صحافة

الحياة الجديدة:المجلس المركزي في حضوره الخارق

12 يناير 2018
12 يناير 2018

في زاوية مقالات وآراء كتب يحيى رباح، مقالاً بعنوان: المجلس المركزي في حضوره الخارق، جاء فيه:

ليس هناك رئيس أمريكي لطم المصداقية الأمريكية بقفزة الاستهتار والعبثية كما فعل دونالد ترامب، من خلال إعلانه القدس عاصمة لإسرائيل، بعد استئثار الإدارة الأمريكية بدور الوسيط لمدة تزيد عن اربع وعشرين سنة، ظلت فيها مدينة القدس عاصمة محتلة، كما قرر القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، ووثائق مبادرة السلام العربية، و»الرباعية الدولية».

وطوال تلك السنوات كانت الولايات المتحدة تضطلع بدور الوسيط للبحث عن حل سلمي شامل وعادل، وكلما كانت المفاوضات تنطفئ كانت أمريكا تعيد إحياءها بقوة دفع جديدة تشرك فيها العديد من الأطراف ولو من باب أخذ العلم وكان عنوان ذلك الوضع قائما على مقولة الإبقاء على الوضع التاريخي القائم.

هذه المرة تقوم الولايات المتحدة نفسها بالطلب، قتل الحل الموعود، وترامب يقرر من طرف واحد أن القدس يمكن إعطاؤها لإسرائيل هدية مجانية، وأمريكا تشيع في العالم ان دولا عربية موافقة على ذلك، وتطلق إشاعات أن حكومات عربية ومخابرات عربية تشجع بعض الصحفيين والإعلاميين على أن يقولوا انه لا فرق بين رام الله والقدس، وبهذا فهي تفتح أبواب النيران، وهذا تهديد ينذر بوضع خطير لم يحدث مثله سابقا، قد يكون بعض الإعلاميين والصحفيين متورطين في ذلك بعدم وعي، ولكن يمكن أن تكون حكومات، فالحريق الذي سيشتعل اكبر مما قيل عنه انه ربيع عربي، وكأن نصوص القرآن الكريم لا قيمة لها، ما هذا؟، ورام الله لا تفرق عن القدس، شيء مريع وخطير، وعلينا أن نتحلى بالوعي العميق، ولا نجعل المشكلة تفقدنا الوعي والتركيز، لكن أمريكا يجب معاقبتها على إشاعاتها، يجب تثبيت رؤية، وليس الوقوع في الإشاعات، فالقدس هوية أمة، وعقيدة امة يجب أن تترك فيها قسطا من التفكير وليس الجنوح الى الجنون.