saltan
saltan
أعمدة

قلم بلا حبر: فعلوها رجال عُمان

07 يناير 2018
07 يناير 2018

سلطان الحوسني -

[email protected] -

ليال استثنائية عاشتها عُمان عانق فيها إبداع نجوم منتخبنا الوطني وإحساس الجماهير الغفيرة سماء الكويت الشقيقة وأنتج لنا أمسيات تثبت أنّ الشباب العُماني قادر على صنع لوحات فنية نادرة ومبدعة عنوانها التوهج والتميز والإبهار والإنجاز.

ليال شهدت عروضا كروية متقنة تجلت فيها الواقعية التي استنهضت روح الأمل والإيجابية لشباب عُمان وهم يرتقون بفنونهم وإبداعاتهم في المستطيل الاخضر وخلفهم جماهير مُبهرة تدفعهم بعطاء مخلص لا تفارق الجدّية ملامحهم منذ الانطلاقة وصولاً لليلة المنشودة التي عانقوا فيها كأس البطولة التي احتضنها مجمع السلطان قابوس الرياضي في احتفالية رسمية وشعبية بديعة رسمتها وزارة الشؤون الرياضية في لفتة متقنة.

ليال كويتية خليجية تجسدت فيها ملحمة بين مكونات المجتمع العُماني بنفوس حالمة قفزت الى الأعالي بطموحات شعب متعطش للإنجاز الذي تحقق وكان أبطاله صناع الحدث الذين تجاوزوا العقبات بخطوات واثقة ووثابه لِصناعة الفرح بثقة وبذل وعمل صحيح ليقتحموا القمة ويصلوا الى دائرة الامتياز بمرتبة الشرف، معلنين بتكاتفهم وتعاضدهم اعتلاء عرش الخليج كروياً.

لم يكن الأمر يسيراً، ولم تكن الطريق ممهدة، ولكن كان خلف الإنجاز أصحاب هِمم ترابطوا وتعاونوا وتناصحوا وتناصروا ليكونوا أسبابا ساهمت بقوة في هذا النمو الفائق لمنتخب أبهر وأنجز، وكما يقول المثل العربي « لا يعجز القوم إذا تعاونوا» فكان أبناء عُمان متعاونين جميعاً ( جهات رسمية وقطاع خاص وأفراد ووسائل اعلام ) لأن ما يجمعنا كان عُمان قابوس وكفى بذلك سبيلاً لنكون لحمه واحدة.

وكما هو معلوم بأن صناعة الإنجاز ليست من الإعجاز لكن من العدل أن نخلع المصر تقديراً لإدارة الاتحاد لأنهم تحملوا على عاتقهم حمل الأمانة وعبء المسؤولية حينما رأوا في المستقبل ما لا يراه الآخرون وصنعوا تأسيسا لمستقبل مشرق للكرة العُمانية، وجعلوا الأبصار تتساقط على عُمان وشبابها الذين نثروا التألق وروح الكفاح ولم ينتظروا الفرص بل صنعوا الفرص لأنهم من صنيع قائد فذ زرع في أبنائه إرادة التحدي والعمل الجاد وبذل العطاء للوطن الذي دائماً ما يراهن على ابنائه وولائهم وتضحياتهم لتكون عُمان الرقم واحد.

وفي غمرة الليالي الاستثنائية التي نعيشها ونشوة الأفراح التي تعانق أجواء الوطن للإنجاز الذي تحقق للأسباب التي تعلمونها، علينا أن ندرك بأننا بحاجة الى أن نبني لمستقبل رياضتنا قواعد راسخة وليس أماني وقصورا من الرمل سرعان ما تنهار، وعلينا أن نقمع كل مسببات التراجع والانكسار متخذين مما تحقق مدخلاً نستمد منه ونستلهم لرؤية مستقبلية للرياضة العُمانية، ولنا فيما مضى من تجارب دروس وعِبر.

وبما أنهم فعلوها رجال عُمان ونجحوا في تعزيز التلاحم والترابط بين كافة أطياف المجتمع علينا أن نكون واضحين كوضوح الشمس فالتفاعل الجماهيري والرسمي الذي تم يعطينا رسالة واضحة بإمكانية نجاحنا إذا ما استثمرنا بشكل صحيح في القطاع الرياضي وشبابنا الرياضيين لتحقيق العديد من المكاسب التي لمسناها من تفاعل عُمان من مسندم الى ظفار مع ما فعله رجال قابوس العز والفخر واعتلاء عرش الخليج كروياً.

■ ■ آخر سطر ...

لا يتـــــــم عمل والتعاضـــــد مفقـــــود ولا يكـــــون فشل والاتحاد موجود.