1227500
1227500
الرياضية

الكرة العمانية تصطاد الأهداف.. وتستعيد مفتاح الاحتراف !

20 يناير 2018
20 يناير 2018

كتب: ياسر المنا -

تضاعفت مكاسب نجوم المنتخب الوطني الأول بفوزهم ببطولة كأس الخليج الثالثة والعشرين التي أقيمت قبل أيام في دولة الكويت وحصل بعضهم على مكافأة تعد الأفضل في مشوارهم الكروي من خلال عروض الاحتراف التي انهالت عليهم عقب تتويجهم باللقب وما قدموه من مستويات فنية لفتت لهم أنظار الأجهزة الفنية والإداريين في الأندية الخليجية.

جاءت العروض الخليجية للاعبي الأحمر لتفتح آفاقا جديدة للكرة العمانية في تجاوز للقيود التي فرضها عليها الزمن في السنوات الماضية وتبدل هذه العروض الأوضاع والنظرة للاعب العماني الذي خفت بريقه في السنوات الأخيرة ولم يعد يحظى بفرص احترافية مهمة في الأندية الكبيرة على غرار ما فعل الجيل السابق. ستساعد عروض الاحتراف التي حصل عليها عدد من اللاعبين في التسويق بصورة طيبة لقدرات اللاعب العماني وقدرته على منافسة اللاعبين في القارتين الآسيوية والإفريقية للحصول على ثقة الأندية الخليجية الكبيرة. سينعكس الاحتراف الخارجي كما هو معروف إيجابا على المنتخب الوطني من خلال حصول اللاعبين على جرعات تدريبية علمية والتواجد دوما في أفضل حالة فنية وبدنية وذهنية مع تطور في الأداء الفردي من اكتساب الخبرات الإضافية.

يمثل الاحتراف الخارجي للاعب العماني إحدى سياسات اتحاد الكرة ومقاصد الجهاز الفني للمنتخب الأول ولذلك وجدت الصفقات الأخيرة التشجيع والدعم الكامل من المسؤولين في الاتحاد وكذلك الأندية التي لم تتأخر في الموافقة على خوض نجومها تجارب احترافية حقيقية تضيف لهم مهارات وخبرات تدعم مسيرتهم مع المستديرة. وضع لاعبو المنتخب الوطني الأول فكرة الاحتراف في أذهانهم وكانت تعد واحدة من طموحاتهم وأهدافهم في مشاركتهم ببطولة كأس الخليج وكان هذا حافزا ودافعا لهم أسهم بصورة واضحة في تقديمهم لعروض كروية قوية وجدت الاستحسان والتقدير من المراقبين والمتابعين لبطولة كأس الخليج. قدم لاعبو الأحمر شهادات اعتمادهم من خلال الأداء الفني الجاد واللعب بمسؤولية وروح قتالية عالية أدت إلى أن يخرجوا جل ما يتمتعون به من مهارات فنية وقدرات في التعامل مع واجبات الوظيفة داخل الملعب وبما يجب ان يقدمه اللاعب من عطاء يخدم مصلحة فريقه ويدعم فرصه في تحقيق النجاحات المرجوة. كل التوقعات تشير إلى أن الصفقات التي اكتملت وفتحت الباب أمام نجوم المنتخب الوطني الأول ستعود بالكثير من الفوائد والمكاسب للاعبين وللكرة العمانية قبلهم وان تتواصل الصفقات في المستقبل القريب لوجود عدد آخر من اللاعبين لديهم كافة الإمكانات الفنية التي تؤهلهم للحصول على عروض من الأندية الخليجية أو الأوروبية.

