1219579
1219579
عمان اليوم

«البرنامج الاستراتيجي للتراث» يدشن مشروع «أبدع واستثمر» وخطته التدريبية لـ2018

10 يناير 2018
10 يناير 2018

تمكين التراث ليكون رافدا أساسيا في الاقتصاد الوطني -

كتب- محمد بن حمد الصبحي :-

دشن مجلس البحث العلمي ممثلا بالبرنامج الاستراتيجي للتراث الثقافي العماني أمس الخطة التدريبية السنوية للبرنامج وفرق إدارة المشروعات، وذلك تحت رعاية معالي الدكتور عبد الله بن ناصر الحراصي رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون رئيس اللجنة التوجيهية للبرنامج بحضور أعضاء اللجنة وفرق إدارة المشروعات ومجموعة من الخبراء والباحثين والمهتمين بالتراث الثقافي.

وقالت الدكتورة عائشة الدرمكي مديرة البرنامج الاستراتيجي للتراث الثقافي العماني بمجلس البحث العلمي «إن البرنامج يعد أحد البرامج الاستراتيجية التي تسعى إلى دعم التنمية في السلطنة ، ويقوم البرنامج على التراث الثقافي بحيث يكون رافدا أساسيا في الاقتصاد الوطني، ويفتح البرنامج العديد من الفرص الاستثمارية الحقيقية على المستويات التاريخية والأدبية والحرفية والمعمارية وعلى مستويات أخرى كثيرة، ويمكن استثمارها من خلال وضع مقترحات اقتصادية، ومثالا على ذلك استثمار المخطوطات، حيث تم استخدام نقوش المخطوطات في الأزياء وإدخالها في الحاسب الآلي».

وأوضحت الدرمكية أن المشروع يقوم على مرحلتين هما دراسة التراث الثقافي دراسة تطبيقية وأخرى نظرية، وتقوم الدراسة التطبيقية على نتائج الدراسة النظرية.

وقدمت مديرة البرنامج الاستراتيجي للتراث الثقافي العماني بمجلس البحث العلمي عرضا مرئيا حول آليات عمل فرق إدارة المشروعات، وهي ثلاث فرق : فريق مشروع (الحكايات والأساطير المتعلقة بالأمكنة) برئاسة وزارة السياحة، وهو استكمال للمبادرة التي قدمتها وزارة السياحة بالتعاون مع مجلس البحث العلمي في دراسة وبحث الحكايات والأساطير المتعلقة بالأمكنة في عمان، وبعد انتهاء دراسة هذه الحكايات في كل من محافظة شمال الشرقية ومحافظة شمال الباطنة، ولما لهذه البحوث من قيمة ثقافية وأهمية سياحية وتنموية، وجاء هذا المشروع ليستكمل ما تم بحثه وليطرح مراحل وأماكن جديدة للدراسة، أما فريق مشروع (الشخصيات العمانية المشتغلة في التجارة والصناعة) فسيكون برئاسة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم ، وهو يهدف إلى رصد الشخصيات العمانية المشتغلة في التجارة والصناعة بتنوع مجالاتها ممن أسهموا في إثراء المعرفة والمجتمع العماني من أجل توجيه البحوث نحو دراسة هذه الشخصيات وتخليد إنجازاتها ليكونوا شواهد بارزة للشباب والمستثمرين في مجال التجارة والصناعة، وأما فريق مشروع (اللغات واللهجات في عُمان) برئاسة وزارة التراث والثقافة فهو مشروع يرصد تنوع اللهجات واللغات في السلطنة بطريقة فريدة تستحق الدراسة. وسيتضمن مشروع اللهجات واللغات في عمان عددا من الدراسات البحثية يتم تحديد تفاصيل مرحلتها في الشروط المرجعية التي سوف يتم صياغتها من قبل فريق إدارة المشروع.

