على المشاكل التي تعترض تطويرهما في السلطنة.

ونحن نستعدّ اليوم لمشاهدة العروض المسرحيّة التي ستتأهّل من مسابقة الأندية للإبداع الشبابي (مسابقة المسرح)، كلّنا ثقة بأنّ إبداعات الشباب العماني المسرحي ستجد من يأخذ بأيديها أكاديميا لكيلا تظلّ خشبة المسرح خارج أسوار الجامعة.