مواعيد الصلاة
ببساطة
حمدة بنت سعيد الشامسية -
ظاهرة الاكتناز هي المبالغة في تكدس المقتنيات، ساعد على تفاقمها ظاهرة الثراء المفاجئ الذي وجد بعض سكان المعمورة أنفسهم فيه، نتيجة الطفرة الاقتصادية، والذي جاء سريعا للبعض لم يتح للعقليات مواكبته، فأصبح لدينا ثراء مادي بدون ثراء فكري وحضاري يواكبه، فلم نعرف كيف نتصرف بهذه الأموال سوى بإنفاقها على المقتنيات المتنوعة، التي تعزز هويتنا ومكانتنا الجديدة التي ربطناها بالمال وحده، فأصبحنا نتفاخر بسياراتنا الفارهة وكثرة ملابسنا ومجوهراتنا وأدوات مطابخنا، التي فشلت في إدخال البهجة إلى نفوسنا، فاعتقدنا بأننا لو أكثرنا منها سنشعر بالبهجة، فأغرقنا حياتنا بماديات (رخيصة) دفنت تحتها فرحتنا الكبيرة التي كانت تستثار بأبسط الأشياء في (زمن الطيبين) .
لست مع من يتغنى (بزمن الطيبين بالطبع) فذلك زمن ساده الفقر والجهل وشظف العيش، وإن كان البعض ما زال يعيش فكرا وقلبا فيه، ليس سوى لأنه لم يستطع بعد التصالح مع الرفاهية الفجائية التي حلت عليه..
هي دعوة لتبسيط الحياة بمقتنيات أقل، لكن بجودة أعلى، وهو أمر قد يكون أقل ثمنا بكثير من تكديس حياتنا بمقتنيات رخيصة الثمن تستهلك قبل أن يتاح لنا استخدامها، فنجد أنفسنا بحاجة إلى استبدالها في غضون مدة قصيرة، خلافا للأغراض الجيدة والتي وإن كنت ستدفع فيها أكثر لكنك ستستخدمها لفترة أطول، وستمنحك شعورا أفضل بكثير أيضا، أو كما يقال (الغالي ثمنه فيه).
تبسيط الحياة يمكن أن يكون في الإدارة الأمثل للوقت، بحيث يتخلص المرء من المهام التي لا تضيف له شيئا، فاسحا المجال للأمور المهمة في حياته التي تثري الحياة وتضيف عليها البهجة.
قد يعني تبسيط الحياة أيضا تقليل عدد الأصدقاء من حولك، والاكتفاء بقلة ممن يضيفون لحياتك البهجة، ومن بالفعل تهتم لأمرهم بعيدا عن المجاملات التي تستهلك كما هائلا من طاقتك.
تبسيط الحياة ببساطة تعني تحسين نوع الحياة، وإزالة الفوضى منها، وتخفيف الأعباء منها، لهذا يشعر الكثيرون بالحرية عندما شرعوا في تبسيط حياتهم، لأن حملا كبيرا سقط من على كواهلهم، وليس أفضل من بداية العام لهذا.
