Untitled-1
Untitled-1
المنوعات

لمـاذا يقـرأون الروايـة ؟

10 يناير 2018
10 يناير 2018

أثبتت مكانتها في العالم العربي وتجاوزت الفنون الأخرى -

تحقيق: شذى البلوشية -

الرواية.. عنصر الجذب الأول للقراءة، وهي الموطن الذي يجد من خلاله القارئ أنسه وسكينته، فالرواية تملك القدرة على جذب الصغير والكبير ، وتتعمق بذهن قارئها للغوص في أحداثها واكتشاف تفاصيل حبكتها، والعيش بين شخوصها، وتخلق الشغف في نفوس القراء لبلوغ نهايتها.. الرواية مهما اختلف أسلوب كاتبها، ومقدرته على السرد، يبقى ترابط الأحداث هو حلقة الوصل بين القارئ والكتاب، ولا تنفك تحرض قارئها على إكمالها منذ لحظة الولوج الأولى في عمق أحداثها..

ومهما كان التنوع القرائي للكثيرين.. إلا أن الرواية تتسيد اختيار القراء في مختلف الفئات، وتحاول «عمان» من خلال هذا الاستطلاع اكتشاف أسباب تسيد الرواية على الحصيلة القرائية لمختلف الأشخاص.

تختلف مضامين الرواية التي يختارها القراء كجزء من أسباب الجذب للاختيار، حيث تجذب الروايات العالمية المترجمة فئة كبيرة من القراء من مختلف الفئات، فيذكر الشاعر أحمد الفارسي أن عشقه ينصب غالبا في روايات دوستويوفسكي الروائي الروسي العظيم، مثل رواية الاخوة كرامازوف ورواية الأبله ورواية الجريمة والعقاب ورواية مذلون ومهانون وغيرها من الروايات.

فيما ينصب اهتمام مجاهد الحسني نحو الروايات المحلية ويذكر منها «الوخز، الباغ، شهادة وفاة كلب، عالم صوفي»، وحول ما تفضله وفاء المصلحية تذكر: «محليا رواية (تبكي الأرض يضحك زحل) للروائي العماني عبدالعزيز الفارسي، وعالميا رواية آنا كارنينا للكاتب ليو تولستوي».

ويفضل سلطان الشكيلي الكتب السياسية أكثر من الروايات التي قد تكون مبنية على أحداث غير واقعية، فيقرأ حول سجن جوانتانامو، وهتلر، وصدام حسين، وسيرة حياة القذافي، بالإضافة إلى كتب «السواد المر، ومجانين بوكا، ومذكرات وريثة العروش، ومذكرات أميرة عربية، وغيرها»، وحول الرواية يقول الشكيلي: «رواية سقف الكفاية للروائي السعودي محمد حسن علوان أثرت بي بشكل خاص حيث الكثير من المفردات والمرادفات بحد ذاتها تمس الحواس والوجدان».

الرواية.. تفاصيل دقيقة

ويحكي لنا الشاعر أحمد الفارسي قصة الرواية بعمق شاعري فيقول: «الرواية عالم مستقل خارج العالم، الرواية تخبرنا بما يجول في خاطر البشر بشكل دقيق عن طريق الراوي العليم في غالب الأحيان، وهذا الأمر الذي من الصعب أن يتوفر حتى الآن بهذه الدقة في السينما رغم تطورها برأيي، الرواية تتيح لنا معرفة حساسية النفس البشرية تجاه التفاصيل الصغيرة والعالم أجمع، الرواية تعلمنا كيف ننظر إلى أنفسنا، وإلى العالم بعين يقظة ومتأملة، الرواية تتيح لنا أن نعيش عوالم متعددة وشخصيات متعددة لذلك فهي مهمة جدا لأنها طريق مشوق جدا للمعرفة وللاستمتاع بحيوات عديدة داخل هذه الحياة».

تعددت الأسباب.. والرواية جاذبة

ويقول مجاهد الحسني حول الأسباب التي يرى من وجهة نظره أنها تجذب القراء نحو الرواية: «حبهم للعيش مع ترف الخيال والمثالية بعيدا عن الواقع والتعقيد، بالإضافة إلى اللغة المنمقة والأدبية والشاعرية في الروايات التي تجعل النص بعيدا عن العصف الفكري والإرهاق العقلي، بالإضافة إلى كثرة الإصدارات والإنتاجات في جانب الروايات عن جانب الكتب الفكرية والفلسفية، وحب اكتشاف مسرح الرواية من شخصيات وعقدة وحبكة، النزعة العاطفية والأدبية أكثر من النزعة الفكرية، الفكر الجمعي الذي يجعل البعض مقيدا بخيارات غيره وأصدقائه، ومقننا بأفكار أصحابه، وأيضًا من ناحية إيجابية هناك عدد من الروايات التي تحتوي على الكثير من الجماليات الفنية والأدبية والقيم المعرفية والفكرية».