هدف يتحقق.. وأكثر من عصفور بحجر

تحققت أهداف مجلس إدارة اتحاد كرة القدم بأن تشهد فترته انفتاحا خارجيا للكرة العمانية من خلال حصول أكبر عدد ممكن من اللاعبين لعقود احترافية في أندية خليجية أو أوروبية وذلك ضمن برامجه وخططه لتطوير الكرة العمانية. أصاب اتحاد الكرة من خلال حصول المنتخب الوطني على بطولة كأس الخليج أكثر من عصفور بحجر واحد وهو ما يمهد له تنفيذ الخطط التي تمثل أساس برنامجه الانتخابي وتقوده في النهاية لكسب ثقة الجماهير وتحقيق الأهداف التي يسعى لها. ساهم تألق اللاعبين في بطولة خليجي 23 في أن يترجم هدف الاتحاد في أرض الواقع ويجني ثمار البطولة والعمل الذي بذل في الفترة الماضية من أجل توفير فرص النجاح للأحمر ودعم جهازه الفني رغم الانتقادات التي كانت تحاصره.

وضم هذه النخبة من اللاعبين عقب كأس الخليج ليعيد للأذهان احتراف نجوم المنتخب الوطني بعد خليجي 17 في 2004 قبل أن يتراجع عدد المحترفين العمانيين في الدوريات الخليجية خلال الفترة الماضية. ويبدو سالم بن سعيد الوهيبي رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة في قمة سعادته وهو يشاهد أن أحد الأهداف التي بشر بها في حملته الانتخابية تتحقق.

وكان الوهيبي ذكر في حملته الانتخابية بأنه يسعى لفتح باب الاحتراف الخارجي للاعبين البارزين في أندية السلطنة وهو يسهم بكل تأكيد في تطوير أداء اللاعب.

توقعات في محلها.. ومستويات قوية قادت للصفقة

كان نصيب اللاعب الدولي سعد سهيل كبيرا في الإشادة بالمستويات الفنية التي قدمها مع المنتخب الوطني في مشوار منافسات كأس الخليج وتألقه في جميع المواجهات التي خاضها الأحمر في ميادين بطولة الكويت.

شارك سعد سهيل أساسيا في جميع المباريات بمستوى فني ثابت وظهر بلياقة بدنية عالية ساعدته في القيام بواجباته الدفاعية والهجومية، وتشكل طلعاته الهجومية وكراته العكسية مصدر خطورة كبيرة على الفرق الأخرى.

ولعب سهيل بروح معنوية وقتالية عالية وساهم في كل المباريات بتقديم الإضافة الفنية النوعية التي يحتاجها أي فريق لتحقيق النتائج الإيجابية.

لفت سعد سهيل أنظار الكثير من المحللين والمدربين المتابعين لبطولة الكويت ورشح بأن تفتح مشاركته في بطولة كأس الخليج الأبواب أمامه لتلقي العديد من عروض الأندية الخليجية الكبيرة للاحتراف في صفوفها.

وتحققت التوقعات وقادت المستويات الطيبة التي قدمها اللاعب إلى أن يحصل على صفقة تعد واحدة من أفضل الصفقات وتؤكد قيمة اللاعب الفنية الكبيرة.

سعد سهيل نفسه كان يترقب مثل هذه الصفقات بعد العطاء الكبير والجميل الذي قدمه في جميع المباريات وكان الاحتراف الخارجي يمثل أحد أهدافه في البطولة.

بدايات وتحديات.. في انتظار رهان النجاحات

خلال الأيام الماضية دشن عدد من لاعبي المنتخب الوطني الذين تحصلوا على عروض احترافية في الأندية الخليجية مشوارهم مع أنديتهم في مقدمتهم اللاعب سعيد الرزيقي (الشلهوب) الذي ظهر في تدريبات فريقه العربي الكويتي مستهلا رحلته الاحترافية المهمة في مسيرته الكروية.

ويستعد الرزيقي مع ناديه العربي لمواجهة القادسية الأحد المقبل ضمن الدور نصف النهائي لبطولة كأس سمو ولي العهد.

ومن جهة أخرى استكمل نادي الجزيرة الإماراتي، الخميس، إجراءات التعاقد مع الدولي محمد المسلمي، وتم قيد اللاعب في قائمة الفريق الأول لكرة القدم.

ويمنح اكتمال إجراءات التعاقد اللاعب المسلمي الفرصة للظهور في أي وقت بشعار ناديه فريق الجزيرة الإماراتي في مباريات دوري الخليج العربي.

