1218284
1218284
الرياضية

الرشيدي حامي عرين المنتخب الوطني لـ(عمان الرياضي) : الدكة كانت محطة انتظار مليئة بالثقة والعزيمة

09 يناير 2018
09 يناير 2018

عندما تأتي الثقة من المدرب فهي دلالة واضحة على قدرتي -

كانو قال لي: فعلت كل شيء وأنت نجم فلا تضيّع ما فعلته -

حوار - طالب البلوشي :-

توج المنتخب الوطني بكأس الخليج للمرة الثانية خلال مسيرته الكروية، وسطر فيها أبطال الأحمر أنشودة الفوز، التي كتبها حامي العرين فايز الرشيدي من خلال التصدي وفي مرتين لضربتي جزاء في نهاية الأشواط الأصلية والأخرى مع الضربة الخامسة التي أعطت محسن جوهر الفرصة لإعلان السلطنة بطلًا لكأس الخليج.

(عمان الرياضي) فتحت الباب لنجم المنتخب فايز الرشيدي الذي ثمن متابعة القطريين له وحرصهم على سرد تجربته، ليتقدم بالشكر إلى هذه المساحة التي مكنته من الكشف عن تفاصيل مهمة رافقته خلال مشواره الرياضي، وصاحبته خصيصًا خلال هذه النسخة من كأس الخليج العربي.

دكة الاحتياط

ظل حامي عرين المنتخب الوطني لمدة تجاوزت التسع سنوات كحارس بديل على دكة الاحتياط، وكان في كل مرة يحل بديلا للحارس الأمين علي الحبسي، ويحظى بالإشادة حتى أطلق على أن الدكة العُمانية ولاّدة لحراس المرمى، ليكون خليجي 23 مرحلة جديدة لولادة بطل جديد بحجم فايز الرشيدي الذي وصف دكة الاحتياط قائلا: بلا شك أن دكة الاحتياط صعبة على أي حارس مرمى، ولكن بالنسبة لي لم تكن بتلك الصعوبة لكوني أخلف حارسا بحجم الكابتن علي الحبسي، فطوال السنوات التسع الماضية، كنت انتظر هذه الفرصة لأتواجد في كأس الخليج، وكانت الظروف مناسبة في الدكة، حيث لم أحظ بلوم أحد أو العتب، بل كانت الدكة هي محطة انتظار لا أكثر، مليئة بالثقة والعزيمة لأنال بعد ذلك شرف خلافة الأمين على مرمى المنتخب العُماني، ومع بداية خليجي 23 كانت هنالك بعض الآراء المطالبة أو التي تحاول ضعضعة الثقة المزروعة في قلبي من خلال ذكر تأثير غياب الحبسي عن خليجي 23 بسبب ارتباطه مع ناديه، وكنت أقرأ وأتابع وأنا مبتسم لما يجمعني من ود بقائد المنتخب علي الحبسي، وكذلك لإيماني بقدراتي على أن أمثل الحبسي خير تمثيل في هذه البطولة.

علي الحبسي

وأضاف فايز الرشيدي قائلا: هنالك من يعتقد أن العلاقة التي تجمعني بحارس المنتخب علي الحبسي هي علاقة لاعب فقط، ولا يدرك مدى الأخوة والصداقة التي تربطني بهذا اللاعب الذي لا أخفيكم سرا بأني على تواصل دائم معه واستشيره في العديد من الجوانب الخاصة بي كحارس مرمى، وما يجمعني به أكبر من أن أعبر عنه في كلمات بسيطة، فهو وزملائي الحراس تربطنا علاقة قوية رغم أن القدر وضع ثلاثة لاعبين في نفس المركز، ولكن متى ما كانت القلوب على بعضها تجد الراحة في تقديم الأفضل، ويقف كل منا مساندًا وداعمًا للطرف الآخر.

خليجي 23

واستطراد فايز الرشيدي حامي عرين المنتخب الوطني قائلا: تعد بطولة خليجي الثالث والعشرين في دولة الكويت الحلم الذي طال انتظاره والطموح الكبير الذي كنت أسعى إلى تحقيقه منذ سنوات، حيث عملت خلال الفترة الماضية على تقديم كل ما لديَّ متى ما سنحت لي الفرصة، وها هي الفرصة التي هبت لاغتنمها بعد اعتذار الكابتن علي الحبسي، ولربما تكون هي الفرصة التي يجب أن أعكس فيها ثقة المدرب الهولندي بيم فيربيك بي الذي صرح بها قبل البطولة، وقد أعطاني دافعًا كبيرًا في تقديم الأفضل خلال هذه البطولة، فعندما تأتي الثقة من مدرب تواجد لأكثر من مرة في كأس العالم، فهنالك دلالة واضحة على قدرتي على تشريف المنتخب في هذا المحفل الكروي.

