yesra
yesra
أعمدة

ربما: إلا أصدقائي

03 يناير 2018
03 يناير 2018

د. يسرية آل جميل -

[email protected] -

مدخل:

(كل عام وأنا وأصدقائي لا نزال أصدقاء)

• نحن من جهات عمل مختلفة، جمعتنا ظروف الدراسة البحثية، فأصبحنا فريقاً واحدا، نعمل من أجل الوطن، وإن كان أول لقاء لنا، لكن الأيام وطّدت العلاقات، فأصبحت أقوى وأعمق في زمنٍ قياسي جداً.

تشاء الأقدار أن يصدر مرسوماً سلطانياً فيه، ليصبح مسؤولاً كبيراً في الدولة، ومثله يستحق وأكثر، أخذته انشغالات المنصب الجديد، فقلّ الاتصال، ولم يقل التواصل.

التقينا في حدثٍ تربوي مهم قبل أيام، جاءنا وجلس إلينا، واستعدنا ذكريات مليئة بالضحك، والمواقف المحفورة في الذاكرة، أرادوا أن يوجّبوه رسمياً، ضيافة واستقبال خاص، وما شابه ذلك، كالمعتاد في مثل هذه المهام الرسمية، فقال كلمته التي أوحت لي بهذا المقال: اتركوني قليلاً وأصدقائي.

فعلاً الصديق نعمة لا تقدّر بثمن

سيما في زمنٍ فقد الكثير من قيم الصداقة

الصديق الحقيقي هو

الذي لا يغيره منصب ولا ذات

ولا جاه ولا مال

احتفظوا بأصدقائكم

وتمسكوا بهم جيداً

أصدقاء المواقف الجميلة

أصدقاء الزمن الجميل

قبل أن يتشوّه ما تبقى منّا

ويرحل كل شيء

• طلبوا أن تصطحبهم إلى العشاء، وكنا قد نسقنا معها مسبقاً على ذلك، صادف نفس اليوم، وذات التوقيت، خيرّوها بينهم وبيننا، اختارتنا.

نحن أبناؤك؟!

قالت: وهم صديقاتي

هم يأتون أولا

هم كانوا معي على الحلوة والمرة أولاً

ضحكت معهم قبلكم

بكيت معهم قبلكم

سافرنا معاً

استمتعنا بأجمل أيام العمر معاً

لهو الصغار

مراهقة الحياة

نشوة الصبا

نضج الشباب

وحتى المشيب

وإلى باب الجنة

كل شيء في تفاصيل عمري الذي قبلكم

كنا فيه معاً

هم أولاً، وأنتم تأتون بعدهم

هكذا الأصدقاء

يُنزلوك قدرك الذي تستحق

يرونك العالم كلّه

يصبحون معاً ويمسون في عافية معاً

الأصدقاء نعمة عظيمة

لا يدركها إلا من يفتقدها

التمسوا دائما ساعات الاستجابة

اسألوا الله أن يحفظكم لبعض

فليس أجمل من الدعاء هدية خفيّة

تتبادلونها سراً

بينك ومن تحب، مع الله

• قبل أيام لبيتُ دعوة كريمة لحضور حفل ابن مديرتي السابقة، على غير عادتي لحضور حفلات الزفاف، شعرتُ بمفهوم السعادة الغامرة، التقيت الفرح في طريقي، اصطحبته وكل صديقات العمل، في سني توظيفي الأولى، معلمات مدرستي المميزة، شاطئ القرم للبنات.

أبلة وفاء، أبلة هناء

حمدية، جوخة

سعاد، نصرة

علياء، فايزة

وأسماء كثيرة و أكثر

باعدتنا الأيام، لكن ما إن التقينا، وكأننا بالأمس كنا سوياً، صُحبة جميلة، تصافحنا، استرجعنا ذكريات المدرسة، طابور الصباح، جماعات الإذاعة والصحافة، كنترول المدرسة، جلسنا سوياً، تحدثنا كثيراً، ضحكنا أكثر وأكثر، كانت ليلة جميلة، جمعتنا فيها المميزة أبلة فاطمة الجميلة، ليلة التقت فيها القلوب، تصافحنا فيها حُباً وألفة ومودةً.

جميلة جداً صداقات البدايات

البدايات أصلاً دائماً كلها جميلة

لا تفرطوا بأصدقائكم القدامى

أصدقاء العشرين والثلاثين عاماً

فمثلهم لا يكرره الزمن

مثلهم لا يعوّض أبداً.

• إليه حيثما كان:

أنت الوحيد الذي آتيه محمّلة بالحُزن

وأعود منه وكأن حزناً لم يمر

بقلبي أبدًا أبدًا