1210504
1210504
مرايا

يحكي تاريخ بلادنا العريق - البحر.. متنفس للجمال والاسترخاء ومصدر للرزق

03 يناير 2018
03 يناير 2018

كتبت- رحاب الهندي -

البحر هبة الله للناس، وهو جمال ما بعده جمال في كل حالاته، وأجمل البلدان تلك التي يحدها البحر في أي جهة من جهاتها، وهو ملجأ للفرح والحزن معا، وتنفيس لكل مشاعر البشر بلا استثناء، ومعظم الدول في عصرنا الحديث تعمل على تزيين واجهات البحر بأعمدة الضوء وبترك مسافة للشواطئ حتى يتمتع الجميع بجمال منظر البحر، ولا ننسى أن البحر مصدر للغذاء والرزق والتجارة، فهو كائن إن صح التعبير من أهم ما خلق الله لنا، فكيف نراه ونتعامل معه؟

خميس المقبالي (معلم) تحدث قائلا: جميل جدا مناقشة هذا الموضوع، وإن كان لا يخفى على أحد أهمية البحر لأي دولة تطل عليه، ونحن في عمان نعتز ببحرنا كثيرا، فهو من أهم علامات تاريخنا القديم والمعاصر، ولا يمكن أن ننسى أنه لفترة من الفترات كان المصدر الرئيسي للرزق من خلال الصيد والتجارة وبيع القوارب وصناعتها وصناعة أدوات الصيد، وطبعا ما زال إلى الآن مصدرا للتجارة والبواخر مع تغير الإمكانيات التي أصبحت عصرية وحضارية، ولا يمكن لأي عماني أن لا يفتخر بالبحر، وهذا ما نجده ضمن المقولات الشعبية والأهازيج والأغاني القديمة والحديثة، والبحر أستطيع أن أقول عنه كائن خرافي لكنه حقيقي.

وهنا أود أن أعرج على حقبة تاريخية بشكل سريع، وهي عن نفوذ عمان بعد تلاشي الاستعمار البرتغالي، مما أدى إلى علاقة تجارية قوية بين السلطنة وعدة دول سواحلية، وبرزت وقتها عمان كأحد البلدان المثيرة للاهتمام على ساحل بحر العرب، ومن بداياتها كأمة قبلية تحولت إلى قوة بحرية مغيرة ومركز للثروة، و الحمد لله ما زلنا نحافظ على سمعة طيبة وسط هذا العالم، وأود أن أذكر أن سرد التاريخ العماني لا يكفي أبدا في عجالة كاستطلاعكم هذا، لكن من الجميل جدا أن نقدم نبذة عن التاريخ من خلال حديثنا معكم.

متنفس

تقول أم أحمد (موظفة إدارية) الحمد لله الذي خلق لنا في بلادنا بحرا، فهو متنفس لنا من ضغوط الحياة، وهو اجتماع عائلي في كل الإجازات ليلهو الأطفال على شاطئه ويتسامر الكبار، وأحب أن أذكر اهتمام الدولة بكثير من الشواطئ، حيث جهزت أماكن خاصة لجلوس العائلات ولألعاب الأطفال ليقضي الجميع وقتا مريحا حسب إمكانياته.

وأنا أعتقد أن النزهة أمام شاطئ البحر هي أهم النزهات، حيث يجد الإنسان متسعا لقضاء وقت فراغه والاستمتاع بجمال البحر واتساعه، وهو متوفر في أي وقت ويفتح ذراعيه للجميع. لكن أحب أن أقول هنا وللأسف الشديد أن البعض من زواره يسيئون إليه برمي النفايات وبقايا حفلات الشواء، فيفسدوا جمال المكان.

كما أن بعض الشباب يستخدمون سياراتهم للتفحيص على الشاطئ ويسببون إزعاجا للعائلات، لكن رغم كل شيء يحافظ البحر على جماله وتألقه.

الصيد

مجموعة من الصيادين يجلسون أمام قواربهم استراحة المساء يتجاذبون أطراف الحديث، وأوضح لنا أبو سالم (أحد الصيادين) قائلا: عملنا غالبا يبدأ بعد صلاة الفجر حتى بداية الظهر غالبا، فرحين بما أعطاه البحر لنا رزقا من الله، وكما ترين وقت العصر نجلس جميعا كعائلة واحده أمام البحر، ولنا كعمانيين مع البحر والصيد تاريخ طويل لم تمحوه الأيام، لذا لن تجدي عمانيا لا يعرف السباحة أو الصيد، طبعا نستخدم قوارب تقليدية وقوارب حديثة، لكننا نجتمع كلنا على حب البحر سباحه وصيدا.

الشباب والرياضة

حميد الزدجالي (طالب) يتحدث عن الشباب ومكانهم المفضل عند سواحل البحر قائلا: «إن لعبة كرة القدم هي أهم تسلية للشباب وقت العصر، حيث الجو لطيف، ونلعب يوميا هذه الرياضة الممتعة، وستجدين الشباب يلعبون الكرة في كل سواحل مسقط، حيث يجتمع شباب الحي والأصدقاء أو العائلات للعب كفريقين متنافسين، ويكون الشاطئ كخلية من الشباب المتواجدين على طول الشاطئ في فرق مختلفة، وما أن يرفع المؤذن لصلاة المغرب ينتهي اللعب ويتوجه الجميع للصلاة، وبعد ساعة يبدأ شباب آخرون أو أنفسهم بالقدوم للشاطئ للتسلية وتجهيز العشاء بشواء اللحم وسط بهجتهم وسعادتهم.

نعم البحر متنفس رائع للشباب، وأذكر أن أحد أصدقائي من مصر الشقيقة علق قائلا: إن الشباب العماني وهو يتنفس راحته على البحر، لا يكون أبدا مصدر إزعاج للباقيين ممن يقصدون البحر، فلا تحرش ولا إزعاج للعائلات، فهم يحترمون ذاتهم ومن يرافقهم، والحمد لله أجد أن كلامه صادق وحقيقي.

ومهما تحدث الناس عن البحر، ليس في السلطنة فقط وإنما في كل بقعة من الأرض، يؤكد الجميع أنه غالبا مصدر النقاء والسعادة والرزق والترحال، وأحيانا يكون مصدرا للحزن والفراق وغضب الطبيعة، لكنه رغم كل شيء يبقى الجمال كله وأيما جمال.