ويتطلع اللاعب محسن جوهر إلى ترك بصمة واضحة في مسيرته مع نادي أحد السعودي وهو يستعد للظهور في مباريات الدوري بعد انضمامه لتدريبات الفريق.

وحظي اللاعب سعد سهيل باستقبال كبير لدى وصوله الرياض للانضمام للنصر السعودي ومن المتوقع أن ينخرط اللاعب في التدريبات ويكون تحت رهن إشارة الجهاز الفني للنادي العالمي.

وكان اللاعب سهيل أكد قدرته على منافسة خالد الغامدي وعوض خميس، من أجل الدخول في التشكيلة الأساسية للفريق.

وقال سهيل في تصريحات صحفية، إن المنافسة بين 3 لاعبين على مركز واحد، تصب في صالح الفريق، مشددا على أنه سيبذل قصارى جهده لحجز مكان أساسي في تشكيلة الجهاز الفني، خلال الفترة المقبلة.

وأكد سهيل، أن هدفه الأول مع النصر، أن يكون على قدر المسؤولية ونيل ثقة جماهير ومجلس إدارة النادي، الذي أصر على التعاقد معه.

الفرص التي أتاحت للاعبي الأحمر التواجد في دوريات قوية تمثل لهم تحديات كبيرة وتفرض عليهم ضرورة إثبات وجودهم وتحقيق النجاح.

وتعتبر البدايات في مشوار الاحتراف الخارجي دائما صعبة وتحتاج إلى التزام وانضباط كبيرين من جانب اللاعب ومضاعفة الجهود في التدريبات حتى يكون على أهبة الاستعداد للظهور الطيب ويقنع الجهاز الفني وإدارة النادي بأنه صفقة رابحة وهو ما يعزز من فرص الاستمرار أو الحصول على عروض احتراف أفضل.

ارتياح فني.. ودعم لبرامــــج تطور الأحمر

استقبل الجهاز الفني للمنتخب الوطني بقيادة الهولندي بيم فيربيك صفقات انتقال عدد من لاعبي الأحمر إلى الدوريات الخليجية القوية بارتياح وسعادة وأمنيات طيبة للاعبين بالنجاح والتوفيق في مشوارهم مع الأندية التي سيدافعون عن شعارها.

وتشير المعلومات إلى أن الجهاز الفني للمنتخب الوطني الأول تابع بارتياح كبير مساعي الأندية الخليجية للتعاقد مع لاعبي الأحمر وأن المدرب فيربيك وصف أي صفقات تتم بتعاقد لاعبي المنتخب مع الأندية الخليجية بأنه أكبر مكاسب الكرة العمانية بعد حصولها على لقب بطولة كأس الخليج الأخيرة وسيدعم احتراف نجوم الأحمر برنامج تطور المنتخب وتصاعد مستواه الفني بعد النجاح الذي حققه في الكويت والذي يضعه أمام تحديات كبيرة بعد ارتفاع سقف طموحات الجماهير.

ويرى الجهاز الفني للأحمر أن غالبية اللاعبين الذين شاركوا في مباريات كأس الخليج قدموا مستويات فنية طيبة تؤهلهم للاحتراف في الأندية الخليجية الكبيرة ويملكون القدرات والخبرات التي تساعدهم على النجاح في أي تجربة احترافية خارجية.

وكما هو معروف فإن قائمة الأحمر التي شاركت في بطولة الكويت كانت تضم بعض اللاعبين المحترفين في دوريات خارجية في مقدمتهم القائد أحمد كانو المحترف بالدوري القطري ورائد إبراهيم المحترف بالدوري المالطي.

وبعد الصفقات الأخيرة ارتفع عدد اللاعبين المحترفين وهو ما يسهل كثيرا من عمل الجهاز الفني، بحيث سيكون لديه أكثر من نصف تشكيلته الأساسية في جاهزية فنية عالية بجانب ما يكسبونه من خبرات إضافية في الدوريات القوية.