1215346
1215346
الرياضية

هـنيئـا للسلطنـة هـــــؤلاء النجوم الأبطال

06 يناير 2018
06 يناير 2018

المستديرة تقول لا .. وإرادة الشجعان تصنــــــع الانتصار وترفـع راية عــمان بلقـب الخليج -

ظهرت النوايا مبكرا في المباراة النهائية بين منتخبنا الوطني والمنتخب الإماراتي في نهائي بطولة خليجي 23 بحثا عن الأهداف، من خلال الأداء السريع وسعي كل فريق لخطف هدف مبكر سيكون له تأثيره الإيجابي على مسار المباراة بالنسبة له وحاول منتخب الإمارات أن يشكل خطورة في الدقائق الأولى من خلال إرسال الكرة للمهاجم احمد خليل إلا أن فهمي وسعد سهيل نجحا في استخلاص الكرة منه. رد منتخبنا الوطني سريعا على محاولة الإمارات وقاد هجمة منظمة انتهت بضربة ركنية سددت من دون أن تشكل أي خطورة على مرمى الحارس الإماراتي، ومرة أخرى حاول سعد سهيل تسديد كرة من خارج المنطقة وذهبت سهلة إلى حارس المرمى. وعند دخول المباراة إلى الدقيقة العاشرة قام قائد وسط المنتخب الإماراتي عمر عبد الرحمن بمحاولة لتمرير الكرة عبر العمق لزميله خليل إلا ان الدفاع الأحمر كان يقظا ونجح بامتياز في استخلاص الكرة. واستمر الأداء بين الفريقين في تناقل اللاعبين للكرة هنا وهناك مع تواجد كثيف في خط الوسط بين نوايا دفاعية واضحة وتركيز على منع الكرة من الوصول إلى المرمى أو ينجح أي فريق في صناعة هجمة خطيرة.

ضغط منتخبنا في الدقيقة الثانية عشرة واستمر يضغط على منتخب الإمارات لأكثر من دقيقتين وكسب ضربة ركنية ثانية وهو ما فرض على منتخب الإمارات التراجع للوراء ليحمي منطقته من المحاولات الهجومية الحمراء. وتواصل الضغط الأحمر بقوة لتنتج عنه ضربة ركنية ثالثة في ربع الساعة الأولى سددها محسن جوهر وقفز نحوها اللاعب خالد الهاجري لكنه لعبها عالية مرت فوق العارضة، ليحدث الضغط الأحمر ارتباكا واضحا في أداء الدفاع الأبيض ينتظر فقط اللاعب الذي يستطيع الاستفادة منه في ترجمة السيطرة والضغط بهدف مبكر وهو ما لم يحدث في تلك الأثناء. واستفاد منتخبنا الوطني من تنظيمه الجيد وانتشاره الكبير في الملعب والضغط على أي لاعب إماراتي يحمل الكرة وسيطر على الملعب، مع بعض المحاولات المتقطعة للمنتخب الإماراتي أبرزها التسديدة القوية للمهاجم أحمد خليل والتي مرت يمين حارس المرمى فائز الرشيدي، وبعدها بثوان انطلق اللاعب حارب السعدي بقوة من الجهة اليسرى وتوغل حتى اقترب من حارس الإمارات خالد عيسى إلا أن المدافع الإماراتي خليفة مبارك أبعدها للزاوية ليصبح عدد الضربات الركنية في ثلث الساعة الأولى أربعة.

فرص حمراء

تهيأت فرصة جيدة للأحمر من المخالفة التي لعبها سعد سهيل بإتقان داخل منطقة مرمى الإمارات وحاول الهاجري الاستفادة منها وتحويلها إلى الشباك البيضاء إلا أن الكرة ذهبت ضعيفة إلى خالد عيسى حارس الإمارات. وبدأ الأحمر الأفضل في المباراة وتعامل مع معطياتها وظروفها بصورة طيبة فقط كان ينقصه أن يحول أفضلية الملعب إلى أفضلية في النتيجة وهو ما ظل يمثل رحلة بحث نجوم منتخبنا الوطني عبر العديد من المحاولات التي شكلت خطورة على مرمى الإمارات ولكن في ظل غياب اللمسة الأخيرة القاتلة.

