1212994
1212994
الرياضية

الأحمر يتجاوز الإرهاق والتعب ويحقق الأماني بتأهل مثير للنهائي

03 يناير 2018
03 يناير 2018

العماني الرقم «الصعب» .. في نهائي الذهب -

كتب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم نصرا جديدا في سجلاته ببطولة كأس الخليج ليحلّق من جديد في فضاءات النجاح والجدارة والاقتدار وهو يعبر منافسه منتخب البحرين بهدف وحيد جاء في الشوط الأول ليضع قدمه في المباراة النهائية. كانت المواجهة صعبة وساخنة وبلغت قمة الإثارة خلال وقتها الأصلي والدقائق المحتسبة بدلا عن الزمن الضائع وفق تقديرات الحكم السريلانكي. لم يكن الفوز سهلا في مباراة لم تخل من الضغط النفسي والشد العصبي وكان ملعب جابر مسرحًا لواحدة من الملاحم الكروية القوية التي تشهدها بطولة كأس الخليج الثالثة والعشرين بالكويت.

استفاد الأحمر من انضباطه الجيد وتنظيمه الرائع ليستطيع التعامل مع اندفاع منتخب البحرين في كثير من أوقات المباراة بحثا عن إدراك هدف التعادل لرغبته في أن يكتب لنفسه ولبلاده تاريخا جديدا في بطولة كأس الخليج التي لم يحالفه التوفيق عبر مسيرتها الطويلة في أن يتوج بلقبها أو يصل إلى المباراة النهائية. ولعب منتخب البحرين مباراة كبيرة وهاجم بضراوة إلا أن كل محاولاته تحطمت تحت أقدام الدفاع الأحمر الفولاذي والحارس الأخطبوط فايز الرشيدي الذي استطاع أن يلتقط كل الكرات التي وصلته بفدائية وثبات وقوة.

تحمل خط الدفاع والوسط ومن خلفهم الحارس فايز الرشيد ضغطا بحرينيا رهيبا في الشوط الثاني والذي كان يشتد مع مرور الوقت، فقد كان لاعبو البحرين في سباق مع الزمن لتعويض الهدف الذي سجله لاعبهم في مرماه.

وظهر الأحمر أمام البحرين على غير العادة وما كان متوقعا وفرض منافسه البحريني أسلوبه الذي اعتمد فيه على الإرسال الطويل مستفيدا من وجود لاعبين طوال القامة في خط المقدمة وهو ما تسبب في إرباك كبير لأداء المنتخب الوطني الذي حاول مجاراة الأسلوب البحريني لكنه لم يستطع، وكذلك لم ينجح في الاستفادة من الكرات المرتدة التي حصل عليها في الشوط الثاني والتي كانت كفيلة بحسم المباراة وفرض الهدوء على طموح وحماس فريق البحرين واندفاعه القوي.

حقق الأحمر المطلوب في المباراة وحسم النتيجة لصالحه وهو ما كان يريده من المباراة ليتوج صموده وتألق دفاعه وحارس مرماه بفوز مهم في البطولة وضعه في النهائي ليكون على بعد خطوة من لقب خليجي 23.

حاول الفريقان في بداية اللقاء السيطرة على الكرة من خلال التمريرات القصيرة ومحاولة البحث عن فرصة تتيح الوصول المبكر لشباك الآخر والسعي لتسجيل هدف يريح الأعصاب في البدايات ويضاعف حافز ودافع تحقيق النتيجة الإيجابية.

تقاسم الفريقان السيطرة على الكرة في البداية لتبدو الرغبة مشتركة عندهما في تقديم الأداء الأفضل الذي يتناسب مع بلوغ هذه المرحلة المهمة في المنافسة والاستفادة من نتائج الدور الأول في الوصول إلى المباراة النهائية.

انحصرت الكرة في وسط الملعب بصورة اكبر بسبب التغطية الجيدة في منطقة الدفاع وحرص كل فريق على إبعاد المحاولات الهجومية الخطيرة عن منطقة مرماه، بجانب الضغط القوي على اي لاعب تكون بحوزته الكرة. كسب منتخبنا الوطني بعض المخالفات ولم يكن بعضها بعيدا عن مرمى البحرين ولكنها لم تشكل الخطورة المطلوبة التي تشكل مشروع هجمة خطيرة. تواجد منتخب البحرين بكثافة كبيرة في منطقة دفاعه بداية من خط الوسط وهو ما دفع الأحمر في بعض الأحيان لتمرير الكرة للوراء في محاولة لسحب دفاع البحرين وفك التكتل وإيجاد مساحة للحركة نحو مرماه. وسدد محسن جوهر أخطر الكرات في ربع الساعة الأولى من بداية المباراة وهو على بعد أمتار قليلة من مرمى البحرين لتخرج كرته بجوار القائم الشمالي لحارس البحرين تابعها الجمهور بترقب كبير بعشم أن يراها تهز الشباك إلا أن الحظ لم يكن حاضرا وتضيع أولى الفرص الحقيقية لتسجيل هدف التقدم في المباراة.

