عمان اليوم

السلطنة ملتزمة بأن تصبح في عام 2024 خالية من الأمية

08 يناير 2018
08 يناير 2018

تدشين العقد العربي لمحو الأمية -

دُشن بالسلطنة أمس العقد العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار الذي اعتمدته جامعة الدول العربية (2015- 2024) ليكون عقداً للقضاء على الأمية في جميع أنحاء الوطن العربي بجميع أشكالها (الأبجدية، والرقمية، والثقافية)، بما يقتضي محو أمية جميع الأميين في الوطن العربي حتى عام 2024. وقد حددت السلطنة الفئة العمرية من (15-44) لتكون الفئة المستهدفة خلال مدة تنفيذ بنود هذا العقد. وتم تدشين العقد في احتفال أقامته وزارة التربية والتعليم بمسقط جراند مول صباح أمس الاثنين بمناسبة اليوم العربي لمحو الأمية والذي يصادف الثامن من يناير من كل عام برعاية سعادة سعود بن سالم البلوشي وكيل الوزارة للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية وبحضور ليلى بنت أحمد النجار مستشارة الوزيرة للبرامج التعليمية وعدد من المسؤولين بالوزارة.

ويشكل الأميون في الفئة العمرية من (15-44) ما نسبته 2% من إجمالي عدد الأميين في السلطنة حتى عام 2016، كما كان لتنفيذ هذا العقد عدد من الأهداف منها العمل على أن يتم بحلول عام 2024 تحرير جميع الأميين في الوطن العربي من الأمية، وتضييق الفجوة النوعية بين الجنسين في مجال محو الأمية، إضافة إلى تلبية حاجات التعلم لكافة الأميين من خلال إتاحة البرامج (التنموية - الثقافية- الاقتصادية) لتنمية التعلم مدى الحياة لاستدامة التنمية، إلى جانب تنوع مصادر الدخل، وتجفيف منابع الأمية ومكافحة الارتداد.

وقد أوصت الجامعة بسن التشريعات التي تضمن للطلبة الالتحاق بالعملية التعليمية في سن المدرسة، وتمنع التسرب داخل المنظومة التعليمية، وتشكيل لجان محو أمية وتعليم كبار داخل كل دولة تعنى بوضع وتقويم خطط استراتيجية للقضاء على الأمية خلال العقد، وتوفير الإحصائيات اللازمة في هذا الإطار، بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، إضافة إلى تعزيز بناء القدرات الوطنية التي تعمل في مجال محو الأمية وتعليم الكبار في الدول العربية، ووضع خطة إعلامية وطنية توظف شبكات التواصل الاجتماعي وكافة أجهزة الإعلام من أجل التوعية والتنظيم وحشد الطاقات لمواجهة مشكلة الأمية بالتزامن مع العقد العربي.

مشاركة فاعلة

وقالت لميس بنت عباس البحرانية المديرة العامة المساعدة لشؤون التربية والخاصة والتعليم المستمر بالمديرية العامة للبرامج التعليمية بالوزارة في كلمة الوزارة ألقتها خلال الاحتفال: إن السلطنة تشارك شقيقاتها الدول العربية الاحتفال باليوم العربي لمحو الأمية اعترافا منها بأهمية التعليم في تحقيق التنمية المستدامة للمجتمعات وإيمانا من وزارة التربية والتعليم بان القراءة والكتابة هما عنصران أساسيان لعملية توفير التعليم لجميع أفراد السلطنة، مشيرة إلى أن نشاط محو الأمية في السلطنة قد حظي باهتمام بارز من قبل المسؤولين والمعنيين بالوزارة منذ بدء النشاط في عام 1973 م وحتى الآن.

إنجاز غير مسبوق

وأشارت البحرانية إلى انه نظرا للجهود المستمرة التي تبذلها السلطنة في تخفيض نسبة الأمية ؛ تنفيذا لالتزاماتها الدولية التي وقعت عليها في مؤتمرات دولية تبنتها منظمة اليونسكو، ومنها مؤتمر«التعليم للجميع» والذي عقد بداكار في عام 2000م، والذي أوصى بتخفيض نسبة الأمية إلى 50% من معدلاتها الحالية بحلول عام 2015م، استطاعت أن تصل إلى هذه النسبة قبل حلول هذا العام، وقد بينت نتائج التعداد العام للسكان والذي أجري في عام 2003م أن نسبة الأمية في الفئة العمرية من 15-44 هي 9.1%، بينما نتائج التعداد الذي أُجري في عام 2010م بين أن نسبة الأمية بالسلطنة في عام 2016م قد بلغت 2% في الفئة العمرية نفسها، وهذا إنجاز كبير غير مسبوق يبين حجم الجهد والنشاط الذي تبذله وزارة التربية والتعليم في مكافحة الأمية».

البرامج الداعمة لمحو الأمية

واختتمت لميس البحرانية كلمتها بالإشارة إلى أهم البرامج والمشاريع الداعمة لمحو الأمية والمعمول بها في مختلف محافظات السلطنة، وقالت: إن الوزارة ماضية قدما من أجل الالتزام بتعهداتها الإقليمية والدولية والتي تنص على أن تصبح السلطنة في عام 2024م خالية من الأمية، ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف فقد قامت الوزارة بالتوسع في بعض البرامج الداعمة لمحو الأمية والمعمول بها حاليا كمشروع القرية المتعلمة، والمدرسة المتعلمة، ومشروع محو أمية ذوي الاحتياجات الخاصة، ومشروع الحي المتعلم، كما أن الوزارة قامت بداية هذا العام الدراسي باستحداث مشاريع جديدة، وابتكار صيغ حديثة لتسريع وتيرة القضاء على الأمية، ومن هذه المشاريع: مشروع محو أمية الأميين القاطنين في الجزر والقرى البحرية، كما تم البدء بإعداد الخطط لمشروع محو امية الأميين العمانيين العاملين بالقطاع الخاص».

وقدمت نوال بنت علي العجمية مشرفة محو أمية بدائرة التعليم المستمر بالوزارة عرضاً مرئيا تناولت فيه بالحديث مسيرة محو الأمية بالسلطنة، ومعدلات الأمية فيها حتى عام 2016م للفئة العمرية (10) سنوات، والفئات العمرية (15- 44) سنة، وقالت إن الإحصاءات الواردة من مركز الإحصاء الوطني للمعلومات بينت أن نسبة الأميين بين العمانيين في الفئة العمرية من 10 سنوات فأكثر حسب تعداد 1993 بلغت (41.2%)، في حين بلغت في عام 2003م (17.7%)، وفي العام 2001 بلغت نسبة الأمية ( 12.2%).

وفي ختام الحفل قام راعي المناسبة بتكريم المؤسسات المساهمة وعدد من العاملين بالتعليم المستمر من إداريين ومشرفين ومعلمي ومعلمات محو الأمية بديوان عام الوزارة ومديريات التربية والتعليم بالمحافظات.