اعتراض على التسلل

تعالت الصيحات والهتافات والاعتراضات عندما انفرد محسن جوهر بالحارس الإماراتي وكان على وشك وضع الكرة في الشباك إلا أن راية الحكم الكويتي المساعد أوقفته بحجة التسلل. ورد مهاجم الإمارات مبخوت الذي كان غائبا تماما بفضل التغطية السليمة لدفاع منتخبنا الوطني وسدد كرة قوية مرت فوق القائم مع متابعة الحارس فايز الذي لم يتركها إلا بعد أن اطمأن على أنها بعيدة عن شباكه. كسب المنتخب الإماراتي أول ضربة ركنية له عند الدقيقة 30 بعد أن حاول الاستيقاظ والعودة للمباراة وسط تشجيع جماهيره التي كانت تشعر بخطورة موقف فريقها وهو يواجه الضغط الأحمر المتواصل.

استعاد منتخب الإمارات بعض توازنه وبات يشارك منتخبنا في السيطرة على الكرة ومحاولة البحث عن الوصول إلى الشباك الحمراء ولكن دون أي خطورة تذكر بفضل التنظيم الدفاعي الجيد للاعبي خط الظهر الأحمر.

هدنة بقرار الحكم

توقفت المباراة لتأخذ هدنة من السباق الساخن بين الفريقين عندما اصطدم حارس مرمى الإمارات باللاعب خالد الهاجري في لعبة مشتركة ليوقف الحكم اللعب ويستدعي رجال الإسعاف للاطمئنان على سلامة الثنائي. ولم يترك اللاعب خالد الهاجري الهدنة التي كان احد أسبابها لتستمر وذلك عندما أرسل صاروخا أرضيا عند مشاهدته خروج حارس مرمى الإمارات من منطقته إلا أن الكرة مرت بجوار القائم وسط حسرة الجمهور العماني. واستمر الأداء ما بين الهدوء تارة، والإثارة تارة أخرى مع تركيز واضح عند كل فريق على الشق الدفاعي وفي الوقت ذاته محاولة استغلال أي فرصة تتهيأ وخطف هدف ينهي استمرار نتيجة التعادل.

فرصة ترجيح الكفة

كاد محسن جوهر أن يكون صاحب الهدف الذي ينهي حالة التعادل عندما سدد كرة قوية وهو في وضعية جيدة لكنها مرت إلى رمية جانبية وسط حسرة ودهشة مشجعي منتخبنا الوطني. وكانت فرصة الجوهر الضائعة هي آخر أحداث الشوط الأول لينتهي بالتعادل السلبي مع أفضلية حمراء متفق عليها وسيطرة شبه كاملة كان ينقصها وضع الكرة بين الخشبات الثلاث وترجيح الكفة في الخمس وأربعين دقيقة الأولى من نهائي البطولة.

هيا يا سعد هيا

بدأت المباراة في شوطها الثاني تحمل فواصل الإثارة التي انتهت عليها وركض بسرعة للفريقين مع أفضلية نسبية للأحمر. وعند حلول الدقيقة خمسين تقدم سعد سهيل بالكرة بمجهود كبير واخترق دفاعات المنتخب الإماراتي حتى بات على بعد ثلاثة أو أربعة أمتار من الشباك البيضاء وسدد الكرة بكل قوته والكل يتابعها من جمهور منتخبنا يهتف ويردد هيا يا سعد هيا، إلا أن التسديدة القوية ذهبت بعيدة عن الشباك لتضيع فرصة هدف مؤكد للأحمر. وبعد فرصة سعد اشتعل الملعب وتحول لقطعة من نار بالنسبة للاعبين والجماهير التي تتابع حركة كل لاعب معه الكرة في انتظار أن يشاهدوا الشباك تهتز وهو ما بات صعبا رغم المحاولات المتكررة للفريقين، بسبب الأداء الدفاعي القوي الأبيض والأحمر.

رفض مع سبق الإصرار

مرة أخرى يحصل منتخبنا على فرصة ذهبية لوضع حد لنتيجة التعادل والتقدم في المباراة عندما تقدم الثنائي الهاجري وحارب بكرة من هجمة مرتدة وتصل الكرة إلى محسن جوهر وهو داخل منقطة مرمى الإمارات وسدد كرة رأسية أبعدها الحارس إلى ركنية.

