1218748
1218748
الاقتصادية

مشروعات ولدت في غرف صغيرة وأصبحت منافسة ومنتجاتها تعبر الحدود

09 يناير 2018
09 يناير 2018

الانستجرام نافذة تسويق أساسية للمشروعات المنزلية -

استطلاع - رحمة الكلبانية -

تقضي خديجة أربع إلى خمس ساعات يوميا في مطبخها الصغير بالمنزل لتجهز طلبية من حلوى الماهوه لأحد الزبائن قبل أن يكبر مشروعها ويحوز منتجها بعد 12 عاما من البداية على شهادة ملكية فكرية باسمها من قبل وزارة التجارة والصناعة.

بداية خديجة التي انطلقت من ولاية العامرات لم تكن سهلة ولم تكن كبيرة فصناعات المنزل عادة ما تكون محدودة تصلها الطلبيات عبر أقاربها وأصدقائها قبل أن تسلك الطريق العريض حيث نمت تجارتها لتشمل زبائن من جميع أرجاء السلطنة ثم دول الخليج المجاورة مستعينة في ذلك بمواقع التواصل الاجتماعية والانستجرام على وجه التحديد.

هي قصة عاشت أحداثها خديجة العامرية، فمن المنزل انطلقت كثير من المشروعات الذاتية .. وكبرت كما يكبر الأطفال وعدت مراحل النجاح وأصبحت منتجاتها تتداول في أسواق خارج السلطنة .. كان الانستجرام نافذة التسويق وبوصلة اكتشاف الطريق.

لقد دفعت الإرادة باحثين عن عمل إلى بدء مشروعاتهم الخاصة من المنزل كل بحسب توجهاته وميوله وتفوقه .. فهناك صناعات صغيرة وأنشطة تجارية كبيع الكماليات وتصميم الأزياء وصناعة الحلويات والمخبوزات ومختلف الأطعمة كان المنزل مهدها الأول .. يجهزون منتجاتهم ثم يعرضونها على دائرة معارفهم ومواقع التواصل بغية إيجاد دخل مادي يفي بحاجاتهم إلى حين حصولهم على وظائف بدخل ثابت هكذا كانت البداية قبل أن تكبر وتتحول إلى صناعات وتجارة خاصة بهم ويتحولون إلى فتح محلات..

ويجمع أصحاب المشروعات المنزلية على أن أهم التحديات التي تعيق تطوير مشروعاتهم هي تلك المتعلقة بالتسويق والترويج والتمويل، حيث يعتمد معظمهم على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل التسويق لمنتجاتهم وتوسيع قاعدة المستهلكين لديهم، مناشدين الجهات المعنية بتكثيف الاهتمام برواد الأعمال وتسهيل الإجراءات الرسمية لنقل مشروعاتهم للخطوات التالية.

ونظرًا لحاجة مثل هؤلاء الشباب في مشروعاتهم المنزلية إلى خدمات تتعلق بالتوصيل، قام آخرون في المقابل بإنشاء شركة لتوفير مندوبين عمانيين تحت الطلب لمعظم محافظات السلطنة، موفرين بذلك وظائف جزئية لمئات الشباب العمانيين.

ترويج المنتجات

اعتمدت الأختان خلود وليلى ابنتا حمد البلوشي صاحبتا مشروع المزيونة لبيع الفساتين والأقمشة والعبايات منذ إطلاق مشروعهما في 2011 على المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعية وخاصة الانستجرام للترويج لمنتجاتهما، وذلك لسهولة الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الزبائن، حتى باتت منتجاتهما اليوم تباع في مختلف محافظات السلطنة ودول مجلس التعاون.

تتحدث خلود البلوشية عن التحديات التي تواجهها بالقول (كوني من إحدى ولايات جنوب الشرقية، لا أستطيع فتح محل في منطقتي خاصة أن معظم زبائني من محافظات بعيدة مثل مسقط والباطنة وظفار، ومعظم السكان المحليين هنا ليست لديهم الطاقة الشرائية الكافية للتردد على محلي أو اقتناء منتجاتي).

وأضافت: إن استخدامها للانستجرام ساعدها على عرض منتجاتها وتصاميمها على زبائن من قائمة محافظات وبلدان غير محدودة دون أي تكاليف مادية والتواصل معهم في أي وقت وتوصيل طلباتهم لمختلف محافظات السلطنة.

ودعت خلود الجهات المعنية إلى زيادة الاهتمام برائدات الأعمال العمانيات وصاحبات المشروعات المنزلية، وتخصيص أسواق ومعارض لهن كالتي تقدم في بعض المحافظات الرئيسية كولايات مسقط وصور وصحار وغيرها.

استقلال مادي

فتيات كثيرات انطلقت بمشروعاتهن من المنزل في صناعات يمهرن فيها كصنع الحلويات والمخبوزات ومختلف الأطعمة وعرضها على دائرة معارفهن ومواقع التواصل. تقول إيمان العوفية: إنها بدأت مشروعها المنزلي لعمل الحلويات والمخبوزات لحاجتها في إيجاد دخل مادي خلال فترة انتظارها للوظيفة، وإن كان غير ثابت ولكنه كاف لسد احتياجاتها الشخصية دون اللجوء إلى أحد.

تضيف العوفية: إن منتجاتها التي بدت متواضعة في بدايتها باتت اليوم تنافس أفضل المقاهي والمخابز المعروفة في السلطنة بشهادة جميع زبائنها.

وتصنع إيمان حلوياتها ومعجناتها في مطبخها دون مساعدة أحد، تقوم بعرض الطلبيات بعد الانتهاء منها على صفحتها في الانستجرام ثم تقوم بتوصيل المنتجات والبضائع للزبائن بنفسها أو عن طريق مندوب.

وعن التحديات التي تمنعها من أخذ مشروعها للخطوة التالية وفتح محل خاص بمنتجاتها تقول العوفية: إن أكبر مشكلة تواجهها هي وجود رأس المال، والفوائد المبالغ فيها التي تتبع أخذ قروض سواء من البنوك أو بعض الجهات الداعمة، بالإضافة إلى العقبات المتعلقة بالتصاريح الرسمية والضرائب وارتفاع الإيجارات.

وناشدت إيمان التجار وكبار المستثمرين في السلطنة بالأخذ بأيدي أصحاب المشروعات المنزلية الصغيرة والتعاون معهم في سبيل تحقيق منفعة متبادلة للطرفين.

مندوبون تحت الطلب

وفي سبيل الوقوف إلى جانب أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، أسس خمسة شباب عمانيين شركة (مندوب) وهي شركة خاصة للتوصيل من خلال توفير مندوبين تحت الطلب من الباب إلى الباب، مما أسهم في تسريع توصيل المنتجات ووفر فرص عمل للشباب العمانيين الراغبين بالعمل كمندوبين بدوام جزئي.

وقال الحسين البحري، أحد مؤسسي شركة مندوب: إن الفكرة بدأت في عام 2015، حين قرر هو وزملاؤه مساعدة أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة على إيجاد مندوبين لتوصيل منتجاتهم إلى الزبائن في معظم محافظات السلطنة.

تقوم شركة مندوب باستقبال طلبات التوصيل من خلال التواصل معها عن طريق الهاتف أو تطبيق الواتس آب، ثم التنسيق بين المندوب والزبائن.

وأضاف البحري: إنه تم منذ السنة الماضية فتح باب الطلبات ليصبح غير محدود فاليوم أصبح بإمكان أي أحد طلب أي شيء من أي مكان ويتم توصيله له إلى المنزل مباشرة.