1223414
1223414
المنوعات

معرض لأعمال الخطاط السوداني وقيع الله في الشارقة

16 يناير 2018
16 يناير 2018

الشارقة، العمانية: يكشف معرض «البعد الرابع» الذي افُتتح في متحف الشارقة للخط، عن تجربة عربية رائدة في فن الخط، يمثلها الفنان السوداني عثمان وقيع الله، الذي توفي عام 2007.

ويعرّف المعرض الاستعادي الذي يقام ضمن فعاليات الدورة العشرين لمهرجان الفنون الإسلامية «أثر، بالاتجاه المُحدّث والريادي في مجال الخط بالسودان» مسلّطًا الضوء على تجربة مبدع ينتمي إلى الحالة التشكيلية الفاعلة عربيًا والمزدهرة حضاريًا، ويعدّ قامة مؤثرة في أجيال عديدة من أبناء بلده.

وقد اختيرت الأعمال المعروضة من بين أكثر من ستمائة عمل أبدعها الفنان خلال حياته، ومن بينها ثلاثة مصاحف، إذ كتب وقيع الله بكل أنواع الخطوط، واستخدم القوالب التركيبية بطرق غير تقليدية، محاولًا التجديد، سواء عبر تنويع الخطوط الكلاسيكية من الكوفي والثلث والنسخ، أو عبر استخدام الألوان بطبقاتها المتعددة.

وتُظهر أعمال وقيع الله أسلوبه الخاص والمتفرد الذي يميّز خطه أينما يشاهَد، وبخاصة أنه أضاف لتجربته أسلوبًا جمع فيه بين الخط واللون أسماه «البعد الرابع»، وأطّره برؤى فلسفية وتأملية، يشير إليها ما قاله في إحدى المقابلات معه: «البعد الرابع بعدٌ تراه البصيرة عقب البصر. وإنّ قليلًا من التأمل كفيل ببلورته في اللوحات التي تهدف إلى جعل الخط لحمة اللوحة وسداها، دون أن تستعير المفردات الفنية الغربية، خاصة وأن خطنا العربي لا يحتاج أصلًا إلى مثل هذا الاستجداء الذي لا يعبّر إلا عن عجز وقصور في إدراك ما للخط العربي من إمكانيات. فالعمل الفني المكتمل لا يحتاج إلى شرح».

الجدير بالذكر أن وقيع الله الذي وُلد عام 1925 يعدّ رائد مدرسة الخرطوم، التي استلهمت صيغ الخط العربي وجمالياته.

حصل على إجازة من الخطاط المصري سيد إبراهيم، وأنجز بخطه المتفرد بعض المصاحف وعددًا كبيرًا من اللوحات القرآنية، كما صمم أول عملة سودانية، وكان من مؤسسي كلية الفنون الجميلة 1951، ويعدّ مرسمه أولَ مرسم حر لفنان سوداني.

عاش وقيع الله في بريطانيا بين عامي 1967 و2005، وخلال تلك الفترة عمل بهيئة الإذاعة البريطانية، وحاضر بالجامعات هناك، وأقام العديد من المعارض.

وكان هذا الفنان أوّل سوداني يحقق امتيازًا في إجادة الخط العربي على نهج وطرق المدرستين العربية والتركية، وقد كان بذلك أبًا ومعلمًا ورائدًا لأجيال الخطاطين الموهوبين الذين عملوا فيما بعد في المطبوعات الصحفية وسائل والنشر، وقطاع التربية والتعليم، وسوق الإعلان.