1221543
1221543
الرياضية

الإنجاز الخليجي.. «قصة» بطـل طــوّع الظروف وقهر التشاؤم والخوف!

13 يناير 2018
13 يناير 2018

رصد ومتابعة: ياسر المنا -

• أيام مضت لن ينساها جميع الرياضيين في السلطنة ومنطقة الخليج.

• مشوار كان فيه أبطالنا يقومون بصناعة الحدث وكتابة التاريخ في أرض الكويت.

• رحلة تبلورت فيها قصص الكفاح ورغبات الانتصار ورفع اسم عمان.

• لم يكن النجاح الكبير والإنجاز الثمين صدفة أو منحة بل نتاج عمل وجهد وإصرار.

• أجاد جميع اللاعبين في ميادين البطولة وجسدوا أروع ملاحم التضحية وحب الوطن.

• سطع الأحمر وتألق وأبدع متجاوزا الصعاب وتحديات المنافسين الأقوياء في الملعب.

• لم يقصر أحد في العطاء وتسابق الجميع لرسم مشهد الأفضلية والتقدم والسخاء.

• تطابق وتوافق الحلم العماني الكبير مع شعار المحبة والسلام في الدورة.

• حصد (العماني) الحب من الجميع في البدايات واقترن بالإعجاب في النهائيات.

• شكل (العماني) حضورا رائعا دعم البطولة ورسخ معانيها الكبيرة.

• تلاحم غير مسبوق ودعم جماهيري تجاوز كل الأرقام في دفاتر الحضور.

• الثقة في القدرات ونوايا القتال وإثبات الذات تجاوزت خسارة البداية بشجاعة وثبات.

• كانت الخسارة الأولى (مفتاح) الانطلاقة والقفز فوق الحواجز بقوة وجدارة.

• سارت خطوات الأبطال خطوة – خطوة لتعانق الحلم الجميل وتتوج باللقب الثمين.

• سيظل الخامس يناير 2018 يوما للانتصار والإجادة

وقدرة شباب عمان للجلوس في القمة باقتدار.

• استحق الاتحاد وسام الإنجاز بحسن التخطيط والصبر على الهواجس والانتقادات.

• قبل الهولندي فيربيك المعادلة وشطب النظرة المتشائمة من قاموس الجماهير.

• الآن النظرة مختلفة والأوضاع مستقرة وسقف الطموحات يلامس البطولات الكبيرة.

• سيظل مشهد التلاحم الجماهيري عالقا في الأذهان وينشد لحن حب الأوطان.

• الكأس الخليجية جاءت عمان مختارة وراضية مرضية..

نجاح وإنجاز يمثل الحافز والدوافع للتقدم نحو الأمام.

منذ وصول بعثة الأحمر إلى أرض الكويت كانت النظرة له لا تتجاوز المنافس القوي الذي يمكنه أن يقاتل في المباريات ولكنه لا يدخل ضمن دائرة الترشيحات والتي حاصرت بعض المنتخبات التي دأبت على الفوز ببطولات كأس الخليج في السنوات الأخيرة الماضية.

تعاملت إدارة البعثة ممثلة في رئيس الاتحاد ونائبه والوفد الإداري والإعلامي مع النظرة الفنية التي سبقت البطولة بقبول وهدوء، ورفض للدخول في سباق التحديات المبكرة.

ومع أول ظهور للأحمر في الملعب أمام الإمارات تبدلت النظرة الفنية لقدراته ومهارات نجومه رغم الخسارة، وكانت الحسرة كبيرة ليس عند البعثة وحسب بل لدى المراقبين والمحللين الذين منحوا المنتخب الوطني تقديرهم واحترامهم واعتبروه منافسا شرسا لن تمنعه الخسارة من القتال والقبول بالخروج مبكرا.

سارت الأمور لتبرهن عن صدق النوايا الحمراء وتثبت بأن القدرات كبيرة والثقة أقوى من أن تحبط مساعيها خسارة في البداية، لتحدث نقطة التحول الأولى في المواجهة الكويتية وتكتمل لوحة الإبداع بالثنائية التي هزت الشباك السعودية.

