العرب والعالم

الاحتلال يطالب بتعويضات مالية بعد أن قتل فلسطينيا

10 يناير 2018
10 يناير 2018

أغرب من الخيال -

رام الله-الأناضول-: تعيش عائلة غنيمات الفلسطينية، تحت وقع الصدمة، منذ يوم الإثنين الماضي، حينما علمت بمطالبة الجيش الإسرائيلي لها بدفع تعويض مالي كبير، رغم قيامه بقتل ابنها قبل نحو ثلاث سنوات.

واستشهد «غنيمات» البالغ من العمر ٢١عاما، خلال مواجهات اندلعت في بلدته في شهر يونيو ٢٠١٥، بعد إصابته بعيار ناري، ودهسه من قبل سيارة عسكرية إسرائيلية، والتي انقلبت فوق جسده، وظل أسفلها لعدة ساعات.

ومساء الإثنين الماضي، تفاجأت العائلة برفع قضية من قبل الجيش الإسرائيلي، تطالبها بدفع تعويض مالي قدره نحو ١٠٠ ألف شيكل (٢٧ ألف دولار). وقالت محامية العائلة، نائلة عطية، إن الجيش الإسرائيلي قدّم للمحكمة الإسرائيلية تقريرا يخمّن الأضرار التي وقعت بالسيارة العسكرية، إثر انقلابها، وتقدر بنحو ٢٧ ألف دولار، وطالب العائلة بدفعها، بدوره وصف إياد غنيمات (٤٦عاما) والد الشهيد الدعوى بـ «الوقحة». وقال غنيمات لوكالة الأناضول: الجيش الإسرائيلي يقتل أولادنا ويطالبنا بتعويض مالي». وأضاف ساخرا: تبقي أن ندفع لهم ثمن الرصاص الذي يقتلون به أبناءنا». وتابع: إسرائيل هي دولة احتلال، وهي من تسرق أرضنا وتهدم بيوتنا، ولدي لم يذهب لهم، هم من داهموا البلدة». وأَضاف: في الظروف الطبيعية، نحن من يطالب بدفع تعويض عن قتل ابني، وهذه الدعوة لن تثنيني عن مطالبتي بمحاسبة الجيش عبر المحاكم المحلية والدولية».

وأشار إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي أطلقت الرصاص الحي على ابنه عبد الله، ثم «دهسته بالجيب العسكري، مما أدى إلى انقلابه لظروف الموقع».

واتهم غنيمات الجيش الإسرائيلي بإعدام نجله بشكل مقصود، وقال إن «الجيب العسكري انقلب على جسده، وبقي أسفله لنحو أربع ساعات». وكان الشهيد عبد الله غنيمات، ناشطا في المقاومة الشعبية للجيش الإسرائيلي في بلدته، حيث اعتقل لنحو عامين في السجون الإسرائيلية.

وعادة ما تندلع مواجهات في بلدة كفر مالك، على إثر اقتحام الجيش الإسرائيلي للبلدة. بدوره، عدّ عمر رحّال، مدير مركز «إعلام وحقوق الإنسان والديمقراطية» (شمس)، الدعوى الإسرائيلية بالوقحة. وأضاف: هذه دعوة استباقية من الجيش، لكي لا تطالب العائلة بتعويض مالي، أو فتح تحقيق لمجريات الحادث». وأشار إلى أن الشهيد قُتل على بعد أمتار من منزله، وأن الجيش الإسرائيلي هو من اقتحم البلدة فجرا.

وقال: استنادا لاتفاقية جنيف الرابعة، الجيش الإٍسرائيلي مطالب بدفع تعويض على قتله للسكان وجرائمه واستغلاله للأراضي». وبيّن أن القوات المحتلة مطالبة بتوفير حماية للمدنيين، لكن إسرائيل «تقتلهم بدلا من حمايتهم».

وطالب «رحّال» بضرورة «فضح الممارسات الإسرائيلية عبر السفارات الفلسطينية، وعبر الإعلام الغربي ومواقع التواصل الاجتماعي». وعادة ما تندلع مواجهات في الضفة الغربية والقدس مع الجيش الإسرائيلي، يستخدم خلالها الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.