1226484
1226484
عمان اليوم

تنفيذ برنامج «هداية» في مختلف المحافظات للجاليات حديثة الإسلام

20 يناير 2018
20 يناير 2018

عبدالرحمن الخليلي: متوسط عدد المسلمين الجدد شهريا بين 40 و50 شخصا -

حاوره: سالم بن حمدان الحسيني -

أوضح الشيخ عبدالرحمن بن أحمد الخليلي مدير دائرة التعريف بالإسلام والتبادل الثقافي التابعة لمكتب الإفتاء بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية أن الدائرة تسعى جاهدة لاغتنام موسم السياحة الشتوية لسلطنة من خلال إقامة ثلاثة معارض للتعريف بالإسلام في مسقط وخارجها، مشيرا إلى أن العمل جار في تنفيذ برنامج مصغر يقام في مختلف محافظات السلطنة مماثل لبرنامج «هداية» ويستهدف الجاليات حديثة الإسلام ممن لم يتمكنوا من الاشتراك في برنامج «هداية»، إضافة إلى إقامة أركان لكتب التعريف بالإسلام في مختلف الأماكن التي يكثر فيها وجود غير المسلمين، ومشاريع أخرى قادمة ستنفذها الدائرة بعد هذه المشاريع.

وأكد أن توضيح صورة الإسلام الحقيقية البعيدة عن التصورات الخاطئة المرتسمة في الأذهان حول الإسلام أهم التحديات التي تواجه نشاط الدائرة في الوقت الحالي، مبينا أن دائرة التعريف بالإسلام تقوم باستثمار بعض المواسم كشهر رمضان المبارك وفترة الشتاء حيث يكثر فيها عدد الزائرين من غير المسلمين والراغبين في التعرف على ثقافة البلد ودينه، مبينا أن أغلب التساؤلات التي تثار عند غير المسلمين الذين يرغبون في الدخول في الإسلام منصبة حول علاقة الإسلام بالإرهاب، ومكانة المرأة في الإسلام، مشيرا إلى أن هذه الشبهات سرعان ما تزول بعد إيضاح حقيقة الإسلام وشريعته الناصعة الغراء ودورها في حفظ الأنفس والحقوق وأن الدين الإسلامي بريء براءة تامة مما يفعله بعض المنتسبين إليه من إزهاق الأرواح وقتل الأنفس بغير وجه حق، وأن الإسلام كرّم المرأة وأعطاها حقها كاملا.. هنا المزيد مما ورد في الحوار التالي:

• التكرم أولا بإعطاء نبذة مختصرة عن الدائرة. وعن أهم الأنشطة التي تقوم بها؟

دائرة التعريف بالإسلام والتبادل الثقافي هي دائرة حديثة تم إنشاؤها قبل سنتين تقريبا وتتبع المفتي العام للسلطنة، وتضم قسمين: الأول: قسم التعريف بالإسلام ويعنى بالتعريف بالدين الإسلامي لغير المسلمين من خلال إبراز شمولية وتكامل نظمه وتشريعاته وإظهار سماحته وإنسانية تشريعاته وذلك بإقامة الفعاليات والأنشطة التي تخدم هذا الهدف، كما يهتم القسم كذلك برعاية المسلمين الجدد من الناحية العلمية بتعليمهم أمور دينهم الجديد ودمجهم مع المجتمع المسلم وأيضا التعرف على المصاعب التي قد تواجههم ومساعدتهم في مواجهتها، إضافة إلى الجانب الإداري في إنهاء إجراءات الداخلين في الإسلام وإصدار شهادة الإسلام. أما القسم الثاني: فهو التبادل الثقافي ويعنى بالتبادل العلمي والثقافي بين مكتب الإفتاء وسائر المؤسسات العلمية والثقافية في الداخل والخارج، إضافة إلى تعزيز العلاقات وتوثيق الروابط بين مكتب المفتي العام والعلماء والباحثين.

• كيف يتم تعريف غير المسلمين بالدين الإسلامي؟ وهل يتم تزويد الداخلين في الإسلام ببعض الكتيبات التي تتحدث بلغتهم الأم؟

- يكون التعريف بالإسلام على مسارين: الأول: هو أن يأتي شخص يود التعرف على الدين الإسلامي وهنا ينسق له موعد للالتقاء مع أحد المشايخ الذين يتحدثون بلغته – أو توفير مترجم يتحدث لغته – ليعطيه نبذة شاملة عن الدين الإسلامي ومحاولة توضيح صورة الإسلام الحقيقية بعيدة عن الشوائب والتصورات الخاطئة المرتسمة في الأذهان حول الإسلام، مع توفير المواد العلمية اللازمة له ليطلع عليها. والثاني: أن تقوم الدائرة بتنظيم لقاء أو فعالية للتعريف بالإسلام وذلك باستثمار بعض المواسم كشهر رمضان المبارك- الذي له الأثر الطيب حتى مع غير المسلمين وغالبا يكثر عدد الداخلين في الإسلام خلال هذا الشهر الفضيل- وفترة الشتاء حيث يكثر فيه عدد الزائرين من غير المسلمين والراغبين في التعرف على ثقافة البلد ودينه، وفي كلا الحالين يقوم القائمون بتزويد معتنق الإسلام بالكتب اللازمة بلغته الأم- إن توفرت- أو بأي لغة أخرى تناسبه.