6 نقاط في البدايات حولت المؤشرات وبدلت القناعات ووضعت الأحمر في قمة الترشيحات، وكسب الأبطال الثقة وارتفع سقف طموحهم وبعيدا عن الأضواء والأصوات العالية، كان المشهد يكتب عناوين حلم قادم ونجاح باهر ينتظر الموعد ولحظة الميلاد.

ثبات في الأداء وتنظيم كروي محكم دعم المسيرة وكسب المقومات والأسباب الفنية التي تدعم قدرة القفز فوق الطموحات البحرينية في واحدة من ليالي البطولة التي لن تنسى والأحمر يضع قدمه باقتدار في نهائي البطولة.

جاءت الملحمة الأخيرة، ملحمة البطولة وكانت الأنظار تترقب الأبطال في يوم الحسم وحصد اللقب وتتويج الجهد بالصعود لمنصة التتويج وحصد الذهب وفك شفرة اللقب الذي غاب طويلا.

كانت المواجهة تحمل دلالات عديدة قبل صافرة البداية، وتشير الأصابع إلى اللاعبين وسط الكثير من الأسئلة التي كانت تحاصرهم وتترقب ما سيقدمونه من أداء وعطاء يقودهم الى تحطيم القاعدة التاريخية (الإمارات لن تخسر أمام عمان)، وتعديل مشهد سيناريو لقاء الافتتاح.

كان الأبطال في الموعد رغم قوة اللقاء، والضغوط النفسية، والمطالب الجماهيرية العاجلة التي ترفض الانتظار أو رؤية أي نهاية غير سعيدة.

مائة وعشرون دقيقة كان الملعب فيها أشبه بالمرجل الذي يغلي، حرارة، وإثارة، وندية، وقوة، وبسالة.

كانت الأنفاس تتصاعد، والقلوب تخفق ما بين العشم والأمل والخوف، والجماهير العمانية تهتف وتصفق وتشجع طوال الوقت وتحث نجومها على رفض الاستسلام والمستديرة ترفض وتعاند أن تدخل الشباك البيضاء من الفرص العديدة والمتنوعة التي حاصرتها من كل الاتجاهات.

ستبقى مواجهة النهائي واحدة من المباريات التي سيحفظها تاريخ الكرة العمانية بصورها ومشاهدها وتفاصيلها المختلفة والمختلطة بمشاعر الجماهير الوفية وقوة تحمل اللاعبين لوطيس الملعب وتقلبات مسار اللقاء، ما بين أمل يقترب من الضياع، وميلاد الأحلام الكبيرة من جديد، لحظات بطولة خاصة بين الفائز وعموري.

امتدت البطولة الخاصة إلى ضربات الترجيح لتنهي (الحكاية) وتنقش على دفتر التاريخ قصة بطولة عمانية تحققت بتقدم كبير ونجاح باهر وثق الإنجاز الكروي الجميل وفتح آفاق عهد جديد أساسه الثقة والدعم والتفاؤل بمستقبل أفضل.

زحف جوي وبري.. وفي الطوفان عنوان الانتصار -

حطمت الجماهير العمانية كل الأرقام التي سجلتها في دفتر حضورها للبطولات الخليجية خلف منتخبها في الدورات التي تقام خارج أرضها.

جاء الحضور الجماهيري في أرض الكويت يقدم رقما قياسيا غير مسبوق في تاريخ دعم الجمهور للأحمر في كأس الخليج، الأمر الذي كان يحمل أكثر من رسالة للاعبين ويحفزهم للقتال من أجل الحصول على اللقب.

بدأ الحضور الجماهيري يتزايد عقب حصول الأحمر على بطاقة العبور إلى المربع الذهبي بفوزه على المنتخب السعودي.

ظهرت الكثير من المبادرات لدعم المنتخب الوطني في مباراة البحرين وفي الوقت الذي كـــانت فيه الطائرات تقل الجماهير جوا، كانت هناك جماهير بدأت التخطيط لرحلات عبر البر لتكون خلف فريقها وهـــو يقترب من تحقيق الحلم الكبير.

