1221841
1221841
المنوعات

مسلسلات تلفزيونية باكستانية تسلط الضوء على المحرمات الاجتماعية

13 يناير 2018
13 يناير 2018

اسلام اباد ـ «أ ف ب»: كانت نجمة مواقع التواصل الاجتماعي في باكستان قنديل بلوش تحلم خلال حياتها بالشهرة وترك بصمة في بلدها.. هذه الشابة التي قتلت على يد شقيقها دفاعا عن «شرف» العائلة قد تحقق مرادها بعد وفاتها، عن طريق التلفزيون.

وباتت قنديل التي قتلها شقيقها خنقا في عام 2016، أكثر شهرة اليوم من أي وقت مضى. وقد اقتبست سيرتها المأساوية في مسلسل تلفزيوني يحقق نسب مشاهدة مرتفعة يحاول مع أعمال أخرى من النوع عينه هز المحرمات الاجتماعية في هذا البلد المحافظ.

ويروي مسلسل «باغي» أي «المتمرد» قصة الصعود الاجتماعي للشابة قنديل وهي سليلة عائلة متواضعة حققت شهرة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل نهايتها المأساوية. ويعرض هذا المسلسل في كل خميس على قناة «اردو 1». وشوهدت الحلقة التجريبية أكثر من 1,6 مليون مرة عبر «يوتيوب».

وتقول كاتبة سيناريو المسلسل شادية خان «هذه الفتاة بطلة. لقد توفيت باكرا جدا». وانقسم الباكستانيون حيال مقتل بلوش قنديل، اذ علق البعض على هذه الجريمة منددا بجرائم «الشرف» التي تودي بحياة مئات الباكستانيات سنويا ويفلت مرتكبوها عموما من العقاب.

إلا أن أصواتا أخرى لجهات محافظة حملت على الشابة باعتبار أنها تخطت الحدود مع صورها الذاتية وتسجيلاتها المصورة الاستفزازية بالمعايير الاجتماعية الباكستانية. واعتبر أصحاب هذا الرأي أن قنديل بلوش تستحق بشكل أو بآخر ما حل بها.

وجدد اقتباس سيرتها في مسلسل تلفزيوني الجدل في شأن هذا النوع من الجرائم.

- زيجات قسرية وتمييز - وهو واحد من مسلسلات تتطرق إلى مسائل اجتماعية مثل العنف الأسري والزيجات القسرية أو المبكرة والتمييز ضد النساء وحقوق المرأة. وتحقق هذه الأعمال نجاحا كبيرا لدى سكان باكستان البالغ عددهم حوالي 207 ملايين نسمة.

وبحسب الهيئة الباكستانية لمراقبة وسائل الإعلام، ما يقرب من ثلثي المشاهدين شاهدوا في لحظة معينة في 2016 قنوات تبث هذه المسلسلات. كذلك بيّن استطلاع للرأي أجراه معهد «غالوب» أن 67% من المشاهدات البالغات و56% من الذكور يشاهدون برامج ترفيهية وخصوصا مسلسلات. ويجعل نجاح هذه الأعمال منها أدوات ذات فاعلية كبيرة وفق المحامية بنازير جاتوا التي تعمل لحساب مؤسسة اورا المتخصصة في مراقبة حقوق النساء.

- موضوع حساس - ويتطرق مسلسل آخر هو «مجهي جيني دو» («دعوني أعيش») إلى مسألة تزويج القاصرات. وتقول المخرجة انجلين مالك «من سيعلم ان هذا الأمر جريمة إن لم ننشر الوعي حوله؟». وتحتل قناة «هم»، أبرز المحطات التلفزيونية الترفيهية في البلاد، موقعا رياديا في التطرق لهذا النوع من المواضيع الاجتماعية في المسلسلات.

وفي 2016، عرضت القناة مسلسل «اداري» («الهروب») الذي يروي قصة فتاة تتعرض لاعتداء من زوج والدتها، ما أثار جدلا بشأن العنف الذي يتعرض له الأطفال في المنزل. وتشير عبيدة راني إلى أن هذا المسلسل «نقل هذا الموضوع الحساس (...) إلى كل الأسر حيث النقاشات بشأن الزواج محرمة دائما».

ويتطرق مسلسل آخر هو «سمّي» الى مواضيع جرائم «الشرف» والزيجات القسرية والصعوبات التي تواجهها النساء لاستعادة حصصهن في الميراث. وتقول سلطان صديقي منتجة المسلسل إن «سمّي» يسعى لأن يكون مرآة عن المجتمع ومثالا عن طريقة «عرض موضوع محرم بالطريقة الصحيحة».

غير أن هذه الجهود لا تروق للبعض، اذ تشير صديقي إلى أنها تعرضت لضغوط من جانب هيئات الرقابة فضلا عن سيل من التعليقات السلبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي تتهمها بالإسفاف والإساءة للقيم. غير أن هذا المسلسل مستمر على الشاشات بفضل شعبيته.

- نظرة ذكورية - وعلى رغم رسائلها التي تسعى لتكون ذات طابع توعوي، تثير الطريقة التي تقدم فيها البطلات استياء بعض الجهات التقدمية. ووجه صدف حيدر وهو مدون في موقع «داون» الإخباري أخيرا انتقادات لمسلسل «باغي» لكونه يصور قنديل بلوش على أنها شخصية غير مستقلة وحتى ضحية. وكتب على مدونته «قنديل الحقيقية لم تكن تعتبر نفسها شخصا ضعيفا. حتى أن نظرة سريعة على مقابلاتها تظهر أنها كانت تعمل بجد وكانت فخورة بما أنجزته». وأضاف «قنديل كانت تتحمل المسؤولية الكاملة عن خياراتها.. لذا لماذا يصورها «باغي» بشكل مغاير؟».

وترى الصحفية الباكستانية فيفي هارون أن طريقة تصوير النساء في مثل هذه البرامج لا تزال تتم وفق نظرة ذكورية.

وتقول في مقالة نشرتها «بي بي سي»، «ثمة سيول من الدموع. المنتجون يؤكدون أنه في حال عدم عرض نساء باكيات، لن يحقق المسلسل نسبة مشاهدة مرتفعة».

وتدعو المحامية جاتوي أيضا كتاب السيناريو الى اظهار «مسؤولية كافية في معالجة هذه المواضيع الحساسة والتطرق الى المشكلات الموجودة من دون زيادة الوصمة الاجتماعية».