فرص ضائعة

مع دخول المباراة لنصف شوطها الأول لم يشهد الملعب أي مؤشرات تثبت سيطرة كاملة لفريق على حساب الآخر مع استمرار التحفظ في الأداء وحركة اللاعبين داخل الملعب وغياب الفرص الهجومية الخطيرة سواء لمنتخبنا الوطني أو منتخب البحرين. وفي محاولة ثانية حاول قائد الأحمر أحمد كانو أن يستفيد من مخالفة احتسبت ضد أحد مدافعي البحرين في الجهة الشمالية من مرمى البحرين وسدد الكرة قوية أرضية إلا أنها ذهبت لتستقر بين يدي حارس المرمى. كل ذلك الوقت الذي مر من المباراة لم يظهر حارس المنتخب الوطني فايز الرشيدي إلا مرات معدودة وهو ما يوضح غياب المحاولات الهجومية البحرينية الخطيرة والتي لم تكن حاضرة إلا نادرا. وكاد المحارب حارب السعدي أن يبكر بتسجيل هدف للأحمر قبل دخول الشوط الأول في ربع ساعته الأخيرة عندما سدد كرة قوية من خارج المنطقة إلا أن حارس المرمى كان في الموعد وصد الكرة بطريقة جميلة إلى الزاوية. لم يدر حارس المرمى أن لقطته الجميلة وفرحة جماهيره بتصديه الرائع لتسديدة حارب ستشكل نقطة تحول في المباراة.

غلطة الشاطر

تقدم اللاعب سعد سهيل لتنفيذ الضربة الركنية ولعبها بإتقان في قلب دفاع البحرين وحاول الحارس التصدي لها وإبعادها إلا أن المدافع سدد الكرة برأسه وحولها نحو شباكه لتعلن عن الهدف الأول الذي أشعل الملعب وأفرح الجماهير العمانية. وتحرك لاعبو البحرين بنشاط كبير عقب استقبال شباكهم للهدف الأول وتقدموا بحثا عن شباك الحارس فايز الرشيدي إلا أن محاولتهم لم تكتمل بفضل اليقظة وحسن تغطية خط الدفاع بقيادة المدافع فهمي.

امتلك منتخب البحرين السيطرة على الكرة في الدقائق التي تلت تأخره بهدف بسبب اندفاعه القوي بحثا عن إدراك هدف التعادل في اسرع وقت ممكن وساعده في ذلك تراجع بعض لاعبي الوسط لمنطقة الدفاع وهو ما منحه المساحة للحركة والتقدم.

وحصل البحرينيون على ضربة ركنية شكلت خطورة كبيرة على مرمى فايز الرشيدي لكنها مرت بسلام من دون أن تحقق مراد لاعب البحرين الذين حاول استغلالها ووضع الكرة بين الثلاث خشبات.

بعدها واصل لاعبو البحرين اندفاعهم القوي على منطقة مرمى منتخبنا الوطني مستغلين السيطرة على الكرة ومحاولة إيجاد فرصة لتسجيل هدف التعادل إلا أن استراتيجية الأحمر الدفاعية كانت تتعامل بشكل جيد مع هذا الاندفاع وتمتصه بإفساد كل محاولات الوصول إلى شباك الحارس فايز الرشيدي.

جاءت صافرة الحكم السريلانكي لتضع حدًا للسباق الساخن بين الفريقين ومحاولات منتخب البحرين بحثا عن تسجيل هدف التعادل لينتهي الشوط الأحمر بعنوان أحمر وفوز بهدف من دون مقابل وضع منتخبنا في النهائي حتى إشعار آخر.

اندفاع هجومي بحريني

واصل المنتخب البحريني اندفاعه الهجومي مع بداية الشوط الثاني بتنوع في محاولة فك شفرة الدفاع الأحمر والحصول على فرصة ذهبية تحقق مبتغاه في الدقائق الأولى وتعيده من جديد لأجواء المباراة وفرض التعادل الذي كان يمثل هدفه الواضح والمعلن من خلال أكثر من محاولة ولكن من دون أن يكتب لها النجاح. واعتمد منتخبنا الوطني على الهجمات المرتدة في مؤشر ودليل على تراجعه الكبير دفاعا عن هدفه الوحيد في المباراة الذي يكفل له النقاط الثلاث والوصول إلى المباراة النهائية وبالرغم من سيطرة البحرين على الكرة لكنه لم يحصل على فرصة حقيقية حتى تهيأت كرة خطيرة للبديل إبراهيم حبيب وهو في مواجهة الحارس فايز ليتدخل المدافع فهمي يبعد الكرة إلى الزاوية ونفذت خطيرة من اللاعب عبدالله عبدو تألق فيها فايز وأبعدها لضربة ركنية جديدة مرت دون تشكيل خطورة.

