1220876
1220876
العرب والعالم

معارك عنيفة بين الجيش السوري والفصائل في مطار «أبو الضهور» بـ«إدلب»

11 يناير 2018
11 يناير 2018

دمشق تستهجن تبني باريس لادعاءات «جبهة النصرة» -

عواصم - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

تدور معارك عنيفة في مطار أبو الضهور في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا بين هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى من جهة وقوات الحكومة التي تحاول السيطرة على هذه القاعدة العسكرية الاستراتيجية من جهة أخرى.

وشنّ الجيش السوري قبل أكثر من أسبوعين بغطاء جوي روسي هجوماً عنيفاً هدفه السيطرة على ريف إدلب الجنوبي الشرقي واستعادة مطار أبو الضهور العسكري لتأمين طريق استراتيجي الى الشرق منه يربط مدينة حلب، ثاني أكبر المدن سوريا، بدمشق.

وتمكنت مساء امس الأول من دخول المطار الذي سيكون أول قاعدة عسكرية تستعيدها في إدلب في حال نجاحها في السيطرة عليه.

لكن قوات الحكومة لم تتمكن من التقدم داخل المطار، الذي دخلته من الجهة الجنوبية، خلال الساعات الماضية نتيجة «المقاومة الشرسة» للفصائل المتواجدة داخله، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «شنت هيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني الليلة قبل الماضية هجوماً مضاداً على قوات الحكومة المتواجدة جنوب المطار» أسفر عن «مقتل 35 عنصراً من قوات الحكومة».

وصباح امس، شنت فصائل عدة بينها الحزب الإسلامي التركستاني وحركة أحرار الشام هجوماً آخر على الخطوط الخلفية لقوات الحكومة على بعد عشرات الكيلومترات جنوب المطار.

وتتواصل المعارك العنيفة على هذه الجبهة وفي القسم الجنوبي للمطار يرافقها قصف جوي عنيف للطائرات الحربية السورية والروسية.

وسيطرت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة في حينها) وفصائل إسلامية في سبتمبر عام 2015 على مطار أبو الضهور بعد حصاره لنحو عامين.

وكان يُشكل وقتها آخر مركز عسكري لقوات الحكومة في محافظة إدلب. ومنذ سيطرة الفصائل عليه، بات وجود قوات الحكومة في المحافظة يقتصر على مقاتلين موالين لها في بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين حتى الآن. وتسيطر هيئة تحرير الشام حالياً على الجزء الأكبر من المحافظة، فيما يقتصر وجود الفصائل المقاتلة على مناطق محدودة.

ومنذ بدء هجومها في المحافظة في 25 ديسمبر، سيطرت قوات الحكومة على عشرات القرى والبلدات في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.

ووثقت الأمم المتحدة في تقرير صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية امس الأول نزوح نحو مائة ألف شخص في الفترة الممتدة بين الأول من ديسمبر حتى التاسع من الشهر الحالي.

ووصفت الأمم المتحدة الوضع في ادلب بأنه «شديد الفوضى»، وحذرت من «الوتيرة المقلقة» للمعارك ومن «استمرار القصف العنيف... بلا هوادة، ما يؤدي الى خسائر ونزوح في صفوف المدنيين ودمار البنى الأساسية الحيوية».

وأحصى المرصد السوري مقتل 96 مدنياً على الأقل بينهم 27 طفلاً جراء الغارات منذ بدء الهجوم قبل أسبوعين. وبحسب الأمم المتحدة، يجد كثير من النازحين أنفسهم «بلا ملجأ»، لا سيما أن «امكانية الإيواء في محافظة ادلب منخفضة وإيجاد مكان لاستئجاره صعب للغاية».

سياسيا، استهجنت سوريا تبني وزارة الخارجية الفرنسية ادعاءات تنظيم جبهة النصرة الإرهابي حول استهداف الجيش العربي السوري المشافي والمدنيين بريف محافظة إدلب نافية نفيا قاطعا هذه الادعاءات.

وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح لـ سانا امس إن الجمهورية العربية السورية تستغرب إصرار وزارة الخارجية الفرنسية على الاستمرار في حملة تضليل الرأي العام الفرنسي إزاء ما يحدث في سوريا والتذرع بالنواحي الإنسانية بهدف التعمية على الفشل الذريع للسياسات التي انتهجتها إزاء سوريا.

وأضاف إن وزارة الخارجية الفرنسية برهنت عن جهل كبير بما يجري في ريف محافظة إدلب وبالتالي يجدر بها أن تعلم أن تنظيم جبهة النصرة مصنف من قبل الأمم المتحدة كمنظمة إرهابية وأن ما يقوم به الجيش العربي السوري في تلك المنطقة هو لتحريرها من إرهاب جبهة النصرة والمنظمات الإرهابية الأخرى التابعة لها.

وفي سياق آخر، شدد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال لقائه نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في موسكو على أن نجاح المفاوضات السورية يتحقق في حال الضغط على المعارضة المتشددة من قبل داعميها.

وبحثت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية ريمه قادري مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة مارك لوكوك امس آفاق التعاون بين الوزارة ومنظمات الأمم المتحدة العاملة في مجال العمل الإغاثي والإنساني.

وبينت الوزيرة قادري خلال اللقاء أن الحكومة تعمل على تطوير آليات عمل المنظمات غير الحكومية والجمعيات الأهلية وتعزيز قدراتها الفنية والمؤسساتية على قاعدة الشراكة والالتزام في الأداء لافتة إلى أن الحكومة تقدم مختلف أشكال الدعم لجمعيات المجتمع الأهلي لتكون قادرة على تلبية جميع الاحتياجات الإنسانية للمتضررين من الأزمة في سوريا.

وأكدت قادري أهمية مساهمة منظمات الأمم المتحدة بالعمل الإغاثي والإنساني والتنسيق مع الحكومة السورية في هذا المجال، مشيرة إلى أن الإجراءات الاقتصادية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري تزيد من معاناته الأمر الذي يتطلب من جميع المنظمات الدولية المساهمة برفع هذه الإجراءات بما يسهم في تحسين الواقع الاقتصادي والمعيشي للسوريين.