1221903
1221903
المنوعات

«مقاصير الأفق المقدس» معرض مصور يرصد الظواهر الفلكية بالمعابد الفرعونية

13 يناير 2018
13 يناير 2018

الأقصر ـ «د ب ا»: أقام متحف الآثار المصرية القديمة، بمدينة الأقصر التاريخية، في صعيد مصر، معرض «مقاصير الأفق المقدس»، وهو معرض خاص للباحث المصري، الدكتور أحمد عوض، المتخصص في دراسة عمارة المعابد المصرية القديمة وعلاقتها بالفلك.

المعرض الذي استمر 45 يوما، وحظي بمتابعة من قبل مئات السياح من زوار مدينة الأقصر، وعشرات من الباحثين وعلماء المصريات، العرب والأجانب، احتوى على 22 صورة، هي حصاد رحلة بحثية، شارك فيها الباحثان ايمن أبوزيد، والطيب عبدالله، واستمرت ثلاث سنوات، واستهدفت رصد ظواهر تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعابد: الدير البحري، ودندرة، وإدفو، وكلابشة، وجبل السلسلة، ودير شلويط، ودير الحجر، وهيبس، وقصر غويطة.

وكان الفريق البحثي المصري، برئاسة الدكتور أحمد عوض، وعضوية أيمن ابوزيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية، والطيب عبدالله، الباحث في علوم المصريات، قد تمكن من رصد سبع عشرة ظاهرة فلكية جديدة داخل المعابد المصرية القديمة، خلال السنوات الثلاث الماضية.

وبحسب الدكتور أحمد عوض، فإن الظواهر التي جرى رصدها وتوثيقها، تؤكد ريادة قدماء المصريين لعلوم الفلك والهندسة، ومدى تمكنهم من تشييد معابدهم، بإعجاز فلكي وهندسي، جعل الشمس تتعامد فوق قدس أقداس كثير من المعابد، وفي أيام محددة من السنة، ليتزامن ذلك التعامد، مع مناسبات دينية وأعياد شعبية، وأحداث تاريخية، بعينها، في كل عام، مثل تعامد الشمس على قدس أقداس بعض المعابد، في يوم عيد الإله حورس، ويوم عيد الربة حتحور، ويوم الانقلاب الصيفي، وعيد الإله آمون، وغير ذلك من الأحداث التي عرفتها مصر الفرعونية.

وقال «عوض» لـوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ ) إن المعرض جاء ليؤكد أن الضوء لعب دورا مهما في تحديد التشكيل المعماري لمعابد الفراعنة، وأن علاقة كبيرة تربط بين علوم الفلك ووجهة كثير من معابد ملوك وملكات قدماء المصريين، نحو الشرق أو الغرب، وأن معظم المعابد المصرية، تشهد ظواهر فلكية متعددة، مثل تعامد الشمس، وتعامد القمر أيضا.

وأشار إلى أنه تمكن من خلال رئاسته للفريق البحثي من رصد 17 ظاهرة فلكية جديدة داخل معابد هابو وحتشبسوت ودير شلويط في الأقصر، ودير الحجر، وهيبس، وقصر غويطة، في الوادي الجديد، وكلابشة وجبل السلسلة وإدفو في أسوان، ودندرة في قنا، بجانب الهرم الأكبر في الجيزة، ومعابد الكرنك في الأقصر.

وقال أيمن ابوزيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية، المنظمة لمعرض «مقاصير الأفق المقدس» أن الظواهر التي جرى رصدها وتوثيقها، وجرى عرضها من خلال المعرض، تؤكد ريادة قدماء المصريين لعلوم الفلك والهندسة، ومدى تمكنهم من تشييد معابدهم، بإعجاز فلكي وهندسي، جعل الشمس تتعامد فوق قدس أقداس كثير من المعابد، وفي أيام محددة من السنة، ليتزامن ذلك التعامد، مع مناسبات دينية وأعياد شعبية، وأحداث تاريخية، بعينها، في كل عام.

