1217348
1217348
الرياضية

خليجي 23 .. دروس آنية وآمال مستقبلية ونجاح منقطع النظير للكرة العمانية

08 يناير 2018
08 يناير 2018

إعداد - محمد زكـي -

ما أروع أن تصعد منصة التتويج، ولكن ما أصعب أن تحافظ عليها، فدومًا الحفاظ على النجاح أصعب من بلوغه، وهذا يقودنا إلى أن نقف لنرصد ونحلل أسباب معانقة «منتخب السلاطين» الكأس وليظل منتخبنا مرفوع الرأس ولنرسم الطريق لمواصلة النجاح الذي بدا عبقه الفواح، ولتستمر شمس الأحمر العماني بازغة في كل المحافل الرياضية الآسيوية والخليجية بل والعربية أيضًا وهي الأولى أن الاتحاد العماني لكرة القدم: من الضروري أن ينسب الفضل لصاحبه، فالاتحاد العماني برئاسة سالم الوهيبي عمل فنجح، وزرع فحصد، أحسن اختيار الجهازين الفني والإداري للمنتخب، وفر الإعداد الجيد، اهتم بالمسابقات المحلية، أفسح الطريق للجهاز الفني للعمل ولم يتدخل ولكن مع وجود المتابعة الدقيقة، وكان الحصاد رائعًا بمفاجأة الجميع في صمت وهدوء بتحقيق كأس الخليج الثانية، وبإذن الله مع السير على هذا الدرب لا نستبعد مفاجآت أخرى مع هذا الاتحاد في كأس آسيا بإذن الله 2019 بالإمارات، ولو أطلنا النظر أبعد من ذلك للتخطيط على مستوى أطول فالظروف الحالية على الساحة الخليجية إن استمرت كما هي عليه الآن فمن المحتمل أن تقام خليجي 24 داخل السلطنة وبالتالي لن ترضى الجماهير إلا أن تظل الكأس في أرض عمان وبالتالي على الاتحاد رؤية ذلك من الآن والعمل على تحقيقه بإذن الله.

والثانية خفض مستوى الأعمار فمنذ أن بدأ المدرب الهولندي بيم فيربيك رحلته الحالية مع المنتخب العماني في 13 ديسمبر 2016 قد سعى لخفض مستوى الأعمار السنية للمنتخب الأول وقد نجح في تكوين فريق متجانس يغلب عليه العنصر الشاب مع الحفاظ على بعض عناصر الخبرة مثل «كانو» (32 سنة)، والرزيقي (31 سنة)، وأيضًا جيل الوسط من أمثال علي البوسعيدي (26 سنة)، رائد إبراهيم (25 سنة)، وكذلك الشباب مثل خالد الهاجري، أحمد الرواحي (23 سنة) وهذه سمة المنتخبات القوية وجود الثلاثة أجيال في الملعب مع زيادة في جيل الوسط صاحب المجهود الوفير مع بعض الخبرات.

والثالثة مهنا سعيد تحت شعار «واثق الخطوة يمشي ملكا» فهو رجل هادئ واثق متزن، يتولى مهنا مهمة مساعد المدرب في جهاز فيربيك وهو ليس بغريب على المنتخب منذ أكثر من 6 (ست) سنوات كمساعد للمدرب منذ فترة العمل مع المدرب الفرنسي بول لوجوين، ثم أعاد اكتشاف نفسه عندما حصل مع المنتخب العسكري العماني على بطولة العالم العسكرية مطلع 2017، وعمل مع الجهاز الحالي للمنتخب العماني، مثل حلقة الوصل بين فيربيك وبين الكرة العمانية، واستطاع تقديم العديد من الأسماء الحاصلة معه على البطولة للمنتخب الأحمر مثل الرشيدي والمسلمي وغيرهم فهو الجندي المجهول، وبدون مبالغة فيعد واحدًا من أهم مفاتيح الفوز بخليجي 23.

الرابعة الانضباط الفني والتكتيكي فمن المعروف عن الهولندي فيربيك منذ بداياته التدريبية وحتى عندما قاد منتخب كوريا الجنوبية 2006، ثم أستراليا 2007، ثم المنتخب الأوليمبي المغربي من 2011 إلى 2014 أنه يهتم جدا بالانضباط التكتيكي داخل الملعب، وكذلك برفع معدلات اللياقة البدنية للاعبين مع تطبيقه لأسلوب الطاحونة الهولندية في تدوير الكرة وقد وضح ذلك جليا خلال البطولة حيث إن الجميع لاحظ تقارب خطوط المنتخب أثناء المباريات وهذا يساعد على تدوير الكرة والاحتفاظ بها وعدم فقدانها (المدرسة الهولندية)، وكذلك لاحظنا الارتفاع الملحوظ لمعدل اللياقة البدنية للاعبي الأحمر وخاصة في المباراة النهائية التي تطلبت جهدا مضاعفا. وإن عاب على الأداء بعض الأحيان لعب خط الدفاع على مصيدة التسلل من خلال تقدم الرباعي الخلفي للأمام، وهذه ربما تكون سلاحا ذا حدين فلربما تأخر أحد اللاعبين أو أخطأ مساعد الحكم فتكون النتيجة هدفا. ولكن الحمد لله أنه لم يحدث ذلك ونجح فيربيك في تنفيذ فكره في ظل مرونة ووعي تكتيكي من كل لاعبي الفريق.

الخامسة الكل في واحد: عملت جميع مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة على مساندة المنتخب فقدم البعض رحلات مخفضة أو مجانية، وتجشم البعض عناء السفر من وإلى الكويت، بل أصيب البعض في الكويت في المباراة النهائية، وقدم البعض مكافآت مادية أو عينية.

حضور الجمهور العماني، أشعل المدرجات بالأغاني، ورسم لوحة فنية تغنت بالأماني، رأى اللاعبون جماهيرهم وكأنهم يلعبون في مسقط فأبوا إلا أن يزأروا ويهبوا ليحصدوا الكأس ويعودوا من الكويت مرفوعي الرأس وبذلك ذاب الكل في بوتقة واحدة اسمها «منتخب عمان» أو «سامبا الخليج»، وهذه من وجهة نظرنا أهم أسباب التتويج بالكأس الغالية ولو سارت على الدرب عمان في البطولات ما عادت أبدًا خاوية، ومن الممكن أن يكرر العماني إنجاز الأزرق الكويتي بتحقيق اللقب الخليجي ثلاث مرات متتالية، فقد ألقوا البذور وعليهم رعايتها لانتظار جني الثمار وما أطيبها من ثمار بطعم الخلاص بمشيئة الله.