1225949
1225949
العرب والعالم

الفلسطينيون يعتبرونه «بمثابة حرب على اللاجئين» ويطالبون بتحرك عربي إسلامي

17 يناير 2018
17 يناير 2018

بعد تقليص واشنطن نصف الأموال المخصصة لـ«الأونروا» -

رام الله - عمان - نظير فالح - (أ ف ب):-

حذر الفلسطينيون امس من ان اعلان الولايات المتحدة تجميد عشرات ملايين الدولارات المخصصة لوكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا)، سيؤثر سلبا على مصير مئات الالاف من اللاجئين الذين يعتمدون على المساعدات الدولية.

كما حذرت اونروا من ان القرار الامريكي سيؤدي الى أسوأ أزمة تمويل للوكالة منذ تأسيسها.وتقدم الوكالة مساعدات للاجئين الفلسطينيين والمتحدرين منهم في انحاء الشرق الاوسط، مع خدمات تتضمن التعليم والرعاية الطبية. وهناك خمسة ملايين فلسطيني من المؤهلين للحصول على خدمات اونروا.

وقررت الولايات المتحدة امس «تجميد» نصف الاموال المخصصة لـ الاونروا في رسالة تحد جديدة للأمم المتحدة وضربة قوية للفلسطينيين.

وأعلنت وزارة الخارجية انه من أصل 125 مليون دولار من المساهمات الطوعية لهذه الوكالة للعام 2018، أكدت واشنطن دفع «شريحة أولى» بقيمة 60 مليون دولار خصوصا لدفع الرواتب في المدارس والمرافق الصحية في الاردن والضفة الغربية وقطاع غزة، وتابع مسؤول في الوزارة انه «من دون هذا المال... فإن عمليات اونروا كانت مهددة». والولايات المتحدة هي اكبر داعم للوكالة.

وقال المتحدث باسم الوكالة كريس غونيس لوكالة فرانس برس «الولايات المتحدة اعلنت انها ستساهم بمبلغ 60 مليون دولار لميزانية البرنامج. حتى هذه اللحظة، لا يوجد اي مؤشرات اخرى على تمويل محتمل».

وأشار غونيس الى ان «هذا التخفيض الكبير في المساهمة سيؤدي الى أسوأ ازمة تمويل في تاريخ الوكالة». وأعرب مسؤولون فلسطينيون عن غضبهم على ما وصفوه بخطوة اضافية ضدهم من ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب بعد اعلانه الشهر الماضي اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي ان قرار التجميد يرقى الى معاملة «قاسية» بحق «سكان ابرياء وضعفاء».

بينما أكد رئيس المفوضية العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن حسام زملط ان «اللاجئين الفلسطينيين ووصول الاطفال لخدمات انسانية اساسية مثل الطعام والرعاية الطبية والتعليم ليس ورقة مساومة بل التزام امريكي ودولي».

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين زكريا الأغا، تعقيبا على قرار الولايات المتحدة بتعليق دفع مبلغ 65 مليون دولار من أصل مبلغ 125 مليون دولار، كانت مرصودة مسبقا لصالح وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن هذا القرار يأتي في إطار الإجراءات الأمريكية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية دون أن تراعي قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، بما فيها القرارات المتعلقة بقضية اللاجئين الفلسطينيين وتفويض الأونروا من الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتقديم الرعاية والخدمات الأساسية لهم .

ووصف الأغا في بيان صحفي وصل«عُمان» نسخة منه،أمس، هذا الإجراء الذي جاء إثر التهديدات الأمريكية بقطع المساعدات عن السلطة الوطنية الفلسطينية ووكالة الأونروا، بأنه يأتي في إطار الابتزاز الأمريكي للقيادة الفلسطينية التي رفضت بشكل قاطع قرار الولايات المتحدة اعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارتها اليها. من جهته، دعا النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، الدول العربية والإسلامية والأجنبية لمضاعفة مساهماتها في دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «اونروا» لسد العجز الناتج عن التقليص الأمريكي للدعم، وتلافيا للمعاناة الإنسانية للاجئين الفلسطينيين التي ستتضاعف نتيجة القرار. وشدد الخضري في بيان صحفي، أمس، على أن هذا التقليص «بمثابة إعلان حرب على اللاجئين المحتاجين المساعدة الإغاثية والطبية والتعليمية وبكافة جوانبها».