توالت إضاعة الفرص بصورة مزعجة من جانب منتخبنا وكأن الكرة تقول لا لنجوم الأحمر الذين كانوا أكثر إصرارا للوصول إلى الشباك البيضاء. ويتجدد موعد إضاعة الفرص مرة أخرى عن طريق اللاعب حارب السعدي الذي انفرد بالكرة التي وصلته من اللاعب أحمد كانو وواجه المرمى وكانت الزاوية أمامه مفتوحة ليسدد الكرة بعيدة عن الخشبات الثلاث. رغم الفرص المهدرة بصورة متوالية لمنتخبنا الوطني إلا انه كسب المزيد من الثقة والمعنويات وضاعف من قوته من اجل ان تبستم له الكرة وتهديه هدفا كان يستحقه بفضل السيطرة والمحاولات المتكررة على مرمى الإمارات.

هدوء ينتظر العاصفة

اتجهت المباراة في دقائقها التي تلت الفرص الضائعة لمنتخبنا الوطني إلى بعض الهدوء مع تواجد الكرة في معظم الأحيان في وسط الملعب وسعي مشترك للسيطرة على الكرة وصناعة فرص حقيقية تسفر عن الهدف. ووجد رائد إبراهيم كرة جاءته وهو في مواجهة المرمى لكنه سددها ضعيفة لم يجد الحارس الإماراتي خالد عيسى صعوبة في استلامها. وتقاسم الفريقان الأداء مع عبور المباراة الدقيقة 75 بعد أن تراجعت سيطرة الأحمر قليلا وكذلك محاولاته الهجومية التي ظلت تضع منتخب الإمارات تحت ضغط مستمر وتراجع لتأمين منطقة دفاعه.

عودة الضغط

عاد الأحمر من جديد لمواصلة الضغط على مرمى الإمارات مع دخول الدقيقة 80 ومع دخول اللاعب سعيد الرزيقي الشلهوب ووضع الدفاع الإماراتي ومن خلفه حارسه تحت ضغط رهيب ومتواصل ليكسب ضربتين ركنيتين على التوالي.

وخلال تلك الدقائق تهيأت للأحمر فرص جيدة كانت كفيلة بأن تقوده لحسم اللقاء في الوقت القاتل إلا أن المستديرة رفضت أن تطاوع أيا من لاعبيه الذين أكثروا من التسديد وجرّب عدد كبير منهم حظه عسى ولعل أن يكون هو صاحب اللمسة الأخيرة المفرحة لجماهيره.

وحاول عمر عبد الرحمن (عموري) أن يستغل خطأ دفاعيا للاعب فهمي ويسجل هدفا إلا أن الكرة لم تخرج من قدمه قوية ولم تجد من يتابعها بعد أن كانت الشباك خالية لاشتراك فايز في اللعبة المشتركة مع المسلمي وعموري.

«الأخطبوط» في الموعد

عند دخول المباراة دقائقها الحاسمة والأخيرة احتسب الحكم ضربة جزاء ضد منتخبنا الوطني اثر مخالفة مع اللاعب مبخوت وسط احتجاجات لاعبي الأحمر وقائدهم أحمد كانو إلا ان القرار كان نهائيا. تقدم عموري لتسديد ضربة الجزاء وسط فرحة إماراتية تنتظره وضع الكرة في الشباك ليحسم المباراة إلا أن الحارس الأخطبوط فايز كان في الموعد وتصدى للكرة بيقظة وبراعة وحسن توقيت قبل المعادلة، ليشعر جمهور الإمارات بالحسرة وتنتقل الفرحة لجماهيرنا التي تسيدت الملعب وهي تهتف لفايز البطل الذي أفسد الفرحة الإماراتية ورفض أن تنتهي المباراة بسيناريو الدور الأول ذاته. ومع تألق فايز ونجاحه الباهر في منع منتخبنا من الخسارة انتهى الزمن الأصلي للمباراة بالتعادل السلبي ليستمر السباق الساخن في شوطين إضافيين.

