أفكار وآراء

ريادة الأعمال فرص واعدة

17 يناير 2018
17 يناير 2018

بخيت بن مسن الكثيري -

[email protected] -

يمتلك السوق المحلي فرصا حقيقية تتطلب تسليط الضوء عليها من فترة إلى أخرى أمام استثمار طاقات الشباب وتحفيزهم للولوج في الأعمال والأنشطة التجارية والصناعية التي نعول عليها لنشر ثقافة الأعمال الحرة واستثمارها وليس الاتكال فقط على القوى العاملة الوافدة في هذه الأنشطة والتي ساهمت في رفع التحويلات النقدية خارج البلاد سنويا.

واليوم نحن أمام فرص واعدة تتطلب منا الوقوف معهم في مسار استمراريتها ونموها لريادة الأعمال والمهن الحرة ومن ضمنها نشاط معارض الأسر المنتجة وريادة الأعمال الخاصة بمنتجات وصناعات المرأة التي تمثل منصة تجارية لتسويق منتجاتها وابتكاراتها وقد كانت لي فرصة الاطلاع على المبادرات خلال الفترة الماضية لمجموعة من صاحبات الأعمال والأسر المنتجة في مدينة صلالة التي تعطي نموذجا طيبا لعزيمتهن وجهودهن بطرح مبادرات تعود بالمنفعة على دخل الأسرة ومجتمعها من البيئة المحلية.

وقد ساهمت حقيقة الأمر هذه المبادرات بتشجيع وتمكين أعداد متزايدة من الأسر المنتجة وصاحبات الأعمال في الدخول في هذه الأنشطة التجارية وتقديم منتجات متنوعة تلامس احتياجات ومتطلبات السوق من خلال مشروعات تجارية أو من خلال إقامة المعارض خاصة في المناسبات والأعياد بالرغم من المنافسة غير العادلة من العمالة الوافدة والتجارة المستترة التي تسيطر على مفاصل هذه الأنشطة التجارية.

ومن هذا المنطلق نؤكد على أهمية استمرارية ودعم المعارض التجارية (الأسر المنتجة وريادة الأعمال الخاصة بمنتجات المرأة) في كافة المحافظات نظرا للفرص التجارية الحقيقية في هذا النشاط الذي يتأثر بمنافسة غير متكافئة كما أشرنا من التجارة المستترة التي تشكل عائقا حقيقيا على مشوار نجاح أبنائنا الشباب والشابات في الأعمال الحرة واستثمار نمو أنشطتهم التجارية.

فنأمل من الجهات ذات العلاقة أن تبذل جهودا في هذا الجانب بمزيد من العمل والتواصل لتذليل المعوقات أمام المشاركة في هذا النشاط والمعارض في ظل ما لمسته من جدية وإصرار من الأخوات صاحبات الأعمال والأسر المنتجة في إقامة هذه الفعالية وتحملهن التكاليف المالية.

وللعلم هذه الأنشطة لها تأثير إيجابي في نشر ثقافة العمل الحر في المجتمع وتحفيز طاقاته الإنتاجية وتشجيعها بالدعم والحوافز التي تعتبر مفتاح النجاح لتحقيق نشر ثقافة ريادة الأعمال لشريحة الشباب في اقتناص الفرص التجارية بالسوق المحلي واستثمار أدوات التراث المحلي المادي والمعنوي بمفهوم اقتصادي حديث وأفكار تسويقية جذابة يكون لها مردود إيجابي على المواطن والأسرة في تحفيز طاقة أفراده الإنتاجية بالأنشطة التجارية والمنتجات التراثية والحرفية ودعمها في تسويق هذه المنتجات في الفعاليات والأسواق الداخلية والخارجية وكذلك من قبل المرافق السياحية وقطاع الفنادق في شراء هذه الصناعات الحرفية وتسويق الأكلات الشعبية ضمن قوائم الطعام بهذه المرافق لتعكس الهوية العمانية وتراثها الأصيل.

ونأمل من شرائح المجتمع مساندة هذه المبادرات لتشجيع ثقافة العمل الحر وتمكينهم من دخول الأسواق المحلية التي ما زالت كثير من أنشطتها ترزح تحت عباية التجارة المستترة من القوى العاملة الوافدة وكذلك مزيدا من الدعم والتواصل مع أصحاب هذه المبادرات وإعطائهم الأولوية في العقود والمشتريات الرسمية من أجل دعم عزيمة هؤلاء الشباب وتشجيعهم وإنجاح أعمالهم وكذلك من القطاع الخاص أن تكون له بصمة في دعم هذه المبادرات وفتح المجال بعرض خدماتهم و منتجاتهم في المراكز والمرافق السياحية والفنادق لتسويق الصناعات الحرفية والأكلات الشعبية ضمن قوائم طعامها والتعاقد مع أصحاب هذه المبادرات.

وكلنا ثقة بالوقوف لمساندة نشاط ريادة الأعمال والأسر المنتجة في الأعمال الحرة وتمكينهم بالسوق المحلي واستثمار هذه الطاقات الإنتاجية في الوطن.