عمان اليوم

د.سعيد البوسعيدي: أفكار كثيرة خاطئة في المجتمع عن كيفية التعامل مع الحروق

07 يناير 2018
07 يناير 2018

التعامل مع 500 حالة حروق منها 200 حالة تنويم بمستشفى خولة -

أكد الدكتور سعيد بن سعود البوسعيدي استشاري أول جراحة التصحيح والتقويم ورئيس وحدة الحروق بمستشفى خولة أن عدد حالات الحروق التي يتم تنويمها سنويا في مختلف مستشفيات السلطنة يفوق 500 حالة منها أكثر من 200 حالة يتم تنويمها في وحدة الحروق المركزية بمستشفى خولة نصفها من فئة الأطفال دون سن العاشرة.

وقال «إن الحروق عبارة عن إصابة للجلد نتيجة التعرض للسوائل الساخنة أو التعرض للنار أو التعرض للمواد الكيميائية أو التعرض للتيار الكهربائي أو نتيجة التماس الجلد مع أجسام ساخنة، حيث تكون الإصابة بشكل أساسي في الجلد ولكن في بعض الأحيان تكون هناك إصابة في الأنسجة الأعمق، وتصيب الحروق أكثر من 20% من مساحة الجسم تسبب إصابة في مختلف أجهزة الجسم وقد تؤدي الى فشل بعض الأجهزة، كما أن الحروق الشديدة قد تؤدي الى الوفاة أو الى تشوهات مزمنة، وتقسم الحروق من حيث العمق إلى ثلاث درجات الدرجة عبارة عن إصابة لطبقة البشرة، وإصابة تكون في طبقة البشرة وجزء من طبقة الأدمة، والدرجة الثالثة فيها تكون الإصابة لكامل سمك الجلد.

وأوضح البوسعيدي أن معظم أسباب إصابات الحروق من الشاي أو القهوة أو أثناء غلي الأرز أو من الزيت الساخن وعادة تصيب الأطفال أثناء وجودهم في المطبخ، وعمق الحرق في هذه الحالات يعتمد على مدة التعرض ودرجة الحرارة ونوعية السائل حيث إن الزيوت تسبب إصابات أعمق، والتعرض المباشر للنار يحصل أحيانا أثناء الطبخ حيث إن النار عندما تلامس الملابس تنتشر بسرعة وتسبب إصابات شديدة وقد يحصل أحيانا عند استخدام البخور، أو يصاب الأطفال عند اللعب بأعواد الثقاب.

وأضاف أن «الحروق الكيماوية تحدث نتيجة المواد المستخدمة في البيوت لتسليك المواسير، وهذه المواد تكون على شكل بودرة او سائل، كذلك عدم التعامل بحذر مع هذه المواد وعدم قراءة التحذيرات المكتوبة، وهناك أيضا الحروق الكهربائية وتحدث للكبار عند التعامل مع الأسلاك أو الأطفال عند اللعب بمخارج الكهرباء ولا تسبب ضررا كبيرا للمصاب، لكن إصابات فرق الجهد العالي تكون شديدة وقد تؤدي الى الوفاة نتيجة توقف القلب أو الى فقد الأطراف، وبينما الحروق الأخرى تحصل عند لعب الأطفال بالأدوات الكهربائية او ملامسة الفحم الساخن.

وقال: إن من الإصابات الخطيرة التي تحدث في السلطنة بسبب انفجار الغاز خلال تسربه في المطبخ لمدة طويلة وتكون الإصابات الناتجة مميتة في معظم الأحيان ومن السهل تجنبها بإغلاق الأسطوانة بعد الانتهاء من الطبخ.

وأكد على أنه من الضروري المعرفة بالإسعافات الأولية للحروق لتقليل شدة الإصابة حيث أن هناك كثير من المفاهيم الخاطئة لدى الناس باعتقادهم أن وضع بعض المواد الموجودة في البيت على الحروق يساعد على تقليل آثارها، مشيرا الى أن الإسعافات الأولية تعتمد على نوعية الإصابة ففي البداية يجب إخراج المصاب من مكان الدخان في حالة وجوده، وإغلاق مصدر الكهرباء في حالة الإصابة الكهربائية وفي حالة وجود النار في الملابس على المصاب مباشرة أن ينام على الأرض ويتقلب يمنة ويسرة حتى تنطفئ النار ثم يجب إزالة الملابس المحروقة، بعد ذلك يجب صب الماء البارد (وليس الثلج) على الحرق لمدة 20 دقيقة على الأقل ويفضل أن تكون درجة حرارة الماء حوالي 15 درجة مئوية ويجب التوقف عن صب الماء في حالة انخفاض حرارة الجسم أقل عن 35 درجة مئوية. وبالنسبة للحروق الكيماوية فيتم التعامل معها بطريقة مختلفة حيث يجب إزالة البودرة في البداية وذلك لأنها تتفاعل مع الماء وفي حالة صب الماء عليها مباشرة فهذا يؤدي الى تفاقم الإصابة. بعد إزالة البودرة بشكل كامل يتم صب الماء ولكن لفترة أطول.

وأضاف: بعد الإسعافات الأولية أو خلال تقديم الإسعافات الأولية يجب أخذ المريض الى أقرب مستشفى حيث تتم المعاينة، وفي حالة الحروق التي تغطي مساحة أكثر من 10% من الجسم يحتاج المريض الى سوائل عن طريق الوريد، أما في حالة الحروق العميقة يحتاج المريض لعمليات ترقيع جلدي حيث يتم أخذ الرقعة من الأجزاء السليمة غير المصابة.

وأكد أن ما يجب معرفته عن الحروق العميقة أنها تترك أثارا لا يمكن التخلص منها لذلك يجب أن يكون هنالك وعي بالمشكلة وتجنبها، بالإضافة الى أن الآثار والتشوهات قد تسبب انكماشات حول المفاصل وهذا يستدعي عمليات أخرى لعلاج الانكماشات، ويستدعي تضخم الندب استخدام لبسة ضاغطة لفترة لا تقل عن سنة. وأكد ضرورة ان يكون عند الفرد إدراك ووعي بالمسببات ويجب أخذ جميع الاحتياطات اللازمة خاصة أهمية أن يكون الأطفال بعيدين عن المطبخ والسوائل الساخنة وإبقاء أعواد الثقاب بعيدة عنهم وكذلك المواد الكيماوية، كما يجب أن لا يقترب الأطفال من آلات الجري الرياضية الموجودة في البيت إضافة الى إبعاد الآلات الكهربائية بعيدة عنهم وعلى الكبار أخذ الحيطة عند الطبخ وعلى المرأة استخدام ملابس طبخ غير قابلة للاشتعال. كذلك عند استعمال البخور يجب أخذ الحيطة أن لا تلامس النار الملابس. كما يجب إغلاق أسطوانة الغاز بعد الطبخ واستعمال أدوات كشف الدخان والغاز، بالنسبة للمواد الكيماوية وخاصة مسار الأنابيب المسدودة فيجب قراءة التعليمات بعناية شديده ويجب أخذ الحيطة عند استخدام هذه المواد وإبقائها في أماكن آمنة في حالة التخزين.