معنويات عالية

دخل منتخبنا الوطني الشوط الإضافي الأول بروح معنوية عالية استمدها من تألق حارسه فايز الذي أعاده إلى المباراة بعد أن كان على وشك أن يخسرها ويخسر فرصة الفوز بلقب البطولة الخليجية. وسعى الأحمر إلى اللعب بهدوء والعمل على التحضير الجيد الذي يساعده في الوصول إلى الشباك البيضاء وظل يتناقل الكرة في تمريرات قصيرة محاولا إيجاد مساحة وكسر تكتل دفاع الإمارات. ومرة أخرى تلوح فرصة للأحمر وترسل كرة عكسية داخل منطقة الإمارات يقفز نحوها الهاجري ويلعبها بعيدة عن المرمى.

ويحتسب الحكم الكويتي مخالفة على مهاجم الإمارات الحمادي على بعد سبعة أمتار تقريبا من مرماه ليتقدم إليها اللاعب محسن جوهر ويسددها بإتقان نحو المرمى ليبعدها الحارس بفدائية إلى الزاوية ومعها جاءت صافرة نهاية الشوط الأول.

تهديد أبيض

مع بداية الشوط الإضافي الثاني تهيأت فرصة إماراتية للاعب الحمادي الذي توغل إلى داخل منطقة الدفاع الحمراء واقترب من الحارس فائز وسدد كرة أرضية مرت بجوار القائم ولامست الشباك من الخارج مما أوهم جماهير الإمارات أنها دخلت الشباك ليتضح لهم أنها تهديد أبيض. ورد الرزيقي بهجمة سريعة أخرى انتهت بإخراج مدافع الإمارات الكرة إلى الزاوية وتسدد ولكنها لا تشكل الخطورة المطلوبة. ومنحت الفرصة البيضاء الضائعة منتخب الإمارات بعض الثبات في المباراة وسيطر بعض الشيء على الكرة في محاولة لإيقاع المباراة التي تذهب دقائقها إلى نهاية الشوط الإضافي الثاني من عمرها. واستمرت الدقائق الأخيرة هادئة، نتيجة الإرهاق والتعب الذي تأثر به اللاعبون لاستمرارهم في المباراة لأكثر من 120 دقيقة لتنتهي المباراة بالتعادل في نصف الساعة الإضافية ويتحول الحسم إلى ضربات الترجيح.

الثقة والثبات يقودان فايز

لقلب التوقعات

أحدث صد الحارس الأخطبوط فايز لضربة الجزاء التي احتسبها الحكم الكويتي من دون وجود أي مخالفة في إحداث تحول كبير في المباراة. أصاب الإحباط لاعبي الإمارات الذين كانوا قاب قوسين أو أدنى من الاحتفال والاقتراب خطوة كبير من اللقب، مع اقتراب المباراة مع نهايتها عند احتساب ضربة الجزاء. واستفاد الأحمر من ضياع ضربة الجزاء واكتسب جرعات معنوية عالية وزادت فرصته في الفوز باللقب وهو ما حدث في ضربات الترجيح. واستحق فايز نجومية المباراة وأن يكون رجلها الأول بفضل ثباته وثقته اللتين مهدتا الطريق أمام المنتخب الوطني ليعانق التاريخ ويتوج باللقب.

كانو صمام أمان كالعادة ..

خبرة وقيادة سليمة

واصل قائد المنتخب الوطني احمد كانو تقديم المستويات الفنية الكبيرة، من دون أن يتأثر بتذبذب المستوى رغم العبء الكبير الملقى عليه في خط الوسط والقيام بدوره في مساندة الدفاع وتشكيل العمق الدفاعي في بعض الأحيان ودعم الهجوم عبر التمريرات وصناعة الفرص للمهاجمين. ونجح كانو في أن يبرهن على أنه يجيد الأداء القوي والقيام بواجباته على أفضل ما يكون داخل الملعب أو خارجه بوصفه قائد الفريق ويمثل عنصر الخبرة فيه. واستحق كانو الفوز بجائزة أفضل لاعب في البطولة بعد العطاء الطيب الذي قدمه في بطولة كأس الخليج وتوج جهده بالمساهمة في قيادة الأحمر للفوز باللقب.