المنوعات

العصر الجليدي الصغير.. أمل الحد من الاحتباس الحراري

18 يناير 2018
18 يناير 2018

إسطنبول- «الأناضول»: توصل علماء إلى أن العصر الجليدي الصغير المنتظر بين أعوام 2020- 2030 نتيجة تناقص النشاطات على الشمس، سيساهم في إبطاء الاحتباس الحراري العالمي.

وفي هذا الإطار، طورت العالمة فالنتينا زاكروفا، بر وفيسورة الرياضيات في جامعة نورثومبريا البريطانية، برفقة فريقها، نظام حسابي جديد يساعد في توقع التغيرات المناخية في المستقبل بطريقة رياضية.

ووفقا لهذا النظام الحسابي، فإنه مع تناقص الموجات المغناطيسية على الشمس، ستشهد درجات الحرارة بين عامي 2021- 2050 انخفاضا كبيرا.

وبحسب النظام، يُنتظر أن يمر العالم بمرحلة شبيهة بمرحلة العصر الجليدي الصغير التي شهدها بين القرنين السابع عشر والثامن عشر الماضيين.

وقال أحمد كوسيه، رئيس قسم مهندسي الأرصاد الجوية التابع لاتحاد غرف المهندسين والمعماريين الأتراك، في لقاء مع مراسل الأناضول، إن الغازات الدفئية التي تلوث الطبيعة أدت إلى زيادة الاحتباس الحراري.

وأشار إلى أن درجات الحرارة عقب عام 1960 ارتفعت بمعدل درجتين، الأمر الذي أدى إلى ذوبان الأنهار الجليدية.

وأوضح أن نتائج هذه التغيرات المناخية لوحظت خلال الصيف الماضي في عموم تركيا وعلى رأسها ولاية إسطنبول، مثل حالات هطول حبات البرَد وهبوب عواصف قوية خلال فترات قصيرة.

ولفت كوسيه إلى أن معدل عدد الأشخاص المتأثرين من الكوارث الطبيعية حول العالم يبلغ سنويا 410 ملايين شخص، في حين يصل معدل الضحايا إلى نحو 7 آلاف و600 شخص.

وأردف أن 6 بالمائة من الكوارث الطبيعية يؤدي إلى سقوط ضحايا، بينما 16 بالمائة منها يؤدي إلى إصابات بشرية.

ولفت كوسيه إلى أن المناخ في تركيا أخذ بالتغير، إذ يشهد تحولا نحو المناخ الاستوائي، مشيرا إلى بدء تشكل الإعصارات القمعية في إسطنبول بكثرة.

وأضاف أنه بسبب ازدياد شدة الكوارث الطبيعية في السنوات الأخيرة، ارتفع عدد الإعصارات القمعية التي ضربت سواحل إيجه والبحر والأسود وإسطنبول والمناطق المجاورة لها.

وقال كوسيه: «إن مناطق واسعة من القارة الأوروبية عاشت بين عامي 1645 و1715 ما يطلق عليه عصر جليدي صغير.

ولفت إلى أن هناك مقالة صدرت مؤخرا، تفيد بأن البقع الشمسية تتعرض لتناقص بشكل يشبه عصر الجليد الصغير المذكور أعلاه.

وأشار إلى أنه في حال استمرار التناقص على هذا الشكل، فإنه من المحتمل أن تشهد مناطق واسعة من العالم عصر جليدي صغير مجددا في الفترة بين 2020- 2030.

وأضاف قائلا: «هذا الاحتمال يجعلني أشعر بالسعادة، فلو تحقق ذلك لأدى إلى إبطاء الاحتباس الحراري، لأننا كبشر لا نستطيع الوقوف في وجه الاحتباس، لكن الطبيعة ستعمل على تحقيق التوازن من خلال العصر الجليدي الصغير».

وأفاد كوسيه أن العصر الجليدي الصغير سيساهم في خفض درجات الحرارة ما بين درجة واحدة ودرجتين.

وأوضح أن الإنسان لن يجد صعوبة في التأقلم مع انخفاض درجات الحرارة، على عكس أنواع النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض التي لن تتمكن من ذلك.

ومضى قائلا: «في الفترة اللاحقة لتقدم الاحتباس الحراري سيستمر موسم البحر في إسطنبول بين 4 و 5 شهور، لكن في حالة العصر الجليدي الصغير سيتناقض الغطاء النباتي، وربما لن ينمو القمح في ولاية قونية وسط تركيا.

وأضاف: «في السنوات 15- 20 الأخيرة، تناقصت أيام الربيع والخريف بمعدل 25 يوما، وازدادت أيام الصيف قياسا إلى الأعوام السابقة». وتابع قائلا بأنه «في حالة العصر الجليدي سيحدث العكس تماما، حيث سيبدأ الشتاء بمدينة إسطنبول في نوفمبر بدلا من ديسمبر، على أن ينتهي في أواسط أبريل بدلا من مارس، كما أن عدد الأيام التي ستشهد تساقط ثلوج ستزداد إلى 30 يوما بدلا من 15».