صحافة

تداعيات «البريكست» ودعوات لإجراء استفتاء جديد

15 يناير 2018
15 يناير 2018

أثارت دعوة نايجل فاراج، زعيم استقلال المملكة المتحدة (UKIP) السابق إجراء استفتاء ثان حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، موجة من الجدل داخل الأوساط السياسية البريطانية، التي يدعم مجموعة منها هذه الدعوة، فيما سارعت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي بتجديد رفضها لإجراء استفتاء ثان، مؤكدة على تمسكها بالتوصل إلى اتفاق تجاري أفضل مع كتلة الاتحاد الأوروبي عقب الخروج.

وأشارت صحيفة «ديلي ميرور» إلى دعوة نايجل فاراج «المدهشة» في تقرير بعنوان «أريد استفتاء ثانيا». فيما أشارت صحيفة «الجارديان» إلى ارتفاع الأمل نحو إجراء استفتاء ثان للخروج من الاتحاد بعد دعوة نايجل فاراج «المفاجئة» لإجراء استفتاء جديد.

ويقول فاراج، وهو أحد أبرز قادة حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أن الاقتراح سيؤدي إلى فوز معسكر الانسحاب مرة أخرى، لإنهاء هذا الجدل القائم بين المؤيدين والمعارضين للانسحاب من الاتحاد الأوروبي. وفي الوقت ذاته يؤيد الكثيرون من مناصري الاتحاد الأوروبي إجراء استفتاء جديد، مشيرين إلى أن المواطنين لم يحصلوا على كل المعلومات بهذا الشأن أثناء الاستفتاء الأول وأن الرأي العام تغير كثيرًا منذ ذلك الوقت.

ويعتقد فاراج أن إجراء استفتاء ثان سيغلق ذلك الملف لجيل كامل، وأن نسبة التصويت هذه المرة ستكون أعلى كثيرًا مما كانت عليه في المرة السابقة. وأشارت صحيفة «ديلي ميرو» إلى أن استطلاعا حديثا للرأي أظهر أن 55% سيصوتون للبقاء و45% سيصوتون لصالح الخروج. وتقول الصحيفة أن عددا من نواب البرلمان يطالبون بضرورة إجراء اقتراع ثان على شروط اتفاق الانفصال عن الاتحاد، بينما يدعو رئيس الوزراء الأسبق، توني بلير إلى إلغاء الخروج من الاتحاد أصلا. بينما سارعت رئيس الوزراء تريزا ماي إلى تجديد رفضها إجراء استفتاء ثان مؤكدة أنها تعمل على التوصل إلى افضل اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي عقب الانفصال عنه.

وصرحت المستشارة الألمانية، انجيلا ميركل، بأنها لن تسمح لبريطانيا باتفاق تجاري انتقائي. فيما حذر عمدة لندن، صادق خان وهو من المؤيدين للبقاء ضمن الاتحاد، بريطانيا من أنها قد تخسر 500 ألف وظيفة بحلول عام 2030 في حال خروجها من الاتحاد دون التوصل إلى اتفاق جيد.

وذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» أن بريطانيا تتطلع إلى الشراكة التجارية مع دول المحيط الهادي بعد البريكست. وأنها بدأت بالفعل محادثات غير رسمية حول الانضمام لهذه الكتلة لتعزيز صادراتها بعد خروجها من الاتحاد.

وفي تقرير آخر نشرته «الفايننشال تايمز» أشارت فيه إلى أن الدول سريعة النمو مثل مصر وماليزيا وبنجلاديش وباكستان ستكون لها أهمية كبرى كأسواق تصدير جذابة بالنسبة لبريطانيا بعد خروجها من الاتحاد. وان البلدان التي يمكن أن تزداد أهمية كأسواق جاذبة للصادرات البريطانية من عام 2016 إلى عام 2050 هي أسواق مصر وماليزيا وبنجلاديش وباكستان. حيث تتوقع الصحيفة أن تشهد اقتصادات تلك الأسواق الناشئة نموًا اقتصاديًا وسكانيًا سريعًا.

وعن ضرورة تعلم اللغات الأجنبية، قالت صحيفة «ديلي تلجراف» أن مجموعة من كبار الأكاديميين دعوا في كتاب جديد بعنوان «اللغات بعد البريكست»، المملكة المتحدة إلى تعلم لغات مثل الألمانية والعربية والصينية، للمساعدة في تحويل البلاد إلى قوة تجارية متعددة الوجهات بعد البريكست. ونصح الأكاديميون موظفو الخدمة المدنية والوزراء وتلاميذ المدارس بتدريس اللغات التي تتحدث بها الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.