• ما هي أهم البرامج والفعاليات والأنشطة التي تقوم بها الدائرة وتستهدف غير المسلمين؟

البرامج والأنشطة التي تقوم بها الدائرة منها ما يستهدف غير المسلمين ومنها ما يستهدف المسلمين الجدد، وأهم هذه الفعاليات والأنشطة التي قامت بها الدائرة هي: - فعالية (تعارف) وهي فعالية رمضانية تستهدف غير المسلمين لتعريفهم بالدين الإسلامي من خلال دعوتهم لتجربة الإفطار مع المسلمين، وتقام هذه الفعالية بالتعاون مع عدد من مختلف الدوائر بالوزارة وتشتمل على عدد من الفقرات كعرض أفلام قصيرة حول الإسلام، وفقرة «حوار مع مسلم جديد» يذكر فيه سبب اعتناقه الإسلام وأهم ما أعجبه في هذا الدين، إضافة إلى بعض الأناشيد والمسابقات الثقافية ومحاضرة عامة حول الإسلام، ويصاحب الفعالية عدد من المعارض كمعرض رسالة الإسلام ومعرض المرأة المسلمة، أقيمت الفعالية الأولى في قاعة قصر الأمراء بالسيب وحضرها 400 شخص أسلم منهم 7 أشخاص بفضل الله، وأقيمت الفعالية الثانية في مركز عمان للمعارض والمؤتمرات حضرها 600 شخص أسلم منهم 15 شخصا، والحمد لله.

وأيضا برنامج (هداية) وهو برنامج تعليمي يعنى بتدريس المسلمين الجدد المقيمين بالسلطنة وتأهيلهم علميا ليتعرفوا على ما لهم وما عليهم من حقوق وواجبات، يمتد البرنامج لمدة سنة دراسية ويدرس فيه خمس مواد أساسية هي: القرآن الكريم والعقيدة والفقه واللغة العربية والسيرة النبوية، ويقام البرنامج حاليا في كلية العلوم الشرعية بالخوير، والعمل جار حاليا لتوسيع نطاق العمل ليشمل أكثر من منطقة ومحافظة.

وهناك الزيارات الميدانية، وهي زيارة المؤسسات التي يكثر فيها العاملون من غير المسلمين كالشركات والكليات والمدارس الخاصة لإقامة محاضرات وعمل فعاليات تعرف بالدين الإسلامي الحنيف. ومن أنشطتها كذلك إعداد الكتب والمواد العلمية التي تعرّف بالدين الإسلامي وتعالج بعض القضايا المهمة ودحض الشبهات حول بعض القضايا وترجمتها إلى مختلف اللغات.

• ما هي الصعوبات والتحديات التي تواجهونها في العمل؟

- تعتبر قلة الكادر الذي يعمل من أهم التحديات التي نواجهها، إضافة إلى تعدد ثقافة الجمهور واختلاف لغاته مما يصعب عملية التواصل المباشر، هذا يدفعنا إلى البحث والاستعانة بأشخاص يتحدثون تلك اللغات، كما يدفعنا إلى تدريب الكادر الموجود ليستطيع التواصل المباشر مع الجمهور، وأيضا مما لا شك فيه أن تداعيات الأوضاع المالية الراهنة ألقت بظلالها على الأنشطة والمشاريع كلها، وكان لأنشطة هذه الدائرة نصيبها من ذلك.

وهناك تحد من نوع آخر وهو وجود تصور خاطئ عن الدين الإسلامي نتيجة لتصرفات فردية من أشخاص ينتسبون إلى هذا الدين، والدين الإسلامي بريء من تلك التصرفات، فالمسلم أينما كان وفي أي أرض سكن هو رسول لدينه وسفير لأخلاقه فلابد أن تكون كل تصرفاته ومعاملاته متوافقة مع ما يرضي الله. إلا أن هذه التحديات والصعوبات تزول بتعاون الجميع وتضافرهم في إيصال رسالة الإسلام.

