3223
3223
المنوعات

«النمر على قيد الحياة».. يحاور الإنسانية ويناشد بالمحبة والسلام

04 يناير 2018
04 يناير 2018

كتبت: خلود الفزارية -

«Tiger Zinda Hai» أو «النمر على قيد الحياة» هو فيلم أكشن وإثارة، وتتمة لفيلم « Ek Tha Tiger» أو «كان هناك نمر» الذي تم إصداره سنة 2012، يحكي قصة جاسوس هندي وجاسوسة باكستانية، فرقتهما السياسة وجمعهما الحب.

الفيلم البوليوودي من إخراج علي عباس ظفر، الذي شارك في كتابة القصة أيضا، وبطولة النجم العالمي «سلمان خان»، والنجمة «كاترينا كيف»، ومن إنتاج شركة «أفلام ياش راج»، وقد صُوّرت مشاهده في دول عدة منها: أبوظبي بالإمارات، والصويرة بالمغرب، والنمسا، واليونان، وكان سلمان خان قد نشر عبر «تويتر»، قبل انطلاق الفيلم تغريدة قال فيها: «لقد حان الوقت.. النمر مستعد ليزأر».

قصة الفيلم مستوحاة من واقعة حقيقية حدثت عام 2015، لخمس وعشرين ممرضة هندية كن في طريقهن للعمل بمستشفى في العراق، تم اختطافهن من قبل تنظيم داعش، وتبدأ أحداث الفيلم بنهاية الجزء الأول الذي اختفى فيه «تايغر» مع زويا ولم يتمكن أحد من تحديد مكانهما، ليستأنف الجزء الجديد بعد ثماني أعوام من اختفائه حين كان مع طفله يصطادان في ثلوج النمسا، فتطاردهما الذئاب، ويحاول «تايغر» أن يقنع ابنه ألا يخاف بوجود «تايغر»، في الوقت الذي كانت تبحث عنه وكالة الاستخبارات الهندية للعمل على إنقاذ الممرضات المخطوفات في العراق، في غضون سبعة أيام بعد الاتفاق الذي أبرمته مع الاستخبارات الأمريكية.

كان «تايغر» قد نذر نفسه لأسرته، لزوجته «زويا» وابنه «جونيور»، وقد رشح عدد من الأسماء للاستخبارات الهندية التي توصلت إليه في بيته عندما أكد رئيس الوكالة الهندية أنه على قيد الحياة وأنه الأمثل للقيام بهذه المهمة، وحاولوا إقناعه وطلب مهلة للتفكير، فأقنعته بعدها زوجته بأن يذهب وفاء لحبه لوطنه، وبالفعل غادر «تايغر» من النمسا إلى صحراء «ليوا» بأبوظبي لينطلق في مهمة تحددت بخمسة أيام لإنقاذ أولئك الفتيات.

حدد «تايغر» فريق عمله المكون من ثلاثة معاونين، أحدهم متخصص بفك القنابل، والثاني العقل الإلكتروني، والثالث أمهر قناص بالإضافة إلى قيادته للمهمة، ورفض معاوني الاستخبارات ولكنه قبل مساعدة المتواجدين في العراق، وأخبره رئيس الوكالة أن الشيفرة التي يتواصل بها معهم «تارا تارا تورو تورو»، ليكون الرد «صديقك هنا». تسلل «تايغر» مع رفقائه إلى معقل داعش عن طريق ناقلة نفط، وتم تناول واقع التنظيم بأسلوب طريف ابتداء من المسميات، حيث أطلق على القائد أو الأمير «أبوعثمان»، في حين استبدل اسم البغدادي بـ «البغداوي» ليكون نائب القائد، والمسؤول عن الصفقات، ومن الطرائف أن الفيلم يشير إلى استقبال الاستخبارات الأمريكية لهذا البغداوي لتقايضه على أسعار النفط، وحين استنكر عليهم أحد التجار ذلك، ذكروا بأنه قدم إليهم كرجل أعمال، وبما أنهم لم يتفقوا فقد غادرهم كإرهابي، وحاولوا اغتياله، كما تم التلميح إلى أن المعتقلين الصحفيين ما هم إلا موظفين للاستخبارات الأمريكية.

يعرض الفيلم ومضات من الحياة تحت ظل هذا التنظيم أهمها تسليح طفل «حسن» بالقنابل ليفجر نفسه أمام تظاهرة ضد التنظيم، واختطاف فتيات من الجامعة وإجبارهن على مسح الأرضيات واغتصابهن بحجة أن التعليم ليس حقا للنساء، وقتل كل من يخالف أو يحاول الهرب عن إرادة التنظيم بلا تردد، بالإضافة إلى القتل الجماعي للمعتقلين الأجانب.

واجه «تايغر» بعض العوائق ليفاجأ بتواجد «زويا» حيث أوكلت إليها الاستخبارات الباكستانية لإنقاذ الممرضات الباكستانيات التي لم تأبه لهن الاستخبارات الهندية وعددهن 15 ممرضة، مع معاونين اثنين، ليشكلوا جميعا فريقا واحدا بعد أن تعاون الفريق الهندي والباكستاني ليعملا يدا بيد من أجل السلام.

في الوقت الذي كانت الممرضات في انتظار الإنقاذ حاولت إحداهن الهرب ليقتلها التنظيم بلا رحمة، لتكون عبرة للأخريات ويعملن تحت الضغط، حتى تسلل إليهن «تايغر» وفريقه وأنقذهن من براثن التنظيم. الفيلم يحمل جماليات كثيرة، ورسائل عميقة، بعيدا عن الأكشن البوليوودي المليء بالبطولات، ليشير مرة أخرى إلى التآخي بين الهند وباكستان من أجل الحب والسلام دون العبء بسياسة الدولتين، ليُرفع علما الدولتين جنبا إلى جنب بعد انتهاء المهمة، وينتهي الجزء بتبني «تايغر» للطفل «حسن»، ليكون مع ابنه «جونيور» وزوجته «زويا» بعيدا عن الأنظار.