سلسلة ركنيات

توالت الضربات الركنية لمنتخب البحرين في تأكيد واضح على نزعته الهجومية ومحاولاته الجادة في فرض التعادل خلال المباراة وتضيع فرصة خطيرة لمنتخب البحرين من اللاعب حبيب عندما نزل للأرض وسدد كرة رأسية في الزاوية الضيقة استبسل فيها الحارس فايز الرشيدي وأبعدها لضربة ركنية. وأظهر لاعبو البحرين حماسا كبيرا وروحا قتالية عالية جعلت المباراة صعبة للغاية على نجوم الأحمر المطالبين بالدفاع عن فوزهم في المباراة وتعزيز الهدف الوحيد بهدف آخر.

وجاءت الفرصة للتعزيز وحسم المباراة عندما وصلت الكرة للاعب رائد إبراهيم وهو في مواجهة المرمى لكنه سددها ضعيفة وسط صيحات الجماهير وحزنها على فرصة الهدف الثاني الذي كان سيقضي على حماس منتخب البحرين بشكل نهائي.

عودة حمراء

استحوذ الأحمر على الكرة في بعض الدقائق من خلال تمريرات قصيرة عاد من خلالها للظهور في الملعب وإجادة الانتشار وإبعاد الكرة عن أقدام نجوم منتخب البحرين وسهل له هذا الأمر بناء هجمات جيدة وشكل خطورة على مرمى البحرين في محاولة خطف الهدف الثاني الذي يؤمن الفوز ويؤكد العبور للمباراة النهائية. واستمر اللقاء مثيرا بين الطرفين وسخونة في أرضية الملعب والمدرجات أيضا التي كانت تتفاعل مع كل هجمة هنا أو هناك بشكل كبير مدرج البحرين وهو يترقب نجاح فريقه في استغلال أي من الفرص التي تتهيأ له ليسجل هدف التعادل. وزاد دخول المباراة في دقائقها الأخيرة والحاسمة إلى زيادة السرعة في الأداء والجدية من الفريقين كل يريد تحقيق هدفه ومبتغاه ليعيش اللاعبون جميعا في ضغوط كبيرة وشد وتوتر أثر على إيقاع المباراة في بعض الأحيان وحدوث بعض الاحتكاكات واللعب العنيف الذي أدى لإصابة الحارس فايز الرشيدي ووقوعه بعد تدخل عنيف لاثنين من لاعبي البحرين في الكرة المعكوسة التي لعبت داخل منطقة مرمى المنتخب الوطني.

سكوب قلق .. وحركة مستمرة في الخط

ظهر مدرب منتخب البحرين اليوغسلافي سكوب قلقا وهو يقف في المنطقة المخصصة له ويتحرك باستمرار مع حركة لاعبيه داخل الملعب ويكثر من التوجيهات لهم لإتقان الأداء وتجويده حتى يستطيعون تحقيق التقدم في بداية المباراة. وزاد قلق سكوب عقب استقبال شباكه لهدف والذي تابعه والكرة تستقر في الشباك بحسرة كبيرة ومحاولة لتشجيع نجومه لتجاوز ما حدث والتركيز في المباراة والعمل من أجل العودة وإدراك هدف التعادل.

خلال الشوط الثاني كان مدرب البحرين يظهر انفعالات واضحة مع الفرص التي حصل عليها فريقه ويطالب اللاعبين باستغلالها بصورة طيبة وعدم إضاعتها. وعندما شعر المدرب بالإرهاق جلس ليمنح الفرصة لمساعده ليقوم بالوقوف في مكانه ويتولى مهمة توجيه اللاعبين. ولم يمض الكثير من الوقت حتى عاد سكوب لموقعه من جديد واستمر يقوم بدوره في توجيه لاعبيه ويحثهم على التقدم للهجوم وتسجيل هدف التعادل وتظهر انفعالاته في بعض الأحيان مع الفرص التي تضيع.

فيربيك .. هدوء تام ..ومهنا يتدخل في بعض الأوقات

وقف مدرب المنتخب الوطني بيم فيربيك خلال المباراة هادئا وهو يتابع أداء فريقه أمام البحرين ويقرأ ما يحدث داخل المستطيل الأخضر.

