المنوعات

بكّـار ينقـّب عـن الترجـمات الأردنـية لرباعـيات الخـيام

16 يناير 2018
16 يناير 2018

عمّان، العمانية: قلّة هم الذين يعلمون بوجود أكثر من ترجمة أردنية لرباعيات الشاعر والفيلسوف الفارسي عمر الخيام (1048-1131)، وأكثر ما يعرفه القراء هو ترجمة واحدة على الأقل هي المنسوبة لشاعر الأردن مصطفى وهبي التل (عرار). لكن الباحث والمحقق د.يوسف بكار يكشف في كتاب جديد صدر عن الآن ناشرون وموزعون بعمّان، أن هناك سبع ترجمات أردنية للرباعيات، تمت من اللغات الفارسية، والإنجليزية، والتركية، والإيطالية، والفرنسية.

ويؤكد بكار، الذي أَولى رباعيات الخيام عنايته، وأنجز حولها دراسات تحقيقية وتحليلية مقارنة، أنه ليس هناك ديوان شعر منفرد متفق عليه عنوانه «رباعيات الخيام»، ولا يُعرف -إلى الآن- لا عدد الرّباعيّات، ولا الصحيح من المنحول منها، إلى عمر الخيّام، بل هناك مجموعات شتّى خطيّة ومطبوعة متفاوتة الأعداد يصل بعضها إلى الآلاف أُطلق عليها «رباعيّات الخيّام» جعلت تزداد يومًا عن يومٍ منذ وفاة الخيّام.

ويضيف أن ما اختير وتُرجم من الرّباعيّات في أنحاء المعمورة كافة مهما كان عددها -ولو رباعيّة واحدة- ليس سوى مختارات حسب. لافتًا إلى أن الرباعيات تُرجمت إلى نحو خمسين لغة، وأن في العالم العربي هناك العديد من الترجمات للرباعيات، سواء كان شعرا أم نثرا، وبالفصيحة أو العامية، اشتُهر منها ترجمة الشاعر الغنائي أحمد رامي التي غنّت مقاطع منها أم كلثوم، فأعطتها شهرة واسعة، وترجمة أحمد الصافي النجفي في العراق، وترجمة عيسى معلوف في لبنان، وترجمة علي محمود طه في مصر. ويخلص بكار بعد بحثه وتنقيبه، إلى أن الذين ترجموا رباعيات الخيام من الأردن سبعة هم: مصطفى وهبي التل (1899-1949)، وعيسى الناعوري (1918-1985)، ونويل عبد الأحد (1939)، وتيسير السبول (1939-1973)، ومحمود بدر شلباية (1941-1977)، ومحمد الظاهر (1950)، ويوسف بكار.

ويتكون الكتاب من مقدمة وسبعة فصول، خصص الباحث فصلًا لكل مترجم، ودراسة للترجمة نفسها، ودراسة تحقيقية، وتحليلية، ومقارنة، مع الترجمات الأخرى، ومع النص الأصلي المترجم عنه، ومع النص الفارسي/ الأصل.

ومن ترجمة عرار:

«للأزل أسرار لا أنا أعلمها ولا أنت،

وهذه الأحجية لا أنا أفهمها ولا أنت،

ما قالُنا وقيلُنا خلف الحجاب إلاّ حدْس

ينتهي متى أُرْخيتِ السّتائر، حين لا أبقى أنا ولا أنت.

للأزل أسرار لا أنا أعلمها ولا أنت».

ومن ترجمة عيسى الناعوري:

«لقد كنّا ماءً مخزونًا في الأصلاب،

ولكنّ نار الشّهوة جاءت بنا خلْقًا جديدًا إلى الدنيا.

وستحمل الريّاح غدًا ذرّات غبارنا بعيدًا

فلنقضِ بالشّراب هاتين البرهتين اللتين نحياهما».

ومن ترجمة نويل عبد الأحد:

«إنّ إصبع الدّهر المتحرّك كتب ولا يزال يكتب،

وحكمه نافذ حازم صارم،

ليس في مقدور أحد أن يشطب منه شيئًا،

ولا تُمْحى منه كلمة واحدة، ولو هطلت دموع العالم بأسرها».

ومن ترجمة محمود شلباية:

«ألاّ فَلْنقل بيّنًا لا مجاز:

دمىً نحن لله فوقِ الوجودْ

أُحاد أُحاد على نِطْعه

سنُلْقى بصندوق فَقْد الوفود».

ومن ترجمة يوسف بكّار:

«أن تقنع، كالنَّسْر، بعَظْمةٍ

خيرٌ من أن تتطفّل على موائد الآخرين،

وأن ترضى بما لديك من خبز الشّعير

خيرٌ من أن تتلوّث بفالوذج كلّ لئيم».

يُذكر أن يوسف بكّار يحمل شهادة الدكتوراه في النقد الأدبي (1972)، عمل أستاذًا في جامعة اليرموك وتولى عددًا من الوظائف الإدارية والأكاديمية فيها.

كما رأسَ قسم اللغة العربية في جامعة «الفردوسي» بإيران (1973-1978)، نال جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1992، وله عشرات الأعمال الأدبية في النقد والتحقيق والترجمة، منها:»اتجاهات الغزل في القرن الثاني الهجري»، و»بناء القصيدة في النقد العربي القديم في ضوء النقد الحديث»، و»من بوادر التجديد في شعرنا المعاصر»، و»الرحلة المنسيّة: فدوى طوقان وطفولتها الإبداعية»، و»سادن التراث: إحسان عباس»، و»حفريات في تراثنا النقدي».