صحافة

القدس: بدون الوحدة الوطنية لا قيمة لكل القرارات

19 يناير 2018
19 يناير 2018

في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالا بعنوان: بدون الوحدة الوطنية لا قيمة لكل القرارات، جاء فيه:

انعقد المجلس المركزي بعد طول انتظار واتخذ قرارات مبدئية هامة وعامة ولكن الاجتماع لم يتم بغياب قوى سياسية رئيسية كحماس والجهاد الإسلامي فقط، وإنما تحول للأسف الشديد لمناسبة لتعميق الانقسام بسبب تبادل الانتقادات والاتهامات سواء في أثناء الجلسة الأولى أو بعد انتهاء الاجتماعات.

ولا نريد الدخول في التفاصيل حتى لا نزيد الأمور تعقيدا وحتى لا نبدو كأننا ننحاز لطرف على حساب طرف آخر، وإنما نقول بالصوت العالي كفانا انقساما وكفانا تشرذما لأن وحدتنا هي أساس قوتنا وأي عمل نعتزم القيام به أو التخطيط له لن يكون كاملا ولا قويا ولا فعالا بدون أن نقف جميعا في غزة والضفة والشتات أيضا، موقفا موحدا لمواجهة التحديات الخطيرة التي تعصف بنا وبحقوقنا وأرضنا ومستقبلنا.

ولو عدنا إلى قرارات المجلس المركزي فكيف سيراها العالم ويستمع إليها أو يستجيب لها وهو يرى أننا كشعب واحد نقف منقسمين ونتبادل الاتهامات .. ؟ من من العرب الذين يقف بعضهم ضدنا، سيحترمنا أو يتعامل معنا بصدق وواقعية وبدعم ونحن في هذه الحال. الإنسان الفلسطيني يتساءل ما الذي يعيق تحقيق الوحدة .. ؟ وما أسباب هذا الانقسام الذي يبدو مستعصيا على الحل ويبتعد كلما لاحت مظاهر أو خطوات نحو التقدم والتقارب. كل طرف يتحدث عن رغبته في إنجاز الوحدة ولكن الوحدة لا تتحقق. وكل طرف يلوم الآخر أو يحمله المسؤولية ويحاول إظهار نفسه بريئا وصادقا والطرف الآخر هو المسؤول. إن الاحتلال يلتهم أرضنا ومستقبلنا ولا تتوقف أعمال الاستيطان والتهويد، بل هي في تزايد مستمر، سواء بالقدس عاصمتنا الموعودة التي انعقد المجلس تحت شعارها، أو في بقية أراضي الضفة. ومخططاتهم المستقبلية واضحة وهي أن لا «سيادة» على الأرض من البحر إلى النهر إلا لهم، وهم يلقون تأييدا أمريكيا سياسيا وعمليات أقوى ما يكون.

نحن ننتقد العرب الممزقين والمتحاربين وننسى أننا نتصرف مثلهم تماما بينما التحديات التي تواجهنا مصيرية ومن أخطر ما يكون. ونتساءل: ما قيمة كل القرارات والمواقف التي نعلنها أو نتخذها إن لم نتحد أولا ونعمل يدا واحدة وهدفا مشتركا قبل أي شيء.

شعبنا يقول لكل القيادات على اختلاف مواقعها كفى انقساما وكفى ركضا وراء الأوهام، وما لم تتحقق الوحدة الوطنية ويصبح الموقف الوطني واحدا قويا فلن يستمع أحد إلينا.

يا أيتها القيادات ارحموا شعبكم وأرضكم ومستقبلكم، وحققوا الوحدة وأوقفوا هذا الانقسام المخجل الذي يريد البعض تحويله إلى انقسام دائم ومساهمة في قتل المشروع الوطني أساسا.