1218758
1218758
الاقتصادية

الزراعة: سوسة النخيل وراء إعلان الحجر بعدة مناطق في المحافظات

09 يناير 2018
09 يناير 2018

لمنع تسرب الآفات داخليا وخارجيا -

صحار- سيف بن محمد المعمري -

أصدر معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية قرارا وزاريا رقم “1/‏‏‏2018” بتعديل القرار الوزاري رقم “31/‏‏‏2009” بإعلان مناطق حجر زراعية بعدد من محافظات السلطنة، وقال المهندس سالم بن علي العمراني مدير عام الزراعة بمحافظتي شمال وجنوب الباطنة في تصريحات لـ”عمان” إن سبب الحجر هو وجود آفة سوسة النخيل الحمراء في بعض الولايات بالمحافظات، وعليه قام المختصون بالتوصية لإدراج هذه الولايات ضمن مناطق الحجر الزراعي، وتعتبر إجراءات الحجر الزراعي ضرورة حتمية في برامج مكافحة سوسة النخيل الحمراء، فقد ثبت أن انتشار هذه الآفة من مكان لآخر داخل بلد معين أو انتقالها إلى بلد آخر قد يحدث بسبب غياب إجراءات الحجر الزراعي، ولذلك يجب إصدار القوانين والتشريعات وتفعيلها للعمل بقوانين الحجر الزراعي داخل نفس المحافظة أو بين محافظة وأخرى داخل نفس البلد وكذلك بين كل دولة وأخرى يتم نقل فسائل النخيل بينهما لمنع أنتشار السوسة، ويأتي هذا القرار ضمن الجهود التي تقوم بها وزارة الزراعة والثروة السمكية لوقاية الثروة النباتية من خطر الآفات التي تهدد الحاصلات الزراعية.

وأشار إلى أن المتتبع لهذا القرار يدرك أهميتها وتوقيت إصدارها، ومن خلال المتابعة المستمرة للجهاز الإرشادي والرقابي بالوزارة تحرص الوزارة على اتخاذ الإجراءات والتدابير التي من شأنها حماية الثروة النباتية والحيوانية، فمنذ صدور المرسوم السلطاني رقم 47/‏‏‏2004م لقانون الحجر الزراعي وما ألحقته وزارة الزراعة والثروة السمكية بإصدار القرار الوزاري رقم “32/‏‏‏2006” بإصدار اللائحة التنفيذية لقانون الحجر الزراعي الذي أشارت المادة 30 فيه إلى الإجراءات التي يتم اتخاذها في حال وجود آفة حشرية حسب البند 1 (إعلان منطقة حجر)، وكذلك المادة 32 من ذات اللائحة من خلال إجراء مراجعة دورية للمناطق المعلن عنها أنها تحت الحجر والتدابير التي قامت بها الوزارة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لاستئصال الآفة أو احتوائها ورفع التقارير اللازمة عن وضع الآفة، ونظرًا لهذه الجهود بالتعاون بين المديرية العامة للزراعة بمحافظتي شمال وجنوب الباطنة والمديرية العامه للزراعة بالوزارة تم رفع توصية لتعديل القرار الوزاري وإضافة مناطق حجر زراعي في بعض الولايات، حيث كما يعلم الجميع أن الحجر الزراعي يعتبر خط الدفاع الأول للبلاد من خطر تسرب الآفات الزراعية سواء على المستوى الداخلي بين الولايات والمحافظات أو على المستوى الخارجي للدول المجاورة أو بعض الدول الأخرى التي يتم استيراد المحاصيل الزراعية والمنتجات منها، فبعد صدور قانون الحجر الزراعي ولائحته التنفيذية لاتخاذ التدابير التنظيمية والقانونية اللازمة لضمان وقاية الإرساليات الزراعية المستوردة والمصدرة والعابرة، تقوم الجهات المختصة بوزارة الزراعة من خلال المنافذ الحدودية ودوائر التنمية الزراعية بتطبيق الإجراءات سواء كانت الإدارية أو الفنية أو الرقابية بالإضافة إلى تطبيق القوانين الكفيلة بالحفاظ على المحاصيل الزراعية المختلفة وإعداد التقارير الدورية وعمل الإحصاءات والتدابير اللازمة لتحقيق تطبيق الأنظمة المعمول بها في السلطنة.

ويتحدث المدير العام عن حشرة سوسة النخيل الحمراء قائلًا: إن هذه الحشرة كاملة التطور أي تمر بمراحل البيضة واليرقة والعذراء وحشرة كاملة، ولها ثلاثة أجيال في السنة، ويعتبر الطور اليرقي هو الطور المأثر والضار لأشجار النخيل، والحشرة الكاملة (الأنثى) تضع ما يقارب 200 إلى 300 بيضة، وما أن تصل الحشرة إلى طور اليرقة حتى تبدأ في نهش قلب النخلة من الداخل.

ويتابع المهندس سالم العمراني بأن طور اليرقة في حشرة سوسة النخيل الحمراء هو الطور الضار للنخلة، وتجعل من ساقها أسطوانة فارغة تمامًا، وتهاجم الحشرة النخيل في جميع الأعمار، وتعتبر سوسة النخيل الحمراء العدو الخفي لشجرة النخيل والضرر الحقيقي الذي تحدثه هذه الآفة للنخلة هو تجويفها من الداخل الأمر الذي يؤدي إلى موت النخلة.

إجراءات المكافحة

ويضيف: إن هناك العديد من الإجراءات الكفيلة بمكافحة هذه الآفة. إما من خلال المقاومة الميكانيكية أو الحيوية أو الكيميائية للتقليل منها واستخدام المبيدات الحشرية والمصائد الفيرمونية المناسبة والتخلص من الأشجار المصابة بالحرق.

وأشاد العمراني بدور المواطن دائما في التعاون مع الجهات الحكومية وضرورة التواصل مع دوائر التنمية الزراعية المنتشرة بالولايات لاتباع الإرشادات المناسبة للقضاء على هذه الآفة أو التعرف عليها واكتشاف الإصابة بشكل مبكر وكذلك التعاون مع الفرق الميدانية التي تقوم بعمليات الفحص وتشخيص الإصابة وعلاج النخيل المصاب أو إزالة النخيل التي وصلت إلى مرحلة لا يكون العلاج لها ذا فائدة، وبالتالي فمن الضرورة أن يتم قلعها وحرقها، وكذلك عدم نقل الفسائل من مكان إلى آخر أو من ولاية إلى أخرى ضمن هذه المناطق، حيث لا تنتقل الإصابة من مكان إلى أخرى إلا من خلال نقل هذه الفسائل أو قيام بعض ضعاف النفوس من تهريبها عبر منافذ وطرق بعيدة عن الجهات الرسمية، وتهيب الوزارة بتعاون الجميع في هذا الجانب والإبلاغ عن مثل هذه التجاوزات إن وجدت؛ لأنها تهدد المحصول الأول بالسلطنة ناهيك عن الأوامر السامية بالاهتمام بالنخلة، ونضع هذه التعليمات نصب أعيننا سواء كنا مختصين بهذه الوزارة أو مواطنين نعيش على هذه الأرض الطيبة، والعماني دائما يظل غيورًا على بلده ووطنه، فكيف بمثل هذه القضية التي تمس الأمن الغذائي للسلطنة.