1219397
1219397
إشراقات

الحوسني: مراعاة التخصص في القراءة والاطلاع على سير العلماء وشدة اهتمامهم بها ترفع الهمم

11 يناير 2018
11 يناير 2018

المؤسسات المختلفة والإعلام مطالبة بتشجيع المجتمع عليها -

أجرى اللقاء: سيف بن سالم الفضيلي -

دعا الدكتور صالح بن سعيد الحوسني مدير دائرة الحج بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية كافة المؤسسات المعنية في القطاعين العام والخاص إلى تشجيع المجتمع على القراءة، وذلك من خلال ترغيبهم في قراءة الكتيبات الخفيفة والقصص النافعة المسلية وزيارة المكتبات ومعارض الكتب وعمل المسابقات المختلفة والتي تدفع لمزيد من القراءة والاطلاع، وتكريم المجيدين منهم.

ووجه نداءه بشكل خاص إلى مؤسسات الإعلام المختلفة بصورها المسموعة أو المقروءة أو المرئية والتي يمكنها طرق الكثير من الجوانب التي تحث الناس وترغبهم في القراءة بعرض أساليبها وفوائدها وثمارها بصورة محببة تشوق الناس لجني تلك النتائج التي تؤثر خيرًا في حياتهم.

وحث الحوسني على أن يقرأ الإنسان في تخصصه الذي قضى فيه وقتا على مقاعد الدراسة في دراسته الجامعية وما بعدها ليتعمق فيه، مشيرًا إلى أنه لا يمنع بعد ذلك أن يقرأ في جوانب أخرى ليلم إلمامًا سريعًا بجوانب المعرفة.

واقترح الحوسني على أن تكون هناك مبادرات تسهم في رفع الفكر وترتقي بالمجتمع إلى الخير والنجاح كعمل أوقاف تختص بشراء الكتب وتوزيعها لمن يحتاج إليها.. وإلى ما جاء في الجزء الثاني والأخير من اللقاء.

 

العمل على المبادرات التي تسهم في رفع الفكر كعمل أوقاف تختص بشراء الكتب وتوزيعها لمن يحتاج إليها -

وأوضح الدكتور الحوسني أن كيفية تشجيع الناس على القراءة تتم بعدة أمور منها وجود هدف للقراءة، وهذا الهدف لا بد وأن يكون واضحًا مشروعًا تتجلى فيه مسوغات القراءة الناجحة من نحو إزالة الجهل وتنوير العقل ونصح الناس ونفعهم وتعليمهم، والابتعاد عن الأهداف والنوايا الضيقة والسيئة فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله: «من تعلم العلم ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء لقي الله خائبا من الحسنات».

ووجود خطة للقراءة، هذه الخطة تعتمد على أن يقرأ الإنسان متدرجا من السهل إلى الصعب، ومن المختصرات إلى المطولات، ومن الكتب الخفيفة والروايات إلى الكتب العلمية حتى تصبح القراءة عادة وشغفا لا يقدر الإنسان على تركه.

وشدد الحوسني على مراعاة القراءة في التخصص حيث يقول: فهذا الزمن هو زمن التخصص، والعلوم والمعارف متجددة وفي كل لحظة يزداد جانب من جوانب المعرفة، ومع محدودية العمر فلن يتمكن الإنسان أن يقرأ في كل شيء لذا فمن المناسب أن يقرأ الإنسان في تخصصه الذي قضى فيه وقتا على مقاعد الدراسة في دراسته الجامعية وما بعدها ليتعمق فيه، ولا يمنع بعد ذلك أن يقرأ في جوانب أخرى ليلم إلماما سريعا بجوانب المعرفة، والقاعدة تقول أن قراءة الإنسان في تخصصه تحتاج إلى 50% من قراءته، والنصف الآخر يقضيه في مطالعاته العامة المختلفة.

