صحافة

ملكة بريطانيا تروي بنفسها لحظة تتويجها

15 يناير 2018
15 يناير 2018

يقولون عن المرفهين وأبناء الملوك إنهم يولدون وفي أفواههم ملعقة من ذهب، لكن هذا الذهب قد يكون سببا لمعاناة الكثيرين، ومنهم ملكة بريطانيا إليزابيث التي ذكرت أن التاج الثقيل المرصع بالجواهر والألماس الذي ترتديه في المناسبات الرسمية يمكن أن يقصم رقبتها إذا طأطأت رأسها.

وفي هذا السياق تناولت الصحف البريطانية بالتفصيل ما عرضه الفيلم الوثائقي الذي بثته «بي بي سي» مساء الأحد الماضي، بعنوان «التتويج» ضمن فاعليات الاحتفال بمرور 65 عامًا على اعتلاء الملكة إليزابيث الثانية، التي تبلغ من العمر 91 عامًا، عرش بريطانيا. وكشفت الملكة بنفسها في الفيلم الوثائقي عن أعباء المنصب وما يسببه لها من متاعب بما في ذلك خطر وضع تاج ثقيل الوزن على رأسها خلال الاحتفالات الرسمية.

وبحسب صحيفة «الجارديان» فإن الملكة فتحت قلبها في حديث شخصي ونادر خلال فيلم مدته ساعة، تحدثت فيه عن لحظة وكواليس تتويجها، وعن بعض المجوهرات الملكية ودلالتها الرمزية، ورحلتها من قصر باكنجهام يوم التتويج إلى كاتدرائية وستمنستر، وعودتها بالعربة المذهبة غير المريحة التي تجرها الجياد، وكيف كان التاج الملكي الإمبراطوري ثقيلا على رأسها.

وذكرت الصحيفة أن إليزابيث جلست على العرش في 6 فبراير 1952 بعد وفاة والدها وكان عمرها 25 سنة. ورغم التقشف الذي كانت تعيشه بريطانيا بعد الحرب، فإن مراسم التتويج التي تمت في العام التالي (2 يونيو 1953) في كاتدرائية ويستمنستر كانت مهيبة.

وفي سياق الحديث قالت الملكة: «حضرت مراسم تتويج مرة من قبل (مراسم تتويج والدها عام 1937)، وكنت أنا محل التتويج في المرة الثانية، وهذا مدهش حقا»، ووصفت الرحلة بالعربة المذهبة التي تزن أربعة أطنان من قصر باكنجهام إلى الكاتدرائية التي يتوج فيها ملوك بريطانيا منذ عام 1066 بأنها «مريعة»، وقالت: «كانت معلقة على الجلد وحسب... لم تكن مريحة».

وعن رداء التتويج قالت كان الرداء مطرزًا بالحرير واللؤلؤ والخيوط الذهبية والفضية. وتتذكر ذلك اليوم الذي وقفت فيه عاجزة عن الحركة عندما مسحت أطراف ردائها الثقيل السجادة السميكة المفروشة في الكاتدرائية أثناء مراسم التتويج، فتقول: «أتذكر لحظة واحدة عندما كنتُ أمشي على كومة السجادة ولم أتمكن من الحركة بالمرة... لم يفكروا في ذلك».

ووضعت الملكة إليزابيث تاجين لهذه المناسبة أحدهما هو تاج سانت إدواردز الذي لم تضعه على رأسها مرة أخرى بعد التتويج، والتاج الإمبراطوري المرصع بالألماس الذي تظهر به في المناسبات الرسمية لتلاوة خطاب العرش في افتتاح البرلمان. وقالت مبتسمة عن التاج: «لا تستطيع أن تنظر للأسفل لتتلو الخطاب، بل عليك أن ترفع الخطاب لأنك لو فعلت لانكسرت رقبتك ووقع التاج... هناك عيوب للتيجان، لكنها بعيدا عن ذلك من الأشياء المهمة للغاية».

وقالت الصحيفة ان التاج كان قد صُنع لمناسبة تتويج والدها الملك جورج السادس في عام 1937 وترصعه 2868 ماسة و17 ياقوتة و11 زمردة ومئات اللآلئ بضمنها اربع تُعرف بأنها أقراط اليزابيث الأولى. ومن أحجار التاج «ياقوتة الأمير الأسود» التي يُعتقد أن الملك هنري الخامس تزين بها في معركة آغنكورت عام 1415.

وتضمن الفيلم الوثائقي لقطات من وراء الكواليس منها صور للأمير تشارلز الذي كان في الرابعة من عمره وهو يلهو مع شقيقته آن تحت رداء الملكة الطويل، وقالت الملكة مازحة: «أن ذلك لم يكن مسموحا لهما به وما كان ينبغي أن يفعلا ذلك»، وعلق المحاور قائلا: «هذه متعة الأطفال».