صحافة

الحياة الجديدة : شعب لا يعرف اليأس سينتصر

05 يناير 2018
05 يناير 2018

في زاوية مقالات وآراء كتب باسم برهوم، مقالاً بعنوان: شعب لا يعرف اليأس سينتصر، جاء فيه:

مائة عام من الصراع مع الصهيونية وداعميها والمتواطئين معها، مائة عام من التضحيات، والشعب الفلسطيني لم يرضخ ولم يستسلم، وأكثر من ذلك، لا يبدو عليه التعب. كلام الرئيس محمود عباس في الذكرى 53 لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، وكلام فتح، يؤكد على مواصلة الكفاح حتى يحمل الصهاينة المحتلين أسماءهم وينصرفوا.

من لم يلاحظ هذه الحقيقة، بعد كل هذا الصراع الطويل والمرير، هو نتانياهو وحكومته العمياء بالتطرف والعنصرية، وترامب وإدارته اليمينية الذين اعتقدوا انهم «بوعد القدس» يمكن أن يخضعوا الشعب الفلسطيني. لكن أن جيلا فلسطينيا عمره أقل من العشرين هو الذي خرج للميدان وقام بالرد على ترامب.

توحد الشعب الفلسطيني، توحدت أجياله، توحدت طوائفه، توحدت فصائله في رفض ومقاومة الوعد الجديد كما يقاومون وعد بلفور منذ مائة عام. لم يدرك نتانياهو وترامب أن الفلسطيني ينام ويصحو على خارطة فلسطين، يراها قبل أن يرى وجه أمه وأبيه وإخوته وإخوانه.

وهنا لا أتحدث عن الفلسطيني الصامد على أرض فلسطين التاريخية وحسب، وإنما عن الطفل الفلسطيني من تشيلي إلى استراليا وفي كل مخيم لجوء فلسطيني في المنفى، الخارطة سره وغذاء روحه ولن يسلبها أحد من قلبه وعقله.

قرار حزب نتانياهو، حزب الليكود، بضم مستوطنات القدس والضفة أو ضم الضفة، لن يغير في جوهر الصراع وطبيعته أي شيء، كل ما فعلوه هو انهم أعادوا الصراع إلى مربع الوضوح.

علينا أن ندرك أن الصهيونية بطبيعة تكوينها لا تستطيع التعايش مع السلام، لذلك اغتالت رابين واغتالت معه تجربة السلام الذي أراد رابين الصهيوني بامتياز من خلاله أن يتفادى الخطر الديموغرافي الفلسطيني.

نتانياهو وحكومة المستوطنين المصابين بعمى العنصرية والتطرف أعادوا الصراع إلى مربع الصراع الوجودي بكل ما في الكلمة من معنى. لذلك قال الرئيس في احتفال انطلاقة الثورة نحن هنا باقون ولن نرحل ولن نكرر خطأ الهجرة ولن نرضخ.

يبدو أن نتانياهو وترامب لم يستفيدا قط من دروس الصراع ولا من تجربة جنرالات الحرب الصهاينة وما استنتجوه من الميدان لم يصبحوا لما صحا عليه رابين وحتى شارون ومن قبلهم موشي ديان بأن إسرائيل لا يمكنها السيطرة على الشعب الفلسطيني، لأنهم أدركوا أن الفلسطيني لا ييأس ولا يتعب ولن يرضخ.

شعب وبالرغم من إدراكه لحجم المؤامرة عليه وعلى قضيته، ويدرك حجم قوة أعدائه، وليس المقصود إسرائيل وحدها وإنما الاستعمار العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يدرك حجم التواطؤ مع المشروع الصهيوني، هذا الشعب وبالرغم من كل ذلك لم يرضخ ولم ييأس لأنه صاحب قضية عادلة لذلك هو سينتصر.