fatma
fatma
أعمدة

رأيها: عُمان تستاهل

03 يناير 2018
03 يناير 2018

فاطمة الإسماعيلية -

الأجواء الرائعة التي تعيشها السلطنة في هذا الوقت من كل عام هي أجواء منعشة ودائما ما تُشجع الأسر على القيام بالرحلات السياحية في ربوع الوطن- خاصة في إجازة نهاية الأسبوع- وفي الإجازة الأخيرة التي كانت بمناسبة العيد الوطني والمولد النبوي الشريف، كل زاوية في ربوع الوطن كان لها نصيب من الزوار، فقد كانت الشوارع مكتظة بالفرح كلٌّ إلى وجهته، وتشابهت وجهة بعض الأشخاص إلى بعض الأماكن، حيث كانت مزدحمة بالزوار والسائحين.

نسمات البرد المنعشة بداية النهار وفي آخر الليل كانت مصدر فرح للجميع- خاصة الأطفال- الذين من الأولى تعريفهم على مناطق بلادهم، واستغلال كل لحظة في استكشاف الأماكن الجميلة في هذه الأجواء. وأيضا من أجل التغيير وكسر الروتين اليومي بعيدا عن الأماكن المغلقة التي تكون خياراتنا عادة في موسم الصيف. لكن الحملات السياحية في مواقع التواصل الاجتماعي يا حبذا لو كانت مكثفة أكثر خاصة في فترة الإجازات للترويج للأماكن السياحية والتعريف بأماكن متنوعة وجديدة.

من ناحية أخرى فقد شاهد الجميع بعض التصرفات التي جاءت بعد فترة الاستجمام والرحلات، برمي النفايات والمخلفات دون أن يتكلف البعض عناء رميها في أماكنها المخصصة، وقد تم تناول الموضوع سواء بوسائل الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي.

لكن يجب أن ندرك التأثير السلبي لمثل هذه التصرفات، وحتى لا نقع في (فخ التناقض) بأن نطالب بوجود أماكن جميلة ومرتبة، وفي المقابل هناك فئة لا تحافظ على تلك الأماكن وغير مدركة أن ما يفعلونه له تأثير سلبي على الحياة الفطرية (البرية، والبحرية) فحتى الورقة الصغيرة التي تلقى على الأرض لها ضرر على البيئة.

وحرص الإنسان أن يترك المكان أفضل مما كان عليه، دليل على حرصه على وطنه، ودليل على رقيه وأن بيته نظيف بالمقام الأول، وبالتأكيد لا نزايد على حب أي إنسان لأرضه ووطنه، لكن عندما تشاهد حملات النظافة التي يقوم بها الأجانب- وبالتأكيد لهم التقدير على ما يقومون به من جهد- تتمنى أن تزيد المبادرات في الحفاظ على نظافة تلك الأماكن من أبناء المجتمع، لأنها بالمقام الأول مسؤوليتهم.

إن المتأمل لحالة النشوة التي رافقت الجميع بعد العودة من الإجازة يعطي انطباعا لدى الجميع حول مدى الاعتزاز بهذه الأرض وما حباها الله من تنوع شاسع من رمال ممتدة ووديان وسلاسل جبال شامخة كشموخ من فيها وسيرتها العطرة، ولا تستحق منا هذه الأرض سوى أن نحافظ على أرجائها كما نحافظ على ممتلكاتنا الخاصة، فهي هبة الله لنا، وتستاهل أن تكون بأعيننا ونحافظ عليها من أية شوائب.