كلمة عمان

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين

06 يناير 2018
06 يناير 2018

في خطوة أخرى جديدة ، تزيد من الضغوط الأمريكية على الحكومة الفلسطينية في رام الله ، وعلى المجتمع الفلسطيني، وكل الفلسطينيين، في الأراضي المحتلة عام 1967 وفي المخيمات الموجودة بلبنان وسوريا والأردن كذلك، قررت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف مساعداتها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا ) حتى يعود الجانب الفلسطيني إلى طاولة المفاوضات مع اسرائيل، ومن ثم أوقفت 125 مليون دولار مساعدات أمريكية لوكالة الاونروا هذا العام .

ومع أهمية وضرورة التأكيد على حقيقة أن توقف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية منذ عام 2015 ، لم يكن بسبب رفض الفلسطينيين، ولكنه كان بسبب إصرار اسرائيل وحكومة نتانياهو على الاستمرار في عمليات الاستيطان ، في الضفة الغربية والقدس المحتلة ، ورفض التوقف عن ذلك خلال المفاوضات ، وهو أمر لا يضع الفلسطينيين فقط أمام أمر واقع يرفضه العالم ، الذي اعتبر في قرارات دولية أن الاستيطان يعرقل جهود السلام، ولكنه يصادر المستقبل من خلال زيادة الاستيطان وقضم مزيد من الأراضي وتهويدها .

وفي ضوء ذلك فإن القرار الأمريكي بقطع المساعدات الأمريكية عن وكالة ( الاونروا ) هو قرار موجه في الواقع ضد ملايين اللاجئين الفلسطينيين، في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي قطاع غزة وفي مخيمات سوريا ولبنان والأردن، صحيح أنه يحدث ضغطا ويرتب مزيدا من الأعباء على حكومة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولكنه يسبب في الواقع مشكلات اقتصادية واجتماعية وصحية وتعليمية أكبر بالنسبة لجموع الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية، حيث إنه من المعروف أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، تقوم بتقديم مساعدات الإغاثة بمختلف أشكالها للفلسطينيين في المخيمات، وإن الوكالة تعتمد في تمويلها على التبرعات والمساعدات الطوعية التي تقدمها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

وإذا كان معروفا أن وكالة الأونروا ، التي أنشئت في عام 1950 ، في إطار الأمم المتحدة ، وتواصل عملها الإغاثي حتى الآن ، قد تعرضت لمشكلات كثيرة بسبب محدودية الموارد ، وبسبب ضغوط حكومة نتانياهو عليها ، فإنه من المؤكد أن قطع المساعدات الأمريكية عنها سيسهم في تفاقم المشكلات التي تواجهها خلال الفترة القادمة. وبغض النظر عن أصوات إسرائيلية دعت إلى إنهاء عمل وكالة ( الاونروا )، فإن هناك أصواتا اسرائيلية أخرى تعارض ذلك، إدراكا لأهمية دور ( الاونروا ) وخوفا من أن تدهور أوضاع الفلسطينيين بشكل أكبر، لن يكون في صالح اسرائيل ، ولا في صالح السلام والاستقرار في المنطقة. ولذا فإنه من الأهمية بمكان العمل، وبكل السبل الممكنة ، للإبقاء على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، بل ودعمها قدر الإمكان لتقوم بدورها الإغاثي، وليس خنقها لصالح حكومة اسرائيل، التي تريد التوسع الاستيطاني بكل السبل وبرغم أية إدانات دولية لذلك، إذ يكفيها، فيما يبدو، التأييد الأمريكي لها !