شكل الحضور الجماهيري التاريخي في لقاء النهائي صورة نموذجية في المدرجات قدمت الدعم والمساندة وقادت فريقها إلى منصة التتويج رغم ظروف المباراة الصعبة.

قبل المباراة كان الجمهور العماني يقتحم الكويت برا وجوا وأينما يذهب البصر في الشوارع تلحظ السيارات العمانية في مشهد حمل أكثر من عنوان وأكد القدرة على الانتصار وحسم اللقب.

أكــثر من نجـم في التشكيلة.. و«كــلمة السـر» الجـماعية -

تميز المنتخب الوطني عن بقية المنتخبات المشاركة في خليجي 23 بوجود أكثر من لاعب يملك المهارة والقدرة الفنية العالية التي تدعمه للقيام بواجباته كاملة داخل الملعب وتوظيف جهده لصالح المجموعة.

برز المدافع فهمي سعيد بصورة طيبة ونجح في أن يشكل عمق دفاعي قوي بجانب محمد المسلمي وعلي البوسعيدي وسعد سهيل.

شكل الرباعي في خط الدفاع مصدر قوة كبيرة في أداء الأحمر بفضل التجانس والتفاهم والتعاون بينهم.

وما ينطبق على الدفاع كان يحدث في خط الوسط الذي يقوده القائد أحمد كانو وجميل اليحمدي ورائد إبراهيم ومحسن جوهر الذي كان يقوم أيضا بمهام هجومية.

ظهور أكثر من نجم في التشكيلة الحمراء ساهم بقدر كبير في أن الأفضلية الفنية وتجاوز عقبات كبيرة خلال البطولة وكسب التحديات الصعبة.

ســـاهم تمازج هذه القدرات والخبرات التي توفرت للاعبي المنتخب في أداء جماعي منظم وأدى إلى ان تكون الحركة داخل الملعب إيجابية وتوفر للأداء الجدية والقوة التي فتحت الطريق أمام هذا الظهور المشرف.

جنود مجهولون.. مولاه والمبروكي وهاري والمحروقي -

استحق جميع أعضاء البعثة الإدارية والفنية والإعلامية التقدير على ما قدموه من جهد ودعم كان له دور كبير في تهيئة أفضل الظروف للاعبي المنتخب الوطني ليقفزوا فوق كل التوقعات ويبلغوا قمة النجاح عبر حصد الإنجاز الكروي الثمين.

قام ثنائي إدارة الكرة مقبول وحديد بدور كبير في رفع روح اللاعبين المعنوية وتوفير الأجواء الإيجابية لهم وكانا أشبه بنحلة تتحرك كل الوقت ولا تعرف الهدوء.

دور مقبول وحديد بدا ظاهرا للجميع من خلال تواجدهما في مسرح الأحداث على عكس بعض الأسماء التي شاركت بقدر كبير في الانتصارات وكان لها دور أصيل في البطولة.

كان هناك جنود مجهولون لعبوا دورا كبيرا في النجاح الذي تحقق في مقدمتهم الجهاز الطبي الذي يضم الطبيب الجزائري محمد مولاه وأخصائي العلاج هاري ديفيد ويعقوب المحروقي وجنيدي فول وبافلو اسكودا بجانب منصور المحروقي واحمد العويسي ومدرب حراس المرمى الشاذلي المبروكي.

قام الجهاز الطبي بجهد واضح في تجهيز اللاعبين بدنيا ومساعدتهم في تجاوز الإرهاق وضغط اللعب المتواصل وتناغم العمل الطبي والفني والإداري مما جعل روح الفريق الواحد هي السائدة في البعثة.

على غير العادة.. ارتياح يقترن مع الخسارة -

جاءت البداية أمام منتخب الإمارات تشكل عناوين فنية جديدة لم تكن واردة في معظم الحسابات والتوقعات التي كانت ترشح الأحمر بأن لا يقوى على الثبات في مواجهة الأبيض المدجج بالنجوم والخبرات.

قدم لاعبو المنتخب الوطني يومها مباراة كبيرة وسحبوا البساط من أمام أقدام نجوم الإمارات وزرعوا الخوف في قلوب جماهيرهم التي جاءت إلى ملعب جابر شبه واثقة من أن تحقق فوزا مريحا وتكسب أول ثلاث نقاط من دون أي معاناة.