ضربة الجزاء

هي الدقيقة (90) من عمر المباراة حين نظر حارس مرمى المنتخب الوطني فايز الرشيدي إلى الجماهير العُمانية على المدرجات، حيث وصف تلك اللحظة قائلا: وجدت الصمت قد خيم على مدرجات الجماهير التي قطعت المسافات عبر البر والجو، وجاءت إلى استاد جابر الدولي من أجل الوقوف خلف هؤلاء اللاعبين، وكذلك وجدت القلق وحبس الأنفاس في وجوه رفقاء الدرب والكل كان ينظر إلى المرمى حيث كنت أقف، ولا يمكن أن أخفي مدى صعوبة تلك اللحظة، ولكن الثقة بالله سبحانه كانت أكبر وأعظم من كل شيء، وكنت قد قمت بمتابعة عمر عبدالرحمن، وهو يسدد ضربات الترجيح في مرمى المنتخب العراقي حين أسكن الكرة في جهة اليسار، ومع انطلاق صافرة الحكم لتسديد ضربة الجزاء، اتخذت قرار التوجه إلى الجهة الأخرى بعدما قرأت في وجه اللاعب إدراكه لمعرفتي ومتابعتي له وتوقعت عدم تسديده نحو الجهة اليسرى، وبحمد لله استطعت أن أتمكن من إبعاد الكرة والعودة بالمنتخب وكل من كان يترقب هذه اللحظات، حيث استطعت أن أبث الأمل في قلب كل عُماني ومشجع لمنتخبنا الوطني، وأما عن ضربة الجزاء الأخيرة فكان توقعي بألا يعود نفس اللاعب ويسدد الكرة في نفس الجهة مرة أخرى بعد أن ضاعت في المرة الأولى، وكان التوفيق حاضرًا في المرة الثانية، لأتوجه بعدها لقائد المنتخب أحمد مبارك وأطلب منه تسديد ضربة الجزاء الأخيرة، ولكنه قال لي: (لقد فعلت كل شيء وأنت نجم فلا تضيّع ما فعلته)، وفعلا أدركت حيناها ماذا سأفعل لو ضاعت الكرة الأخيرة وعاد بي الشريط إلى خليجي 17 عندما لم يوفق الأمين بتسديد الكرة وحل منتخبنا في المركز الثاني.

أفضل حارس

وبالحديث عن جائزة أفضل حارس مرمى تحدث فايز الرشيدي بكل صراحة حيث قال: كنت على ثقة بقدرتي على حصد هذه الجائزة ولكن لكل جائزة معايير وشروط فنية يتم من خلالها التقييم، وذلك من أجل المفاضلة بين أفضل الحراس في كل البطولات، فهنالك متخصصون يملكون الخبرة الكافية لمنح من هو يستحق هذه الجائزة وبحمد لله حصدنا الأهم وهو كأس البطولة وعدنا إلى سلطنتنا الحبيبة من أجل الجماهير التي تنظر وصولنا بفارغ الصبر، مع الجماهير التي ساندت وشجعت خلال تواجدنا في الكويت من أجل الاحتفال بهذا الإنجاز، واسأل الله تعالى أن أوفق في حصد هذه الجائزة في بطولات قادمة.

إصابة أخي

وقفت عائلة الرشيدي معه طوال مسيرته الكروية حيث قدم بعض إخوته وأصاحبه إلى ملعب المباراة وكلهم ثقة بحصد البطولة، ومع لحظات الفرح وسقوط الجماهير كان من بينهم أحد إخوة الكابتن فايز الرشيدي الذي قال عنه: أشكر كل الجماهير التي تواجدت ووقفت خلف المنتخب، وبقضاء الله وقدره كان أحد المصابين هو أخي الذي قدم لمساندتي خلال هذه البطولة وبحمد الله قمت بزيارته في المستشفى، وشاهدت الخدمات المتميزة التي قدمت له، وتكلل ذلك بوصوله صباح الأحد الماضي إلى مسقط، وهو ينعم بثوب الصحة والعافية بعد إصابة بسيطة خلال التدافع الجماهيري.

جدارية فايز

جسد الرسام الجرافيتي عبدالمجيد المعمري جدارية لحامي عرين المنتخب الوطني والذي قال عنها الرشيدي: أثمن وأوجه شكري العميق لهذا الفنان الذي لم أكن أتوقع للحظة بوجود جدارية خاص بي في شوارع السلطنة وسط مجموعة من القادة الذين قام الفنان برسم جدارية لهم، وأسال الله أن أوفق وأكون على قدر المسؤولية التي منحت لي من قبل هذه الجماهير التي زرعت الحب في قلوبها قبل كل شيء.