• ما هي أغلب الشبهات والمسائل التي تثار عند غير المسلمين؟

- تختلف الشبهات حسب الثقافة التي قدم منها السائل، ولكن أغلبها منصب حول علاقة الإسلام بالإرهاب، ومكانة المرأة في الإسلام وبعض الأحكام في الشريعة الإسلامية كإقامة الحدود، إلا أن هذه الشبهات سرعان ما تزول بعد إيضاح حقيقة الإسلام وشريعته الناصعة الغراء ودورها في حفظ الأنفس والحقوق وأن الدين الإسلامي بريء براءة تامة مما يفعله بعض المنتسبين إليه من إزهاق الأرواح وقتل الأنفس بغير وجه حق، وأن الإسلام كرّم المرأة وأعطاها حقها أماً وأختاً وزوجةً وابنةً ولم يمنعها من شيء إلا كان ذلك خير لها.

• هل أكثر الداخلين في الإسلام من الإناث أم من الذكور؟ وما هي الأسباب؟

- نسبة الداخلين في الإسلام من النساء تشكل ما يقارب 90% من المسلمين الجدد وحوالي 10% من الرجال، ولعل ذلك يعود للجهود النسائية في التعريف بالإسلام، فكثير من المسلمات الجديدات هن عاملات منازل ويعشن بين أسر مسلمة تمارس دينها كل يوم أمام مرأى ومسمع من هذه العاملة فإذا ما اقترن ذلك بدعوة طيبة وخلق حسن فسرعان ما يؤدي ذلك إلى تأثر هذه العاملة بالإسلام ورغبتها في اعتناقه، بالإضافة إلى سرعة تأثر المرأة واقتناعها بالجديد مقارنة بالرجل الذي يحتاج إلى فترة أطول للتفكير.

•هل هناك إحصائية شهرية أو سنوية يحصيها القسم؟ وما هي الجنسيات الأكثر دخولا في الإسلام؟ وكم هو المتوسط السنوي لعدد الداخلين في الإسلام؟

- توجد إحصائيات شهرية وسنوية للمسلمين الجدد وتوضح هذه الإحصائيات اختلاف عدد الداخلين في الإسلام من شهر إلى شهر، ففي شهر رمضان المبارك يكثر عدد المسلمين الجدد مقارنة بغيره من الشهور، إلا أن متوسط عدد المسلمين الجدد شهريا يبلغ بين 40 و50 شخصا. وتشير الإحصائيات للعام الماضي 2017م أن عدد الداخلين في الإسلام بلغ 528 شخصا منهم 468 امرأة و60 رجلا.

•هناك من الطلبة الدارسين في الخارج من يتوق لنشر هذا الدين الحنيف ويحاول تغيير الصورة النمطية السائدة عن الإسلام. كيف يمكن مساعدة هؤلاء الطلبة؟ وهل يمكن تزويدهم ببعض الكتيبات والمطويات والمواد التعريفية الأخرى لجمعيات الطلبة العمانيين الدارسين بالخارج من أجل نشر مبادئ وتعاليم الإسلام كالتسامح والسلام وحب الخير؟

-أولا عليهم أن يكونوا سفراء لدينهم ووطنهم وأن يكونوا خير خلف لخير سلف، فإن للعمانيين فضل السبق في نشر هذا الدين في الشرق والغرب أثناء سفرهم وذلك بحسن تعاملهم وصدقهم وأمانتهم ونبل أخلاقهم مما كان له عظيم الأثر في الشعوب التي هاجروا إليها، فعلى الطلبة العمانيين وغيرهم اليوم أن يسيروا في هذا الطريق ويدعوا إلى الله تعالى بالكلمة الطيبة والخلق النبيل، كما يمكن توفير الكتب الدينية التي تعرف بهذا الدين لكل من يرغب في الحصول عليها ويوصلها إلى مستحقها.

• هناك من الكتاب ممن يرغبون في تأليف بعض الكتب الداعية الى الإسلام، هل من اختصاص الدائرة مساعدة هؤلاء المؤلفين سواء كان ذلك بطباعة الكتب ونشرها أو تحمل نسبة من النفقات لطباعة تلك الكتب أو ترجمتها إلى عدد من اللغات؟

- الدائرة تتعاون مع الجميع في إصدار الكتب الدينية التي تعرّف بالدين الإسلامي، وقد سبق أن قامت الدائرة بالاعتماد على عدد من المؤلفين والكتّاب من داخل الوزارة وخارجها في إعداد المواد العلمية اللازمة في هذا الشأن، مع مراعاة أن مخاطبة هذه الشريحة تختلف عن مخاطبة غيرها تماما، فأسلوب الكتابة لابد أن يركز على الجانب العقلي والحجج المنطقية أكثر من التركيز على جانب النقل وبشكل يتناسب مع الموضوعات المطروحة، فالخطاب الموجّه لغير المسلم يختلف اختلافا كاملا عن الخطاب الموجّه للشخص المسلم، ولذلك فنحن كثيرا ما نركز على أسلوب الطرح وطريقة عرض الموضوع.