رغم الأداء القوي لنجوم المنتخب الوطني وإحراجهم للمنتخب الإماراتي الذي ينظر له بأنه الأفضل تصنيفا وقدرات، إلا أن الكرة لم تكافئهم نظير ما قدموه من جهد وعطاء وسيطرتهم على الملعب وأفضليتهم في زمن اللقاء.

كسب منتخب الإمارات اللقاء بهدف وحيد جاء من ضربة جزاء بقرار الحكم العراقي مشكوك فيها، ورغم الخسارة بدأ الارتياح واضحا على الجميع في البعثة وكان الرضاء العنوان الأبرز إداريا وفنيا وإعلاميا. كسب المنتخب الوطني الثقة والكثير من المعنويات رغم الخسارة والأهم من ذلك كسب مساندة ودعم الجماهير وتبدلت صورته في عيون الجماهير.

رصيد ثقة ومعنويات.. وقـفزة كـــبيرة للطموحات -

تمثل مواجهة المنتخب الوطني أمام السعودية أهم اللقاءات في البطولة ولعبت النتيجة الإيجابية التي تحققت فيها دورا كبيرا في الوصول الى منصة التتويج والحصول على ذهب الخليج.

كانت المباراة مصيرية ولا خيار فيها غير الفوز لوضع قدم في الدور الثاني رغم المستويات الفنية الطيبة التي كان يقدمها الأخضر السعودي.

قبل المباراة ظهرت مخاوف وقلق من أن يتأثر الأداء بالإرهاق والتعب وضغوط مطالب الفوز ومن ثم يكون كسب الثلاث نقاط أمرا صعبا.

قدم لاعبو الأحمر أمام الخضر واحدة من أجمل مبارياتهم في المنافسة ونجحوا في خطف فوز مثير وجميل منحهم صدارة المجموعة والعبور إلى نصف نهائي البطولة بجدارة.

كسب الأحمر أكثر من نتيجة مباراة أمام السعودية، وتضاعفت عند اللاعبين الثقة وارتفع سقف الطموحات عندهم ولدى الجماهير العمانية.

مع نهاية مباراة السعودية ظهرت ترشيحات رسمية للمنتخب الوطني بأن يكون أحد طرفي النهائي وصاحب حظوظ كبيرة في الفوز باللقب.

فيربيك «يعصب» للمرة الأولى.. ويصـــر عـــلى قراره!

تنوعت البطولة بالعديد من المشاهد والأحداث في (كنبة) احتياطي المنتخب الوطني وتفاعلها مع مجريات المباريات جميعها، حسرة على ضياع فرصة أو ابتهاجا بتسجيل هدف أو بدعم وتشجيع للاعبين في الأوقات الصعبة.

تفاعل لاعبو المنتخب في (كنبة) الاحتياطي مع المباريات وكأنهم داخل الملعب وتحولوا إلى جمهور يدعم ويجشع في بعض الأحيان.

حدثت (قصة) في المباراة النهائية أمام الإمارات في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني الإضافي لم يلاحظها الغالبية وهي تظهر المدرب الهولندي فيربيك (يعصب) ويهيج بصورة لم يتعاد الظهور عليها.

كان اللاعب المدافع علي البوسعيدي أصيب وطلب استبداله في الدقائق الأخيرة وقبلها كان المدرب هيأ عبد العزيز المقبالي للدخول.

قام مهنا سعيد مساعد المدرب بتجهيز بديل مدافع للبوسعيدي ليدخل بدلا عن زميله المصاب وعندها (هاج) فيربيك وطلب من مساعده ان يوقف تحرك اللاعب البديل إلى مكان الحكم الرابع وطالب المقبالي بالاستعداد للدخول مع الإشارة للبوسعيدي بضرورة إكمال الدقائق القليلة المتبقية. كان فيربيك يصر على دخول المقبالي لمعرفته بأنه يجيد تنفيذ ضربات الترجيح ولذلك منحه الضربة الأولى ليسددها ببراعة ومهدت الطريق أمام تسجيل الضربات الخمسة المقررة.