وقام المدرب الهولندي في مرة وحيدة أثناء توقف اللعب لإصابة الحارس فايز الرشيدي باستدعاء اللاعب خالد الهاجري والحديث معه ومنحه بعض التوجيهات، وكان وقتها المنتخب البحريني يضغط بقوة بحثا عن هدف التعادل. وظهر مدرب المنتخب الوطني في بعض المرات يتفاعل مع الضربات الركنية المتتالية التي حصل عليها منتخب البحرين بتوجيه اللاعبين بالتغطية السليمة ومنع هجوم البحرين من الاستفادة من الكرة. وفي بعض الأحيان شارك مساعد المدرب مهنا سعيد في توجيه اللاعبين للتعامل بشكل جيد عندما كان المنتخب البحريني يبدو قريبا من تسجيل الهدف وهو يقوم بعدة محاولات هجومية، أظهرت رغبته القوية في ذلك.

ياسين ومبروك في الموعد .. ومهـــــام دفاعـــية

أشرك مدرب المنتخب الوطني بيم فيربيك الثنائي ياسين ومبروك في الشوط الثاني في الوقت الذي كان فيه منتخب البحرين يضغط بقوة على مرمى فايز الرشيدي ويبحث عن هدف يعيد به المباراة إلى بدايتها. وكلف المدرب فيربيك الثنائي بمهام دفاعية واضحة وطلب منهما العمل على دعم الدفاع والقيام بدور تقوية خط الوسط. ونجح الثنائي في القيام بالدور المطلوب منه ونجح في دعم صمود بقية أعضاء الفريق وأن تمضي المباراة دون أن ينجح منتخب البحرين في تحقيق الهدف الذي كان يسعى له بجدية وقاتل من أجله عبر محاولات من الأطراف والعمق. وشارك الثنائي في مباراة الكويت كبدلاء أيضا ونجح في أن يحافظ على النتيجة والتي كان المنتخب متقدما فيها بهدف كما هو حال لقاء البحرين.

استبسال الدفاع

تضاعف الضغط البحريني عبر الإرسال الطويل من أجل كسب الوقت مع مرور ساعة المباراة إلى الدقائق الأخيرة التي استبسل فيها خط الدفاع الأحمر وهو يدافع عن مرماه بشجاعة وروح قتالية عالية. وبلغت الدقائق الأخيرة في الوقت المحتسب بدل ضائع ذروة الإثارة والقوة والندية وسط احتجاج هنا وهناك على التحكيم خاصة من لاعبي البحرين الذين حصل أحدهم على البطاقة الصفراء بسبب الاحتجاج على قرارات الحكم.

مضت المباراة تكتب فصلا من فصول الطموحات الكبيرة التي دخل بها كل فريق الملعب وهدفه تحقيق النتيجة الإيجابية وحسم اللقاء لصالحه ليكون أحد أطراف المباراة النهائية وهو ما يمنحه فرصة الفوز باللقب. ونجح لاعبو المنتخب وفي مقدمتهم الحارس العملاق فايز الرشيدي في تأمين شباكهم لتخرج بيضاء بإعلان الحكم عن نهاية المباراة بهدف وحيد بعد كفاح وقتال استمر تسعين دقيقة وكان خلاله النجوم الحمر أبطالا بنجاحهم في تحقيق مرادهم.

البحرين يرمي بكل أوراقه الهجومية .. ويأمل في حبيب

دفع مدرب البحرين بتغييرات متوالية في الشوط الثاني من اجل تعزيز قوة فريقه الهجومية واشرك الثنائي حبيب وعبدالله يوسف بديلين لمهدي عبد الجبار وكميل. وساهم الثنائي في منح هجوم البحرين قوة دفع كبيرة وساعد في ان يستمر الفريق في الضغط على منطقة دفاع منتخبنا الوطني. وحصل حبيب على فرصة كاد ان يسجل من خلالها هدف التعادل عندما (تزحلق) على كرة معكوسة ونزل للأرض ولعبها راسية كادت ان تحوله للبديل الناجح لولا يقظة وفطنة الحارس فائز الرشيدي.

الطاقم السريلانكي صافرات اســــتهجان .. وغضب كــبير

قوبل أداء الحكم السريلانكي بريرا كريشانسا ومساعداه بالثيا باباكاراما وسانجيو بريمالال بالغضب خاصة من جماهير منتخبنا الوطني لاحتسابه بعض المخالفات التي يرى الجمهور أنها لم تكن صحيحة. وانطلقت صافرات الاستهجان من المدرجات الحمراء عند كل صافرة يظنون أن قرار الحكم لم يكن صائبا. لم يقتصر الاحتجاج على قرارات الحكم من جانب جماهير ولاعبي منتخبنا بل فعل كذلك لاعبو البحرين وجمهورهم. وقابل الحكم احتجاجات لاعبي البحرين بإشهار البطاقة الصفراء في إحدى المرات ليوقف الأصوات المرتفعة ضد قراراته.