صحافة

الألمانية: حوار الكوريَّتَين

06 يناير 2018
06 يناير 2018

بعد أن دعا الزعيم الكوري الشمالي إلى تحسين العلاقات بين الكوريتين، عَرَضت كوريا الجنوبية على النظام الكوري الشمالي أن تبدأ بينهما علاقات جديدة مبنية على حوار بنَّاء.

تعليقاً على هذا التطور الجديد الإيجابي كتبت جريدة «هاندلسبلادت» الألمانية أنَّ الاقتراح الكوري الشمالي سيعيد كوريا الشمالية بسرعة إلى موقعها داخل المجتمع الدولي و سيخفف من التشنُّج القائم في شبه الجزيرة الكورية حيث يقلق الخبراء الاستراتيجيون في كوريا و اليابان من الاتفاق الذي تناقشه حالياً الولايات المتحدة مع الصين دون أن تأخذ بعين الاعتبار مصالح حلفائها بما يخص مضمون هذا الاتفاق بالذات.

الجريدة الألمانية تعتبر أنَّ أية محاولة للتقريب بين الكوريتين هي بحد ذاتها شأن دولي جيِّد ينهي الصمت المطبق الذي سيطر على علاقات الدولتين منذ سنتين و حتى اليوم على الرغم من سياسة الردع التي اتُّبِعت.

هذا المسار الجديد كان لا بد من اتِّباعه منذ البداية، أي مسار محاولة جعل المجتمع الدولي مساحةً يتحول فيها النظام الكوري الشمالي من دولة مُعاندة إلى دولة تتحاور.

الجريدة الألمانية تختم تحليلها بالإشارة إلى أنَّ الحرب ليست في مصلحة كوريا الجنوبية، و أنَّ منحَ الديبلوماسية فرصة هو شأنٌ مفيد ليس فقط للكوريتين بل للمجتمع الدولي ككل.

في الشأن الداخلي الألماني، تناولت جريدة «درتاغشبيغل» الألمانية موضوع الأفعال الجرمية، أو أعمال العنف، التي قام بها لاجئون إلى ألمانيا، وهي أعمال كانت موضع إحصاء دقيق طلبته السلطات الألمانية الفيدرالية.

الجريدة الألمانية تلفت إلى أنَّ الدراسة الإحصائية تعكس بكل وضوح شوائب سياسة الهجرة التي اتَّبعتها حكومة المستشارة أنجيلا ميركل.

إنها سياسة لم ترتكز على قوانين واضحة بخاصة لأنها سمحت بدخول المهاجرين و اللاجئين لأسباب اقتصادية.

السوريون اللاجئون إلى ألمانيا تعترف السلطات بأحقيَّتهم بالإقامة بفعل هربهم من مخاطر الموت و الحروب.

في المقابل هنالك لاجئون توافدوا إلى ألمانيا وهؤلاء لم يكونوا في خطر و لا وقعت بلادهم تحت نيران الحروب و لا اضطهدتهم سلطاتهم الرسمية، بل هم اختاروا اللجوء إلى أوروبا ضمن موجات توافد اللاجئين كي يكسبوا المسكن و الخدمات الاجتماعية و الصحية على المدى القصير ثم الإقامة ومتابعة الحصول على الرعاية و المساعدات على المدى الطويل، وهذا ما لا يروق للكثيرين من الألمان.

تضيف اليومية الألمانية أن التوتر السائد بين بعض فئات الشعب الألماني و اللاجئين أدَّى إلى العنف المتكرر الذي صار يوصف بالاعتداء و أحياناً بالإرهاب.

أما بالنسبة للعنف، فتشير اليومية الألمانية إلى أن الحل ربما يكمن في توفير فرص العمل والتأهيل المهني فينخرط اللاجئون في المجتمع و يخضعون معه للقوانين وهذا ما طرحته منذ البداية المستشارة أنجيلا ميركل وقد قامت بعض البلديات منذ العام 2016 بتشغيل لاجئين عديدين في مجالات العمل البلدي.

لكن، و على الرغم من الإرادات الطيبة، ما لبثت هذه البلديات أن أدركت أنها لن تتمكن من تشغيل مليون لاجئ توافدوا إلى ألمانيا في غضون سنة.

في ختام تحليلها، تشير اليومية الألمانية إلى استحالة حل مشاكل اللجوء قبل سنوات طويلة ودعت الجريدة حكومة ألمانيا إلى سن القوانين الجديدة و الإسراع في ايجاد الحلول القانونية لمشاكل العنف و الإقرار بأن الاستقبال اللا محدود للاجئين كان خياراً متسرعاً ومفاعيله ما لبثت أن ظهرت بسرعة والدليل على ذلك ورد في الإحصاء الذي بيَّن النسب العالية لأعمال العنف الصادرة عن اللاجئين.