1227018
1227018
العرب والعالم

أمريكا تمتنع عن صرف مساعدات غذائية للفلسطينيين «تعهدت بها» سلفا

19 يناير 2018
19 يناير 2018

الخضري: استمرار الحصار وآثار الانقسام يدفعان غزة إلى «الانهيار» -

عواصم - عمان - نظير فالح - (رويترز):-

قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة لن تصرف مساعدات غذائية قيمتها 45 مليون دولار كانت قد تعهدت الشهر الماضي بتقديمها للفلسطينيين في إطار برنامج (النداء الطارئ للأراضي الفلسطينية المحتلة) الذي تقوده وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وكانت وزارة الخارجية قد أعلنت يوم الثلاثاء أن واشنطن ستعلق مبلغا آخر قيمته 65 مليون دولار كانت تعتزم تقديمه للوكالة التي تساعد الفلسطينيين قائلة إن على (أونروا) إجراء إصلاحات لم تحددها.

ونفت المتحدثة باسم الخارجية هيذر ناورت أن يكون تعليق مبلغ الـ 65 مليون دولار هدفه معاقبة الفلسطينيين الذين انتقدوا بشدة إعلان ترامب الشهر الماضي اعتزامه نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

وكان المراقب المالي لوزارة الخارجية الأمريكية إريك هيمبري قد تعهد في رسالة بتاريخ 15 ديسمبر إلى المفوض العام للأونروا بيير كرينبول بتقديم 45 مليون دولار في إطار برنامج (النداء الطارئ للأراضي الفلسطينية المحتلة).

وجاء في الرسالة التي اطلعت رويترز على نسخة منها أمس الاول «تعتزم الولايات المتحدة إتاحة هذا التمويل للأونروا في أوائل 2018... سيُرسل خطاب إضافي وحزمة إسهامات لتأكيد هذه المساهمة بحلول أوائل يناير 2018 أو قبل ذلك».

وقالت ناورت للصحفيين أمس الاول في إفادة اعتيادية بوزارة الخارجية إن الولايات المتحدة أوضحت للأونروا أن المساعدات التي تبلغ قيمتها 45 مليون دولار كانت مجرد تعهد يهدف لمساعدة الوكالة في «التوقع والاستشراف» وليست ضمانة مكفولة. وأضافت «في الوقت الحالي، لن نقدم هذا. لكن ذلك لا يعني، وأود أن أؤكد، لا يعني أننا لن نقدمه في المستقبل».

وكررت وجهة نظر الولايات المتحدة وهي أن الأونروا تحتاج إلى إصلاحات قائلة إن عدد اللاجئين الذين يشملهم برنامجها زاد كثيرا عما كان عليه سابقا وإنه يجب أن «يزيد المال الذي تقدمه الدول الأخرى أيضا حتى يتسنى استمرار صرف الأموال اللازمة لكل هؤلاء اللاجئين».

وأضافت «نطلب من الدول أن تفعل المزيد... ونحن لا نعتقد أساسا أن لزاما علينا أن نكون المانح الرئيسي لكل منظمة في العالم».

وعلى الرغم من القرار المتعلق بتعهد المساعدات الغذائية قالت ناورت «نحن الدولة الأكثر سخاء على الكوكب، وسنظل».

ومن المرجح أن يؤدي قرار حجب بعض الأموال إلى زيادة صعوبة استئناف محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية ويلحق مزيدا من الضرر بثقة العرب في قدرة الولايات المتحدة على أداء دور الوسيط النزيه.

من جهته، قال النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار إن الحصار الإسرائيلي الممتد للعام الحادي عشر على التوالي، وآثار الانقسام الداخلي، تدفع قطاع غزة اقتصاديا وإنسانياً إلى الانهيار شبه التام.

وأكد الخضري في تصريح صحفي وصل «عُمان» نسخة منه، أمس، أن الأوضاع في كافة مجالات الحياة متدهورة جداً، وأن رفع الحصار عن غزة هو الوحيد الكفيل بإنهاء هذه المعاناة وإعادة ترميم الواقع المنهك.

وذكر الخضري بتدهور الواقع الاقتصادي وتضرر مئات رجال الأعمال والتجار وأصحاب المصالح، ما اضطرهم لإغلاق ووقف أعمالهم وتسريح العمال والفنيين ما يعني المزيد من تدهور واقع العمال، حيث تبلغ نسبة البطالة 50%، وتزيد بين فئة الشباب لتصل 60%.

واستعرض الخضري أزمات غزة، والأرقام المخيفة، مبيناً أن 80 % نسبة الفقر، فيما يعيش نحو 1.5مليون مواطن على المساعدات الإغاثية منهم مليون لاجئ يتلقون مساعدات من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «اونروا»، وأكثر من ربع مليون عامل معطل.

وقال «لا يُعرف مصير هؤلاء في حال تقلصت خدمات الاونروا والمساعدات عنهم بعد تقليص الدعم عنها»، وأضاف «معدل دخل الفرد اليومي في غزة يبلغ 2 دولار»، مشيراً إلى أزمات الكهرباء والماء والصرف الصحي، والموظفين وما يتعلق بها من أزمات فرعية تطال كافة النواحي ومجالات الحياة».

وبين أن الاحتلال يواصل منع دخول 400 صنف عبر معبر كرم أبو سالم، وهي من الأصناف الرئيسية لاستمرار الحياة وعجلة الاقتصاد بحجة «الاستخدام المزدوج».

وحذر الخضري أن عدم تدارك الأمور يعني انحدارها لواقع قد يصعب حينها التكهن بطبيعته ومآلاته، داعياً المجتمع الدولي وأحرار العالم إلى التدخل بشكل فوري قبل فوات الأوان.