عنصر الجذب

فيما يرى محمد المخمري أن عنصر «الجذب» في الرواية هو السبب الرئيس لتوجه الكثير نحو قراءة الرواية، فيقول: «من خلال قراءتي للرواية، أرى بأن كثرة المتوجهين لقراءة الرواية راجع لأسباب عدة منها، تسلسل الأحداث في الرواية والذي يجعلك مرتبطا بها بشدة ولن تفارق مخيلتك حتى تنتهي من قراءتها. وكذلك تنوع الأساليب الجمالية في سرد الرواية حيث منها السهل الممتنع ومنها الذي يشتمل على حبكة يصعب أن تفك رموزها حتى آخر صفحة من الكتاب، ويبقى تنوع مصادر الرواية وكتّابها من كل بقعة في هذا العالم، تفتح لك عوالم واسعة وتعيّشك عوالم أخرى كثيرة».

ويضيف هلال الطيواني إلى ذلك: «التشويق في الرواية أكثر من الكتب الأخرى التي يجدها القارئ نوعاً ما ثقيلة من خلال الكم الهائل من المعلومات التي تحويه الكتب».

أسلوب ومفردات

ويؤكد ضحي المنجي على احتواء الرواية على مميزات عديدة عكس غيرها من الكتب، والتي يمكن أن تترجم في الأسلوب القصصي المحبب لدى الجميع، ويقول المنجي: «من خلال الرواية يمكن أن نحصل على معلومات شتى، وتثقفنا بأمور أخرى، وتؤتي أُكلها بأسلوب سهل وشيق وأدبي».

فيما تلفت انتباهنا أميرة البلوشية إلى أن الرواية هي المتنفس للهروب من الواقع، حيث تقول حول ذلك: «العالم يعج بالحروب والمشاكل والهموم، وأصبح الجميع يبحث عن متنفس أو مخرج قد يكون هذا المتنفس كتابا يحكي واقعه ليجد في نهايته حلاً أو مواساة أو تسلية لجراحه، الحقيقة أن الإنسان لا يحب أن يحكي همه، ولكنه يحب أن يقرأه».

محصول لغوي غفير

ويبدو أن الرواية هي الكتاب الأول لدى بعض القراء لأسباب تعود للشخص نفسه، استطاع محمد الفارسي أن يترجمها في حديثه حيث قال: «قراءة الروايات تعتمد على الشخص نفسه، البعض يجد في الروايات إلهاما والبعض يجد فيها ترفيها، والبعض يرى فيها نوعا من الرقي، ومن وجهة نظري الرواية طريقة سهلة وبسيطة لزيادة الحصيلة اللغوية للقارئ». وأضاف الفارسي: «الرواية اليوم لم تعد مجرد حكايات وقصصا سطحية ساذجة، فناهيك عن مقادير الحكمة والعبرة والمعاني الإنسانية التي صارت تشحن بها سطور الروايات، وهي القادرة على التأثير في نفس الإنسان وفكره، وتغييره إلى الأفضل، فإن كثيراً من الروايات تتخذ من الوقائع التاريخية والسياسية مسارح لأحداثها، فيتحصل من يقرأها على كمية من الثقافة والمعرفة».

انتشار إلكتروني

وتحتل الرواية النصيب الأكبر من الاهتمام الإلكتروني، الذي بات مؤخرا وسيلة سهلة وميسرة للحصول على الكتاب، وطريقة لاتساع انتشارها بين مختلف الأعمار والفئات، فتقول وفاء المصلحية حول أسباب توجه القراء نحو قراءة الرواية: «هناك أسباب كثيرة لتوجه فئة كبيرة من القراء نحو قراءة الرواية من أهم أسبابها الوعي العام حول تأثير الترويج للكتب عن طريق المواقع الالكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي كما أن للمكتبات الإلكترونية سببا في تسهيل الوصول للروايات بشتى أنواعها»، وتضيف المصلحية: «كما أن لتوفر الروايات على صيغة PDF وتحميل الملف مباشرة ومجانا وفي دقائق معدودة دورا كبيرا في انتشارها بشكل واسع بين الشباب وكافة الفئات العمرية».