العرب والعالم

مدير «هيومن ووتش» يدعو لعدم طرد أي مهاجر إلى ليبيا

18 يناير 2018
18 يناير 2018

باريس- (أ ف ب): أكد مدير منظمة هيومن رايتس ووتش كينيث روث الذي يدافع بلا كلل عن حقوق الإنسان منذ ثلاثين عامًا، أن على أوروبا الا تجازف ولو بشكل غير مباشر، في طرد لاجئين إلى ليبيا حيث يلقون معاملة «فظيعة».

وقال في مقابلة مع وكالة فرانس برس في مقر المنظمة الباريسي بمناسبة نشر التقرير حول وضع حقوق الإنسان في العالم لعام 2018 أمس أن «هيومن رايتس ووتش كانت تنقل ذلك منذ فترة طويلة، الطريقة التي يعامل بها اللاجئون في ليبيا فظيعة»، وأضاف: «نجمع باستمرار شهادات على عمل قسري واستغلال جنسي وتعذيب».

وتابع روث مدينا السفن الأوروبية «لا تطرد الناس إلى ليبيا»، لكن الاتحاد الأوروبي وخصوصًا إيطاليا «يفعل بشكل غير مباشر ما لا يستطيع القيام به مباشر عبر تأهيل خفر السواحل الليبي الذي يعيد المهاجرين» إلى ليبيا.

وقال مدير المنظمة: إن «عدد المهاجرين الذي يموتون في ليبيا أكبر من أولئك الذين يموتون وهم يحاولون عبور المتوسط»، مستندًا في ذلك إلى أرقام منظمة الهجرة الدولية، وأضاف: «هذا يعطي فكرة عن خطورة الوضع».

وتقول منظمة الهجرة الدولية إن 3116 مهاجرا لقوا حتفهم أو فقدوا في 2017 خلال محاولتهم العبور الى أوروبا. لكن محاولات الهجرة هذه تراجعت منذ الصيف بعد اتفاقات بين روما والسلطات والمجموعات المسلحة الليبية لمنع المهاجرين من الإبحار. وقال كينيث روث وهو نجل ألماني يهودي فر من ألمانيا النازية: إن «أوروبا تتحمل مسؤولية مراقبة حدودها ولا احد يعترض على ذلك»، لكن عليها «محاولة الحد من تدفق المهاجرين عبر استثمارات اقتصادية في بلدانهم أو بالتحرك ضد القمع الذي يهربون منه».

وليبيا ليست سوى واحد من عدد من الملفات التي يتابعها هذا الحقوقي الأمريكي الذي يتحدث بالدقة نفسها عن اضطهاد الروهينجا في بورما وسياسة مكافحة الإرهاب التي يتبعها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وخلف روث تتكدس تقارير في مكتبة هائلة. فـ«هيومن رايتس ووتش» تنشر سنويا حوالي مائة تقرير أو تحليل، اي تقرير كل ثلاثة أيام.

وفي تقريرها الجديد، استعرضت المنظمة وضع حقوق الإنسان في 91 بلدا من افغانستان إلى زيمبابوي. التحق روث بمنظمة هيومن رايتس ووتش في 1987 واصبح مديرها التنفيذي بعد ست سنوات. وقد حول المنظمة غير الحكومية المتواضعة إلى منظمة متعددة الجنسيات يعمل فيها 425 موظفا وممولة من هبات من أفراد ومؤسسات من بينها مؤسسة الملياردير جورج سوروس.

وأكد روث أن المنظمة بنت مصداقيتها على مبدأين هما «الدقة والموضوعية»، مشددًا على أن المنظمة «لم ترتكب خطأ فادحًا واحدًا» في أي يوم، وأضاف: «نطبق هذه المبادئ أيًّا كان الخط السياسي لأي بلد، يساري أو يميني، سواء كان حكومات أو مجموعات متمردة. لسنا منحازين لأي طرف».

ويصف روث وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة في الولايات المتحدة بانه «لحظة يأس»، لكنه لا يوفر سلفه باراك أوباما. وقال: «إنني معجب بباراك أوباما» لكنه «لم يكن مستعدا لدفع الثمن السياسي لإغلاق (معتقل) جوانتانامو ولا أن يفعل أي شيء لمنع بشار الأسد من ارتكاب الفظائع الجماعية في سوريا». أما إيمانويل ماكرون الذي أشاد بحزمه حيال روسيا وتركيا «فقد كان اقل قسوة مع الرئيس الصيني شي جينبينغ»، وقال روث «يبدو انه اكثر استعدادا للدفاع عن حقوق الإنسان عندما لا يتعلق الأمر بالمصالح التجارية الفرنسية».