• كيف تقوم الدائرة بتعريف الجاليات غير المسلمة بالدين الإسلامي الحنيف؟ وكيف يتم الإعلان عن الفعاليات والأنشطة التي تقدمها الدائرة؟ وهل توجد مراكز معتمدة في السلطنة تقوم بهذا الدور وتتعاون معكم في هذا المجال؟ وهل هناك حسابات بنكية لمن أراد التبرع بحيث تصرف في هذا المجال؟

- تقوم الدائرة بالتعريف بالإسلام من خلال الأنشطة والبرامج التي تقدمها الدائرة- وسبق الحديث عنها- ومن خلال اللقاءات الفردية والجماعية وكذلك المحاضرات والدروس، كما تقوم الدائرة بالإعلان عن الفعاليات والأنشطة التي تقوم بها من خلال صفحتها الرسمية في التويتر وهي (@islamicinfo_om) وكذلك من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات الورقية والدعوات المباشرة.

أما بخصوص وجود مراكز تقوم بهذا الدور.. نعم توجد مراكز سبقت في هذا المجال وتقوم بدور فاعل في التعريف بالدين الإسلامي، ولعل أبرز هذه المراكز هو مركز التعريف بالإسلام بجامع السلطان قابوس الأكبر حيث يقصده الكثير من السائحين الزائرين للجامع ويتوفر به عدد من الكفاءات التي تحسن التعامل مع غير المسلمين وله نتائج جد طيبة، وكذلك مؤسسة «أمة واحدة» وفريق «مؤاخاة» وهي من المؤسسات العاملة في هذا المجال وتتعاون مع الوزارة في الأنشطة والفعاليات.

• هل تقوم الدائرة بإنتاج برامج تلفزيونية بلغات مختلفة لبثها عبر القنوات الفضائية؟ أو عبر قنوات اليوتيوب أو عن طريق الصحف غير الناطقة باللغة العربية؟

هذه من البرامج التي تنوي الدائرة تفعيلها في الفترة المقبلة بإذن الله، ولكن- وكما أشرت سابقا- من التحديات التي تواجهنا قلة الكادر المتخصص الذي يعمل في هذا المجال، وبزيادة الكادر المؤهل فإن مخاطبة الجمهور عبر البرامج الإعلامية المتعددة ستكون من أولويات العمل بإذن الله تعالى.

• هل تتضمن أنشطة القسم متابعة المطالب والتساؤلات المطروحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة فيما يخص نشاط الدعوة؟

- نعم يتضمن ذلك، بل أكثر من ذلك إذ أنه عند الانتهاء من أي فعالية يتم التواصل مع المشاركين لتقويم الفعالية ولإبداء ملاحظاتهم واقتراحاتهم لتطوير الفعالية والإيجابيات التي لمسوها والسلبيات التي شاهدوها، كل ذلك لأجل تطوير العمل وتجويده وتحسينه.

هل يستعين المركز بمتطوعين من الجاليات الذين يتقنون بعض اللغات للتعامل مع غير الناطقين باللغة الإنجليزية والعربية؟

توجد قوائم من الأشخاص الذين يتحدثون بعض اللغات الأجنبية غير المتوفرة لدينا في الدائرة، يتم التواصل مع هؤلاء الأشخاص والاستفادة منهم عند الحاجة إليهم سواء بزيارة شخص لا يتحدث إلا تلك اللغة أو بالترجمة الكتابية في بعض الأحيان.

• ما هي الخطط المستقبلية التي تنوي الدائرة تنفيذها على مدى السنوات القادمة؟

- هناك العديد من الأنشطة التي تنوي الدائرة إقامتها خلال السنوات القادمة، فإضافة إلى هدفنا في تحسين وتطوير وتوسيع الأنشطة المقامة حاليا فإننا نسعى لإقامة ثلاثة معارض للتعريف بالإسلام في مسقط وخارجها خلال موسم السياحة الشتوية، كما أن الدائرة تسعى لعمل برنامج مصغر مماثل لبرنامج «هداية» يستهدف الجاليات حديثة الإسلام لمن لا يتمكن من الاشتراك في برنامج (هداية) ويقام في مختلف محافظات السلطنة، إضافة إلى عمل أركان لكتب التعريف بالإسلام في مختلف الأماكن التي يكثر فيها وجود غير المسلمين، مع وجود مشاريع أخرى تأتي بعد هذه المشاريع بإذن الله تعالى.