1210464
1210464
مرايا

خديجة العريمية: «سند» كان سندي وتعليم السياقة امتهنته بالصدفة

03 يناير 2018
03 يناير 2018

شعارها الدائم في عملها (هدف.. إنجاز.. أمانة)

حاورتها- سُعاد بنت فايز العلوية -

(غزال الصط) اسم لطالما شقّت صاحبته خديجة بنت خميس العريمية سنوات من السعي خلف تحقيق أحلامها في تكوين اسم تجاري خاص بها، وبعد المثابرة والتضحيات، أصبحت محدثتنا تمتلك مكتبا لتخليص المعاملات، ومركبة لتعليم قيادة السيارات كذلك، محققة بذلك جزءًا من أحلامها الطموحة.

«مرايا» يلتقي بها خلال هذه الأسطر لتحكي تفاصيل مختصرة حول مشوارها.

تقول خديجة العريمية: ثابرت بنفسي وراء تحقيق حلمي في تكوين اسم تجاري يجعل لي مكانة مرموقة في مجتمعنا؛ فكانت البداية في سنة 2004 حين كنت موظفة في أحد مكاتب تخليص المعاملات، ثم انتقلت من مكتب لآخر، إلى أن وفقني الله للعمل مستقلة بذاتي في عام 2008.

بدأت أولا بمكتب به جهاز حاسب آلي واحد لا غير، لكتابة الرسائل والبحوث مع آلة تصوير مصغرة الحجم، واجهت حينها صعوبة في كيفية توفير أجر للمكتب والمحصول الشهري؛ لكني في حينها كنت راضية إن كان مدخولي فقط يكفي لتسديد الإيجار الشهري.

والصعوبة الأخرى هي في الحصول على تسهيلات لرفع وسائل العمل في المكتب مما كان يتطلب مني الذهاب من فترة وأخرى إلى مسقط عن طريق الشارع القديم الذي كان يستغرق ثلاث ساعات. كان سعيي يتمثل في الحصول على الاستمارة الذكية؛ حيث كان موضوعها في ذلك الوقت محصورا على مكاتب محددة في السلطنة، وبمثابرتي حصلت عليها في عام 2009 من أصل مكتبين فقط.

الوضع الاجتماعي

وتقول خديجة العريمية: إن نظرة المجتمع للمرأة كانت ضيقة من حيث التنقل بمفردها من مكان إلى آخر، وكذلك تضييق دورها وموقعها حول المنزل والأسرة فقط، بيد أننا لو نظرنا حولنا لوجدنا أن غلاء المعيشة ومتطلبات الحياة هي ما يدفعنا بشكل أو بآخر للمشاركة في كسب لقمة العيش وتوفير مصدر للدخل.

والحمد لله أنني لم أتأثر بكلام الناس؛ لأنني أمتلك قناعة تامة بقدراتي وطموحاتي، وبأن لاشيء يقف أمام عزيمة المرء إلا ما لم يكتبه الله له. وتضيف: صعدت سلمي درجة درجة وبدقة وحذر لكي لا أقع ولا أستند بأحد بعد المولى عز وجل.

سَنَد كان سندي

وتضيف خديجة العريمية قائلة: استفدت مثل البقية من برنامج سند في تمويل المشاريع، وكان أساس قبول الطلب الحرص الشديد على التأكد من الجدوى الاقتصادية للمشاريع قبل الشروع في تمويلها. سند كان كنقطة بداية لتحقيق النجاح لمشاريع مستقبلية. كما ساندتني أختي وكنا في ذلك الوقت نعمل بجد واجتهاد، فلا أنكر جهودها واهتماماتها في رقي مكتبي بأفضل صورة مستقبلية. ولعل من أسباب وصولي إلى النجاح والرقي والتقدم هو الاعتماد على مبادئ جوهرية متينة غير معرضة للتغير المستمر بأنه لا شيء يقف أمام الإرادة.

وتضيف: ومنها تم اختياري للانضمام إلى دورة شخصية المرأة القيادية التي عقدت آن ذاك في جمعية المرأة العمانية بصور، وحصلت بموجب هذه الدورة على شهادة تقدير من غرفة تجارة وصناعة عمان.