وقال الطيب محمود، عضو الفريق البحثي الذي يقوم برصد الظواهر الفلكية بالمعابد المصرية القديمة، إن الفريق الذي يعمل بموافقة من اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار المصرية، رصد بعض الظواهر المهمة التي من بينها رصد معجزة فلكية وهندسية فريدة، بمعابد هابو الفرعونية، غرب مدينة الأقصر، وهى أن أشعة الشمس تربط بين معابد الكرنك - مركز الكون بحسب المعتقدات الفرعونية - في شرق مدينة الأقصر، ومعابد مدينة هابو، في غرب المدينة، ثم تسقط على أعمدة الصالة الثانية، بمعابد هابو، لتضيء لوحات تمثل الملك رمسيس الثالث، وهو يقدم القرابين للآلهة، وهو المشهد المنقوش على 8 أعمدة، حيث تضيء عموداً تلو الآخر، من الجنوب إلى الشمال، وذلك في يومي الاعتدالين الربيعي والخريفي، الموافقين لـ 21 من شهر سبتمبر، و21 من شهر مارس في كل عام، وبالتزامن مع ما يسمى، بمواكب الاحتفالات العشرية، التي كان يقوم خلالها الإله آمون، بالتحرك من مقره بمعابد الكرنك، لزيارة «الأسلاف القدامى» الذين دفنوا في معابد هابو، وأن أشعة الشمس تَصِلُ ما بين المعبدين بزاوية مقدارها 90 درجة.

وأضاف أن الظاهرة الجديدة، بمعابد هابو تحمل دلالة دينية مهمة لدى المصري القديم، حيث تؤكد الدراسات التي توثق رحلة الشمس في العالم الآخر، أن رحلة الشمس للعالم الآخر، تتم على مدار الـ 12 ساعة، وهو ما يتوافق فلكيا مع رحلة الشمس، في يومي الاعتدالين الربيعي والخريفي، حيث يتساوى عدد ساعات الليل، مع عدد ساعات النهار، بجانب تعامد أشعة شمس الظهيرة، مع الهرم الأكبر، في يوم 27 فبراير من كل عام، وسقوط أشعة شمس الظهيرة، التي تمثل طور الفتوة والشباب لمعبود الشمس الإله «رع حور آختي» بنفس زاوية ميل واجهات الهرم الأكبر ومنها تم انعكاس الضوء على الواجهات الأربع للهرم الأكبر التي كانت ملساء ومصقولة وبيضاء اللون من الحجر الجيري ليظهر ككتلة من الضوء المنعكس.

وذكر أن دراسة هندسية خاصة جرت بمعرفة الدكتور أحمد عوض، رئيس الفريق البحثي، أكدت أن الواجهة الشمالية للهرم الأكبر، الذي شيده الملك خوفو بمنطقة أهرامات الجيزة، تظل مظلمة 137 يوما في العام، وتعود الشمس لتضيئها طوال 228 يوما في العام.

وأوضح «الطيب» بأن اقتران الشمس على الهرم الأكبر، يتزامن مع يوم عيد ظهور المعبود حورس في الديانة المصرية القديمة.

حيث تظل تضيء أشعة الشمس واجهات الهرم الأربع في وقت الظهيرة لمدة ٢٢٨ يوما، ثم تظلم الواجهة الشمالية للهرم نتيجة اختلاف زاوية ميل شعاع شمس الظهيرة لتصبح اقل من زاوية ميل الواجهة الشمالية للهرم فتصبح في منطقة الظل وذلك بداية من يوم ١٤ أكتوبر الذي يوافق عيد المعبود «اوزير» سيد العالم الآخر في الديانات المصرية القديمة، حيث تظلم الواجهة الشمالية للهرم الأكبر لمدة 137 يوما، ليعود لها الضوء مجددا بتعامد شمس الظهيرة عليها في يوم 27 من شهر فبراير.