1216552
1216552
مرايا

أجمله الجماعي - الـفــــرح.. إحساس إبداعي لا يمكن وصفه

10 يناير 2018
10 يناير 2018

كتبت - رحاب الهندي:-

الفرح إحساس داخلي يتجول داخل الإنسان ليخرج بأشكال متعددة كالضحك والقفز والصراخ واحتضان الآخر في جو إنساني قد يصعب للبعض التعبير عنه. إنه جزء من الحياة بل هو من أهم مفاصلها التي تجعل الإنسان في حالة من النشوة والرضا. ورغم أن الكثيرين في وقت الفرح لا يستطيعون التعبير جيدا عن مشاعرهم، إلا أن الأغلبية يؤكدون أن للفرح عنوانا هو السعادة والغبطة. فعن أي فرح نتحدث للناس للذين شاركونا هذا الاستطلاع لنكتشف الكثير مما في دواخلهم.

مجموعة من الشباب (طلاب) التقينا بهم بعد إعلان نهاية مباريات كأس الخليج العربي الثالث والعشرين والتي فاز بها المنتخب الوطني بعد ركلات الترجيح، الطلاب جميعهم تحدثوا مرة واحدة وهم في نشوة وفرح وطلبت منهم الهدوء للحديث، فبدأ سعيد المعشري قوله: لا أجمل من الفرح الجماعي كما ترين، الآن الناس الذين في المقاهي أو الشوارع أو المنازل كلهم يغمرهم الفرح تحت راية الفوز، وأي فرح أجمل من الفرح الجماعي! كلنا وبلا استثناء فرحون وسعيدون بهذا الفوز وهذا الكأس، وكلنا نفخر بفريقنا بكل أفراده، نعم.. نعم لفريقنا العماني.

وبدا زميله متابعا الحديث قال: لا يمكن أن نصف لك شعورنا بهذا الفرح، فرح لا يمكن وصفه أبدا، هل هناك أجمل من فرح يسود البلاد والعباد؟، وما وصلنا إليه من فرح كان نتيجة التعب والتصميم على أن نزرع بذرة الفرح، وها نحن نحصدها، مرحى للشعب العماني وليهنأ بالفرح الجماعي.

نعمة من الله

تحدث عبدالله البوسعيدي (مدرس) قائلا: الفرح نعمة من الله على عباده، وهو إحساس يملأ الإنسان نشوة، وللفرح ألوان ومناسبات عديدة، وهناك فرح النجاح والفوز، وهو غالبا فرح جماعي كما حدث عند فرحتنا بفوز فريقنا، وطبعا الفرح الجماعي يكون للعائلة كلها بزواج أو ولادة أو نجاح، وقد يبشرنا الله بفرح بعد حزن ليخفف عنا ثقل الحزن، قد نفرح لترقية أو ولادة حب أو تحقيق أمنية كانت مزروعة في داخلنا منذ الصغر، ويبقى الفرح جزءا رئيسيا في حياتنا أتمناه للجميع يا رب.

لا يمكن وصفه

تحدثت منيرة المعشرية ( طالبة ماجستير) لا يمكن أن أن نصف بدقة ماهية الفرح، إنه مسألة إبداعية من الخالق سبحانه وتعالى، فيه من الشفافية، ومن الروحانية، فعلا لا يمكن وصفه.

وكما ترين هذه الأيام كلنا كشعب عماني تحت خيمة فرح كبيرة بمناسبة فوز فريقنا العماني وحصوله على كأس الخليج الثالث والعشرين، فرحة لا يمكن وصفها ولا يمكن لشيء أن يعكرها، أما عن الفرح الخاص فقد كانت فرحتي كبيرة في تحديد موعد مناقشة رسالتي للماجستير، وفرحتي أيضا بدخول ابني البكر للصف الأول الأساسي، وحصول زوجي على ترقية في عمله، أفراح متعددة نرجو من الله أن تستمر.

وأحب أن أقول هنا: حتى الفرح له موعد، خاصة إذا اجتهد الإنسان وتعب من أجل الوصول إليه، وأرجو من الله أن يبقى الفرح في بلدنا الغالي وينتشر للجميع يا رب.

من رحم الحزن

منى البروانية (طالبة طب) أجابت على السؤال بابتسامة تحاول أن تخفي حزنا دفينا في داخلها، ولم نحاول سؤالها فقد أجابت بعفوية قائلة: لا أعرف كيف أحدثك عن فرح يخرج من رحم الحزن! في بداية العام المنصرم رحلت الوالدة عن حياتنا وذهبت إلى دار الحق، فتركت في دواخلنا حزنا لا يمكن وصفه، لنصل لنهايات العام وتلد شقيقتي ولدا جميلا -ما شاء الله- كانت الوالدة تتمنى رؤيته لكن قضاء الله نفذ، ورغم حزننا الداخلي إلا أن فرحتنا بالمولود كانت كبيرة، لأن فرحة أمنا رحمها الله ستكون كبيرة.

وتتوالى الأفراح ليكون الفرح الكبير فوز فريقنا العماني بكأس الخليج ليخفف مأساة الفراق، ولا أقول إلا أنها الحياة تسير بين عثرات وتوفقات، وبين انتظار وأمل، وبين حزن وفرح، ولا أجمل من الفرح للجميع.

أولادي هم فرحتي

سمير البلوشي ( سائق تاكسي ) بعفوية صادقة كان يتحدث إلينا بسرعة قائلا: الفرح الأهم هو فرحي بأولادي وأنا أراهم يكبرون ثم وهم بالمدرسة ثم بالجامعة، يهون كل التعب من أجلهم، وفرحتي بسعادتهم حين ألبي طلباتهم تفوق أي فرحة، وأولادي ليس فقط الذين أنجبتهم، بل كل أولاد عمان المجيدين والفائزين، فأفراد الفريق العماني الذين رفعوا الرأس وحصلوا على كأس الخليج الثالثة والعشرين هم أبنائي ( يضحك ) لست كبيرا في العمر على أية حال، بل هو إحساس بأني والد هؤلاء الذين اعتبرهم أبطالا وفخور جدا بهم، والحمد لله لم يضيّع لهم تعب، فهم جلبوا الكأس والفرحة، فهل هناك أجمل من هذا الفرح الكبير.

الفرح الجماعي

محمد الشكيلي ( موظف ) أجابنا: الحديث عن الفرح لا ينتهي بكل تأكيد، لكن سأختصر حديثي بالقول: إن الفرح الجماعي هو الأهم والأشمل والأعظم من كل فرح شخصي، فأين ما تتوجه تجد الفرحة في العيون والقلوب والأهازيج والتصفيق والرقص والسعادة الغامرة لكل فرد على هذه الأرض المباركة بقيادة سلطاننا المعظم، وأقصد هنا فرحتنا الغامرة الجامعة بفوز فريقنا بكأس الخليج في دورتها الثالثة والعشرين، انه الفرح الكبير الذي يطغى على أي فرح.

ختاما

الفرح، النشوة، السعادة نوع من ضوء الحياة الذي لا يخبو، خاصة إذا كان الفرح للجميع بلا استثناء، وهذا ما نرجوه لكل قارئ كريم، الفرح يا رب.