ومن بين ما يشجع الناس على القراءة التنظيم فالقراءة كما يقول الحوسني: جهد ذهني يحتاج لتنظيم دقيق، وليست كل الأحوال مناسب للقراءة، فقد يكون الإنسان متعبا، أو جائعا، أو مرهقا، وقد يكون في بيئة فيها من الضجيج والصخب يحول دون الانتفاع بالقراءة، لذا كان من المناسب أن تكون بيئة القراءة مناسبة من حيث وجود التهوية المناسبة، ودرجة الحرارة الملائمة، والإضاءة الجيدة، والجلسة المريحة، وأن يكون الجسم في أقصى درجات النشاط والحيوية أو ما يعبر عنه بالساعة الذهبية في اليوم ليكون استثمار هذا الوقت كبيرا في القراءة والإطلاع.

كذلك تعلم مهارات القراءة المختلفة، فالقراءة أصبحت علما ومهارة تُدرس، وهناك من المدربين والمتخصصين في مجال تلك المهارات ليستعين القارئ بتلك الوسائل في الوصول لأهداف القراءة، بل حتى القراءة نفسها صار لها أنواع مختلفة من نحو القراءة السريعة، والقراءة الاستكشافية، والقراءة التحليلية، والقراءة الانتقائية، وغيرها من صور القراءة التي تختلف من شخص لآخر حسب الهدف من القراءة.

الطبعة المناسبة

كما يفضل قراءة الطبعة المناسبة للكتاب، فهناك الكثير من التطور في مجال نشر الكتب، فبعد أن ظهرت الطباعة تفننت المطابع في إخراج الكتب بصورة جميلة جذابة، فأدخلت الصور الملونة، وجرى إعادة التنسيق للمادة المطبوعة لتخرج بإخراج حسن، ولذا فإن الكتاب الملون أفضل من الكتاب العادي، والطبعة المحققة أفضل من الطبعة التي خرجت من دون تحقيق بل وأدعى للثقة بها والانشغال بها دون غيرها.

حب العلماء للقراءة

وأضاف لا بد من الإطلاع على سير العلماء وشدة اهتمامهم بالكتاب والقراءة، فتاريخنا الكبير يضم بين جنباته الكثير من المواقف المشرفة التي كان الكتاب رفيقا مقربا لا يكاد يتركه الواحد منهم حتى على فراش الموت، مما كان لذلك أكبر الأثر في وفرة التأليف وتعدد الجوانب التي كتب فيها العلماء، فكان الواحد يقطع المسافات الشاسعة لشراء كتاب سمع عنه، وكان الواحد لا ينتبه لحركة الزمن الطويلة والتي تمتد لساعات الليل الطويلة لأنه مستغرق في قراءة كتاب وجد فيه لذة عارمة أذهلته عن حركة الزمن، وكان البعض يدفع الطارف والتليد رغبة في جمع الكتب وحفظها، فأمثال هذه المواقف ونحوها مما يدفع بالهمم نحو التأسي بهم والسير نحو خطاهم لإدراك منافع القراءة والوصول إلى درجاتهم من العلم والفضل.

ولا بد للمؤسسات المختلفة من التشجيع على القراءة، فالقراءة مهارة وعادة ينبغي أن تغرس في قلوب الناشئة بشتى الوسائل الممكنة، فدور ومؤسسات التربية والتعليم يمكنهم ذلك من خلال ترغبيهم في قراءة الكتيبات الخفيفة والقصص النافعة المسلية، وزيارة المكتبات ومعارض الكتب، وعمل المسابقات المختلفة والتي تدفع لمزيد من القراءة والإطلاع، وتكريم المجيدين منهم، ومؤسسات الإعلام المختلفة بصورها المسموعة أو المقروءة أو المرئية يمكنها طرق الكثير من الجوانب التي تحث الناس وترغبهم في القراءة، بعرض أساليبها وفوائدها وثمارها بصورة محببة تشوق الناس لجني تلك النتائج التي تؤثر خيرا في حياتهم.

كذلك تشجيع المبادرات الجماعية للقراءة، وذلك من مثل مجموعات القراءة في كل حي أو قرية، وذلك بأن تُشكل مجموعة صغيرة لا تتجاوز عشرة أشخاص لأجل قراءة كتاب معين، وبعد فترة يلتقون لمناقشته واستعراضه بطريقة جماعية مفيدة، وأيضا عمل أوقاف تختص بشراء الكتب وتوزيعها لمن يحتاج إليها، ونحو ذلك من المبادرات التي تسهم في رفع الفكر وترتقي بالمجتمع إلى الخير والنجاح.