وقال «هذه الأحوال تتطلب من أحرار العالم الوقوف إلى جانب هؤلاء اللاجئين للتخفيف عنهم وللوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وإسناد ودعم حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس».

وقال الخضري «معاناة اللاجئين متزايدة ومتفاقمة أصلاً سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية ومخيمات الشتات».

وأشار الخضري إلى أن اللاجئين في غزة التي تعاني حصاراً إسرائيلياً مشدداً يعانون، حيث وصلت معدلات البطالة إلى نحو 50%، وتتزايد بين فئة الشباب لتصل إلى 60%، فيما 80% من عدد السكان يعيشون تحت خط الفقر، في نسب تعد الأعلى عالمياً.

وتظاهر قرابة 500 فلسطيني في قطاع غزة ضد القرار الامريكي. اما حركة حماس فأكدت في بيان ان القرار الأمريكي «سياسة أمريكية مرفوضة تأتي في سياق مخطط تصفية القضية الفلسطينية وعلى رأسها قضية اللاجئين وتثبيت المواقف والقرارات لصالح الكيان الإسرائيلي العنصري المتطرف».

وأكد مسؤولون في الخارجية الأمريكية ان واشنطن «ستجمد» الـ65 مليون دولار المتبقية حتى اشعار آخر، «لقد تم تجميد المبلغ وليس إلغاؤه».

اما المفوض العام للاونروا بيار كرينبول فأعرب عن قلقه داعيا الدول الاخرى في الأمم المتحدة الى المساهمة، مشيرا الى ان المبلغ ادنى بكثير من مبلغ 350 مليون دولار التي دفعتها الولايات المتحدة في العام 2017. وقال كرينبول في بيان ان «تمويل الاونروا او اي وكالة انسانية اخرى يعود الى تقدير كل دولة عضو في الأمم المتحدة... لكن نظرا الى علاقة الثقة القديمة بين الولايات المتحدة والاونروا فإن هذه المساهمة المخفضة تهدد احد التزاماتنا على صعيد التنمية».

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش قبل اعلان القرار الأمريكي حول الاونروا امس الأول عن «قلقه الشديد» مشيرا الى ان توقف الولايات المتحدة عن التمويل سيؤدي الى «مشكلة كبيرة جدا».

وشدد غوتيريش على ان «الاونروا ليست مؤسسة فلسطينية بل مؤسسة تابعة للأمم المتحدة تؤمن خدمات حيوية للاجئين».

ورحب سفير اسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون بالقرار الأمريكي، معتبرا ان الاونروا «تسيء استخدام المساعدات الانسانية التي تقدمها الأسرة الدولية لدعم الدعاية المعادية لإسرائيل» متهما اياها بـ «الحض على الكراهية».

اما نتانياهو، الذي يزور الهند حاليا، فقال «هذه المرة الاولى التي يتم فيها تحدي الاونروا» بحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وأضاف «منذ 70 عاما، تقوم هذه المنظمة بإطالة وضع اللاجئين الفلسطينيين ورواية إلغاء الصهيونية. وهي المرة الاولى التي يتم فيها تحدي كل هذا».

ويحذر المحللون من ان اغلاق الاونروا دون بديل ملائم سيؤدي الى مزيد من الفقر وحتى اعمال عنف.

وقال نتانياهو «هناك دائما قدر معين من المخاطر» فيما يتعلق بمثل هذه القرار. وتزود الاونروا اللاجئين الفلسطينيين بمساعدات طبية ومدرسية منذ عام 1950.