العرب والعالم

الفلسطينيون يؤكدون انهم لن يخضعوا «للابتزاز»

03 يناير 2018
03 يناير 2018

بعد تهديدات ترامب بقطع المساعدات -

واشنطن-(أ ف ب) :أكد مسؤولون فلسطينيون امس ان الفلسطينيين لن يخضعوا «للابتزاز» بعد تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف المساعدة المالية الأمريكية التي تزيد عن 300 مليون دولار سنويا للفلسطينيين.

ويشوب توتر العلاقات الفلسطينية الامريكية منذ اعلان ترامب الشهر الماضي الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اكد ان القرار المثير للجدل الذي اعلن في السادس من ديسمبر الماضي ولقي ادانة دولية، يمثل «اعلانا بانسحاب» الولايات المتحدة من دورها كوسيطة في عملية السلام ، ورحب الوزراء الاسرائيليون بتهديدات ترامب امس .

وتعتمد السلطة الفلسطينية بشدة على المساعدات الدولية التي يؤكد المحللون وحتى الاسرائيليون منهم انها تساعد في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.

وقال ترامب في تغريدة على تويتر «ندفع للفلسطينيين مئات ملايين الدولارات سنويا ولا نحصل منهم على اي تقدير او احترام، هم لا يريدون حتى التفاوض على معاهدة سلام مع اسرائيل».

وأضاف في تغريدة ثانية «طالما ان الفلسطينيين ما عادوا يريدون التفاوض على السلام، لماذا ينبغي علينا ان نسدّد لهم أيا من هذه الدفعات الضخمة في المستقبل؟».

وتفيد أرقام نشرت على الموقع الإلكتروني لوكالة مساعدات التنمية الأمريكية (يو اس ايد) ان الولايات المتحدة دفعت 319 مليون دولار الى الفلسطينيين عبر وكالتها، تضاف الى ذلك 304 ملايين دولار من المساعدات التي قدمتها واشنطن الى برامج الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية ، ولم يوضح ترامب الى اي مساعدات يشير في قراره.

وتحصل اسرائيل سنويا على اكثر من ثلاثة مليارات دولار في اطار مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة.

وردا على التهديدات الأمريكية، اعلنت الرئاسة الفلسطينية صباح امس ان مدينة القدس «ليست للبيع».

وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة لوكالة فرانس برس «القدس العاصمة الابدية لدولة فلسطين ليست للبيع لا بالذهب ولا بالمليارات».

وأضاف ابو ردينة «اذا كانت الإدارة الأمريكية حريصة على مصالحها الوطنية عليها ان تلتزم بالشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية».

وأكد ابو ردينة مرة اخرى استعداد الفلسطينيين للعودة الى طاولة المفاوضات مع اسرائيل. وقال «لسنا ضد العودة للمفاوضات لكن على اساس الشرعية الدولية التي اقرت بدولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية» المحتلة.

ومن جهتها، اكدت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية امس ان الفلسطينيين لن يخضعوا «للابتزاز» بعد قرار ترامب.

وقالت عشراوي في بيان «لن نخضع للابتزاز»، وأضافت ان «الرئيس ترامب خرب سعينا الى السلام والحرية والعدالة، والآن يلوم الفلسطينيين على عواقب أعماله اللامسؤولة».

اما حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، فوصفت التهديد الامريكي بـ «ابتزاز سياسي رخيص يعكس السلوك الأمريكي الهمجي وغير الأخلاقي في التعامل مع عدالة القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني».

ودعت حماس الى مزيد من الوحدة الفلسطينية «وتصليب المواقف الفلسطينية في مواجهة هذه الضغوط والسياسات وعدم الاستجابة لها».

من جهتهم رحب عدد من الوزراء الإسرائيليين بالتهديد الامريكي ، وقالت وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريجيف من حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو «لا يمكنك من جهة تلقي 300 مليون دولار كدعم امريكي سنوي وفي ذات الوقت إغلاق الباب امام المفاوضات».

وأثنت ريجيف على ترامب في حديث مع اذاعة الجيش الاسرائيلي، مشيرة الى انه «رئيس يقول ما يفكر به بوضوح ولا يلجأ الى مناورات دبلوماسية ليس لها اي معنى».

وكان ترامب الذي زار اسرائيل والضفة الغربية المحتلة في مايو، عبر عن اعتقاده بأنه قادر على التوسط لعقد اتفاق سلام نهائي، الأمر الذي عجز عنه كل الرؤساء الأمريكيين السابقين.

ومفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية متعثرة منذ عام 2014.

وأثار قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل الذي يشكل خروجا عن عقود من الدبلوماسية الأمريكية، إدانات دولية واسعة.

واحتلت اسرائيل القدس الشرقية في 1967، وقد اعلنت في 1980 القدس «عاصمتها الابدية والموحدة» في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة.

ويرغب الفلسطينيون في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.

ودفع هذا القرار الرئيس الفلسطيني (82 عاما) الى إلغاء اجتماع مقرر مع نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، كما ألغت قيادات دينية مصرية مسيحية وإسلامية ايضا لقاءات مقررة مع بنس قبل تأجيله لزيارته.

واضطر بنس الشهر الماضي الى تأجيل زيارته الى الشرق الاوسط حتى الشهر الجاري، بينما نفى مساعدوه امس الأول شائعات حول اعتزامه التأجيل مرة اخرى.

وقالت اليسا فرح المتحدثة باسم بنس «كما قلنا من قبل، نائب الرئيس سيذهب الى الشرق الأوسط في يناير»، وأضافت «نستكمل التفاصيل الأخيرة وسنعلن عن تفاصيل الرحلة بأكملها في الأيام المقبلة».