مرايا

جيش «التيراكوتا» الطيني المستعد للحرب

10 يناير 2018
10 يناير 2018

يقع في مدينة زيان Xian شمال غرب الصين ضريح الإمبراطور الأول كين أو ما يعرف باسم جيش الطين أو جيش التيراكوتا، وقد أضافت اليونسكو هذا الضريح إلى قائمة التراث الإنساني العالمي في العام 1987 لقيمته التي لا تقدر بثمن، حيث يوجد أكثر من 8 آلاف تمثال تيراكوتا بالحجم الطبيعي، فضلاً عن الخيول والعربات، ويُوصف جيش كوتاتيرا الجيش من قبل بعض الأشخاص، بأنه الأعجوبة الثامنة في العالم.

ففي عام 246 قبل الميلاد، أمر إمبراطور الصين الأول كين شين هوانج ببناء هذا الجيش ليتم دفنه معه عندما يموت، وأمر حينها كين بأن لا يكون هناك جنديان مُتشابهان في هذا الجيش بأكمله، وهذا ما تم بالفعل ببراعة مثيرة للدهشة.

وقد شارك ما يقارب 700,000 شخص لحوالي عقدين من الزمن لبناء آلاف التماثل الطينية غير المتشابهة بملامح دقيقة لدرجة مدهشة، ووضعها في أفران تصل درجة حرارتها لألف درجة مئوية، ثم تركها لتبرد وتلوينها وتزيينها، ويتراوح طول الجندي بين 170 إلى 190سم.

وكان الهدف منه هو مساعدة الإمبراطور في بناء إمبراطورية في الآخرة كما يعتقد البعض، أو لحمايته في الآخرة، وقال الخبراء إن الإمبراطور تمتع بأقوى جيش في العالم عندما كان على قيد الحياة، فأراد الجيش القوي نفسه بعد وفاته.

تم اكتشاف المقبرة عن طريق المصادفة عام 1974م من قبل المزارعين المحليين عندما كانوا يحفرون بئر ماء بالقرب من شيان بمقاطعة شنشي، حيث فوجئ أحد الفلاحين برأس تمثال، وعندما استكمل الحفر اكتشف جيش كامل يضم الآلاف من التماثيل لجنود ومحاربين في وضع استعدادي للقتال.

ويتكون هذا الجوف من 3 خنادق رئيسية مقسمة إلى 11 ممرا، يبلغ طول الواحد حوالي 200 متر وعرضه 3 أمتار، حيث يتكون الخندق الأول من 3 صفوف من المحاربين، بينما تم اكتشاف الخندق الثاني عام 1976م ويحتوي على العديد من عربات الخيل وعجلات الحرب، ووفي عام 1994م تم اكتشاف الخندق الثالث، الذي يتكون من صف من الجنرالات والقواد، وكذلك الحرس المقربين للإمبراطور.

وتضم هذه الخنادق ما يقارب الـ8000 مُقاتل مع إداريين وموسيقيين، و130 عربة بـ520 حصان، بجانب 150 حصان للفرسان، ويتوقع الخبراء أن هناك العديد من الحفر التي تحوي المزيد من جنود التيراكوتا ولم تُكتشف بعد.

وقال المؤرخ الصيني الكبير سيما كيان في كتابه الشهير “شيجي” إن الإمبراطور الأول للصين دُفن مع قصور وجنود وإداريين وموسيقيين وأوانٍ فخارية قيمة، والعديد من الأشياء المدهشة وسط 100 نهر مُطعّم بالزئبق، وقد اكتشف العلماء بالفعل وجود نسب كبيرة من الزئبق في تربة المنطقة المحيطة بالضريح، مما أعطى مصداقية لكلام المؤرخ الصيني سيما كيان.

ولم يكتشف العلماء أجزاء كبيرة من هذا المكان بعد مثل الهرم الترابي الذي يبلغ ارتفاعه 76 مترا بمساحة 350 مترا مربعا، لأنه يخشون أن يقوموا بتدميره عند محاولة اكتشاف ما يحتويه.