saltan
saltan
أعمدة

قلم بلا حبر: صوت مسموع وفعل ملموس

03 يناير 2018
03 يناير 2018

سلطان الحوسني -

[email protected] -

نجح رجال منتخبنا الوطني في أن يسطّروا ملاحم كروية جميلة هذه الأيام في الكويت الشقيقة التي تحتضن خليجي 23 وأعلنوا بصوت مسموع وفعل ملموس تفوقهم وقوة إرادتهم بالوصول للنهائي الخليجي للمرة الرابعة في تاريخ المشاركات العُمانية في الحدث الرياضي الخليجي الأبرز، وهو رقم قياسي يتحقق في تاريخ البطولة منذ تطبيق نظام المجموعتين.

صحيح أن ما فعله نجوم المنتخب ليس بالإنجاز لأنه ليس المرة الأولى التي نصل فيها للنهائي، ولكن يحق لنا أن نسمو فخرًا بما قدموا من عطاءات وجهود تتولّد من عزيمتهم وإرادتهم الثابتة والمستمرة نحو تحقيق النجاح، ونقول لهم لقد أسمعتمونا صوتكم بأفعال ورسمتم فرحة للوطن اختلطت بمشاعر العز والفخر في كل شبرٍ من عُمان التي تُباهي بالواقع الذي أوجدتموه ببصماتكم التي تناقلها الجميع بإيجابية وابتهاج.

فهذا المنتخب بمثابة بطل يولد من رحم المعاناة وكأنه بشائر عودة الكرة العُمانية للواجهة مجددًا بعد غياب طويل عن الساحة، فقدنا فيها هويتنا وهيبتنا في الملاعب و تعملق علينا كثيرون، منتخب ألمس فيه ذلك البريق الذي يشعُّ ويستأثر بالألباب ويسير على خطى منتخب خليجي 17 الذي صنع التألق والإبداع والإبهار، منتخب يصنع إنجازه بإرادة وطموح وكبرياء وقوة من لا يعرف المستحيل ولا يقبل بأن يقهر مستلهمًا مقولة المهاتما غاندي «القوة لا تأتي من مقدرة جسمانية بل تأتي بها إرادة لا تقهر».

ونحن نعوّل عليهم صناعة مستقبل أفضل ونراهن عليهم بأن يعودوا بكرة القدم العُمانية للواجهة، وننتظر منهم الاستمرار في وفاء الواجب وأمانة المسؤولية وصدق الانتماء، فهم اليوم يشكلون نقطة ارتكاز نحو التجدد والاستمرارية، وهم مستقبل هذا البلد وقدره، وعلى عاتقهم تقع مسؤولية الارتقاء بالمنتخب وتقدمه وتطوره قبل الوصول للاستحقاق الأهم والأقرب وهو المشاركة في كأس آسيا الذي نتمنى أن تكون لنا فيه طموحات أكبر من مجرد المشاركة.

يقول طاغور «من يصمم على الانتصار يقرب جدًا من النصر» ولمسنا طوال مشوار منتخبنا في البطولة الخليجية روح التصميم الظاهرة لدى نجوم المنتخب لتحقيق الانتصار ورسم الفرحة في الوطن العزيز الذي عاش ليلة استثنائية مستبشرًا فيها بولادة منتخب جديد يعيد البريق لسامبا الخليج ويمنحنا الاطمئنان قبل الدخول في المعترك الآسيوي، فهنيئًا لنا هذا التوهج العُماني وكل الشكر لمن آمن بهذا الجيل المصمم على بث روح الانتصار.

وإذا ما ثمّنا وقدرنا جهود المنتخب برجاله وجنوده من لاعبين وجهازين فني وإداري وإدارة الاتحاد فأنه لا يجب علينا أن ننسى أو نغفل عن تقديم الشكر للجماهير الوفية والمخلصة التي زحفت بالمئات إلى دولة الكويت برًا وجوًا لتقف مساندة لهذا المنتخب الذي يمثل الوطن، وهذه الهبة والفزعة التي جاءت من الجماهير ما هي إلا ثقة من الجماهير برجال الأحمر وهم لم يخيبوا هذه الثقة ولن يخيبوها بعون الله حتى تكتمل بالتتويج باللقب الخليجي من دولة الكويت المحبة والسلام، ويعلنوا بصوت مسموع وفعل ملموس انبعاث نُور لمنتخب للمستقبل.

آخر سطر ...

اعتزمْ وكدَّ فإِن مضيتَ فلا تقفْ … واصبرْ وثابرْ فالنجاحُ محققُ.