مرايا

جريندلفالد .. متعة التجول في الجبال السويسرية

17 يناير 2018
17 يناير 2018

تزخر سويسرا بالعديد من المناظر الطبيعية الخلابة، التي تأسر قلوب السياح من جميع أنحاء العالم؛ حيث ترتفع القمم الصخرية المهيبة إلى عنان السماء وتظهر الجبال المغطاة بالثلوج وهي تلامس الغيوم. وتكثر القمم الجبلية، التي تدعو السياح إلى متعة التجول في رحابها. ويضمن المرشد السياحي الخبير بالدروب الجبلية للسياح التمتع بجولة رائعة وسط المناظر الطبيعية البديعة.

ويتجمع السياح في الصباح الباكر في محطة الحافلات بمدينة جريندلفالد، وبينما تتدفق المجموعات الكبيرة من السياح اليابانيين والهنود عبر السكك الحديدية المسننة في اتجاه مدينة “شايديج” الصغيرة، يكون من السهل والمريح على السياح ركوب بضعة محطات بالحافلة في الاتجاه المعاكس إلى مدينة “شايديج” الكبيرة حتى بداية مسار التجول جليكشتاين، الذي يرتفع لمسافة 1558 متراً.

وبعد الصعود بشكل حاد على الحجر الجيري والجرانيت يتعين على السياح اجتياز بعض المواضع الصعبة والخطيرة، والتي يتم خلالها تأمينهم بواسطة الكابلات المصنوعة من الصلب. وعلى مسافة كبيرة في الأسفل يظهر الشريط الجليدي السابق. ويتذكر المرشد السياحي أحوال مدينة جريندلفالد قائلاً: “خلال فترة الثمانينات من القرن المنصرم كانت طبقة الجليد في جريندلفالد تمتد لأسفل، حتى أنها كانت تلامس سطح الطريق”. وكان السياح ينعمون بإطلالة رائعة على الجليد من شرفة البار أو المطعم مباشرة.

مهرجان ألوان

وتنتشر المروج الخضراء حول مسار التجول، وتظهر بها الأزهار بألوانها المختلفة مثل الأصفر والأحمر والأزرق والأرجواني، بحيث يبدو المشهد الطبيعي هنا كأنه مهرجان من الألوان. وتنساب المياه بعد ذوبان الجليد وتنحدر أسفل المنحدرات الجبلية لإمداد المروج الخضراء بالمياه. وبعد السير لمسافة طويلة إلى أرضية مستوية تقريباً بدأ السياح في تسلق الجبال مرة أخرى، وفجأة سمع السياح صوت رعد هادر في الوادي الضيق. وأخيراً ظهرت بداية الجبل الجليدي أمام السياح، والذي يجتذب السياح منذ 30 عاماً.

وتتساقط كتل الجليد من الجبل بمعدل كل نصف ساعة تقريباً، ويصدر عنها هدير مثير للإعجاب، وتتلألأ صخرة سوداء تحت أشعة الشمس وتقسم النهر الجليدي إلى قسمين، وبالتالي تزداد المساحة، التي تتعرض للأشعة الدافئة.

وبعد السير لمدة 40 دقيقة أخرى وصلت المجموعة السياحية إلى كوخ “جليكشتاينهوته”؛ حيث كان بانتظارهم أصحاب الكوخ روزا ماري وكريستيان، وقدموا لهم حساء اليخني مع اللحم المطبوخ والجبن والفاكهة اللذيذة.

ومن خلف هذا الكوخ يرتفع جبل “فيترهورن” إلى عنان السماء، بينما يقف جبل “شريكورن” على الجانب المقابل، والذي يتيح للسياح إمكانية الاستمتاع بإطلالة بديعة على وادي غريندلفالد. (د ب أ)