واستعرض ناصر بن حمدان الإسماعيلي المنسق التنفيذي للبرنامج الاستراتيجي للتراث الثقافي العماني فعاليات البرنامج التدريبي للبرنامج للعام 2018، وهو الذي يهدف إلى التعريف بالتراث الثقافي وتوعية المجتمع بأهميته، وتعزيز التنمية المعرفية واستدامتها إلى جانب عرض نماذج تنموية في مجال التراث الثقافي، وقد اشتملت الخطة على محاضرات وحلقات عمل وندوات منها حلقة القوانين المنظمة للتراث الثقافي، وفعالية إعداد ملفات عناصر التراث الثقافي غير المادي للتسجيل في اليونسكو، وفعالية استثمار موارد التراث الثقافي اقتصاديا، وحلقة تبويب وتصنيف التاريخ الثقافي، وفعالية فرص الاستثمار في التراث الثقافي العماني، وتجارب توثيق الحارات العمانية، وندوة وطنية (التراث الوثائقي «برنامج ذاكرة العالم نموذجاً»)، وجلسة حوارية بعنوان التاريخ الثقافي ووعي المجتمع، وفعالية ربط الحكايات والأمثال الشعبية بالمناهج الدراسية كما اشتمل البرنامج أيضا على محاضرة المعمار العماني تراث ثقافي، وحلقة جمع الأدب الشفوي وتبويبه، وفعالية المكتبات المنزلية والتراث الثقافي، وحلقة عمل حول إدارة التراث الثقافي، وفعالية من شواهد فرص الاستثمار في التراث الثقافي.

واستعرض السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي المدير العام المساعد للفنون بوزارة التراث والثقافة مشروع (أبدع واستثمر) الذي تم تدشينه أمس، حيث تقوم فكرة هذا المشروع على تبني الأفكار الإبداعية للشباب في المجال الثقافي، وهي القابلة لتحويلها لنشاط استثماري يمكن أصحابها من الاستمرار في الاستفادة منها كمصدر دخل ونشاط اقتصادي مستدام، ويستهدف هذا المشروع الشباب الباحثين عن عمل والمتحمسين للمبادرات الإبداعية، وأصحاب المواهب والمهتمين بالعمل في المجال الاستثماري في التراث الثقافي غير المادي، والمؤسسات الحكومية والخاصة المعنية بالأنشطة الثقافية والتجارية والاقتصادية والتمويلية وغيرها.

وقال البوسعيدي: «يهدف المشروع إلى التعريف بالتراث الثقافي، والفرص الاستثمارية التي يمكن تحقيقها، والتعرف على النماذج الاقتصادية والاستثمارية في مجالات التراث الثقافي، وتحفيز المجتمع للاستفادة منها، وابتكار أفكار إبداعية في مجالات الثقافة يسهل تطبيقها كمشاريع على أرض الواقع، وتعزيز الفرص الاستثمارية الحقيقية في مجالات التراث الثقافي، وخلق حوافز تمويلية لدعم المبادرات للمشاريع الثقافية وتعزيز التعاون مع المؤسسات التمويلية. يشارك في هذا المشروع مجموعة من المؤسسات الحكومية والخاصة ذات العلاقة». وقد خُتم حفل التدشين بعرض مخرجات حلقات العصف الذهني التي عقدها البرنامج الاستراتيجي للتراث الثقافي العماني للمشروعات البحثية الثلاثة، قدم هذه المخرجات الدكتور سليمان المحذوري من وزارة التربية والتعليم الذي استعرض مشروع الشخصيات العمانية المشتغلة في التجارة العمانية على مر التاريخ العماني منذ قديم الزمن، حيث ساهم الإنسان العماني في تلك الحقبات الزمنية في العديد من الإنجازات البشرية التي ذاع صيتها آنذاك.

واستعرض يوسف الحراصي من وزارة السياحة مشروع الحكايات والأساطير المتعلقة بالأمكنة، حيث إن العديد من المناطق في محافظة السلطنة تشتهر بالعديد من الحكايات والأساطير الأمر الذي يمكن استثماره سياحيا في الترويج والاهتمام بمثل هذه المواقع . من جهتها استعرضت عائشة البحرية باحثة إدارية بمجلس البحث العلمي مشروع اللغات واللهجات العمانية، حيث تزخر السلطنة بالعديد من اللغات واللهجات الأمر الذي يفتح الباب لدراسة هذه اللغات واللهجات العمانية، واستثمارها لتكون إرثا عمانيا عريقا، ويقوم المشروع على تسجيل اللهجات العمانية بطرق مختلفة من أجل الحفاظ عليها.

يذكر أن البرنامج الاستراتيجي للتراث الثقافي العماني أحد برامج مجلس البحث العلمي الذي يشكل وحدة بحثية وطنية عمانية تسهم في إيجاد أولويات بحثية تضع البحوث للمشروعات سواء أكانت تلك الموضوعة في استراتيجيات المؤسسات المعنية أو المرجوة من المؤسسات المعنية كخطة متكاملة تفيد وتستفيد منها المؤسسات المختلفة بشكل خاص والسلطنة بشكل عام في التنمية المستدامة، ذلك لأن ميدان العمل في مجال التراث الثقافي يرتبط ارتباطا وثيقاً بالمحيط الاجتماعي والثقافي والاقتصادية.