باب رزق آخر

وعرفت خديجة العريمية في الولاية بإبداعها في مجال آخر شاءت الأقدار أن تضع فيه خطاها وتتمكن من لإتقانه حيث تقول: يوما ما خلال ساعات العمل في مكتبي، كنت أعبث بأوراقي وملفاتي القديمة، إذ وجدت باب رزق آخر كنت قد تجاهلته لمدة، لم أكن منتبهة إلى أنني كنت أمتلك تصريحا لتعليم قيادة المركبات، كنت قد حصلت عليه في بدايتي أثناء تأسيس مكتبي المتواضع. فخطر في بالي كمصدر رزق أكرمني الله به، وبالفعل عملت بجد وإصرار، حيث بدأت مسيرة التعليم والاطلاع بنظرة كلها تفاؤل ونجاح، فكان الانضباط في المواعيد أساس ثقتي في التقدم إلى الأمام واحترام الوقت كان الأمتع في هذا العمل؛ حيث يجعلك تقدر ما تملك، وبالتالي تنال حب الجميع.

وقد استطعت في فترة بسيطة- بفضل الله- أن أنال تكريما كأفضل معلمة سياقة في محافظة جنوب الشرقية، ولن أنسى حين قالت لي طالباتي بأن: (غزال الصط تساوي رخصة قيادة بكل جدارة).

حب العمل

وتقول العريمية: عشقي لمكتبي أولاً ومن ثم تعليمي للسياقة جعلني أبدع في عملي لتوصيل الفكرة وفهم أساسيات الوصول للمجد والتطلع للمستقبل بعين مشرقة.

وتضيف: فصعدت سلمي بحذر رغم المطبات والصعوبات التي واجهتني، ولكن بصبري وعزيمتي وعدم الاستماع للمحبطين بأن لا مكان للمرأة العاملة في مجتمعنا، جعلني أصر بأنه لا شيء يقف أمام عزيمتي في تخطي المستحيل، فجعلت نفسي كالطير الحر يحلق في عالم المعرفة بتشجيع نفسي ووقفت الحكومة معي ومع زملائي للوصول إلى المجد.

ثابرت بنشاط وحيوية وبمهارة وذكاء، فكونت شخصيتي، وعلمت بأن الإرادة تصنع المستحيل فجعلت خطواتي في أعمالي مبنية على أسس وقوانين تحميني من غدر الوقت وغلاء المعيشة. وكانت أخلاقي وثقتي بنفسي مفتاح نجاحي، فلم توقفني مطبات الحياة عن مواصلة مشواري للحصول على مكان أعتز وأفتخر به أمام أهلي وأقاربي وبمن حولي. فقهرت الملل باجتهادي وعشقي لعملي كحب مملوك وليس مادة في المرتبة الأولى، ولكي أصل إلى ماوصلت إليه أحببت عملي لكي أبدع فيه فاستطعت تهيئة نفسي بأن كلا العملين يتطلبان مني جزءا من الوقت.

طموح لا يتوقف

طوال السنوات الماضية بطموحاتي التي لم ولن تتوقف في تطوير ما قد زرعته، حيث توسعت في مكتبي وفق ما يليق بطموحاتي لإبراز (غزال الصط) بصورة لائقة، وجاءت الساعة المنتظرة بفضل المولى عز وجل بأن أوسع مملكتي الصغيرة في مكان وموقع متميز في منطقتي تماشيا مع التغيرات الحديثة لمراكز سند (الهوية الجديدة) بإطلالة جديدة وصورة مختلفة تماماً عن السابق.

والآن وبعد الشقاء والتعب، لا شيء يقف أمام النجاح وقد حققت شعاري الدائم في عملي (هدف.. إنجاز.. أمانة) فكسبت حب الجميع ونظرتهم للخدمات التي يؤديها مكتبي، فأصبحت التوسعة في مكتبي تشمل جميع الأجزاء مثل القوة العاملة، والصحة، والبلدية، والتجارة والصناعة، وشرطة عمان السلطانية، والأمور الكتابية المتفرعة في مجال مراكز سند. كما أطمح أيضاً في تكملة مشواري في التعليم بتأسيس فصل لتعليم السياقة نظريا، ومن ثم التطبيق بصورة عملية.