salem
salem
أعمدة

نوافـذ: إبراهيم نافع .. عـــن قــرب..!

01 يناير 2018
01 يناير 2018

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

رحل الصحفي الكبير إبراهيم نافع في الساعات الأولى من العام الجديد، عن عالم الصحافة العربية بعد عقود قضاها في أروقتها على رأس أكبر المؤسسات الصحفية العربية جريدة الأهرام التي قادها منذ 1979 م كرئيس لتحريرها، ثم رئيسا لمجلس إدارتها عام 1984م من القرن الماضي إلى عام 2005م .

رحل وهو بعيدا عن وطنه مصر بعد أن اختار ضفاف الخليج مكانا لآخر السنوات الخمس من عمره.

وبرحيله تفقد الصحافة العربية أحد أهم إهراماتها بعد كل من مصطفى وعلي أمين اللذين قادا جريدة الأخبار المصرية في النصف الثاني من القرن الماضي، والصحفي والكاتب الكبير محمد حسنين هيكل الذي كان رئيسا للأهرام ووزيرا لأكثر من وزارة وأيضا رحل قبل عامين تقريبا، وقبلهم إحسان عبد القدوس.

شكل هذا الصحفي المتخصص في الاقتصاد علامة فارقة في تاريخ الصحافة العربية واستطاع أن يمزج العمل الصحفي وإدارة الأعمال، بعد أن عرفه القارئ العربي بعموده الشهير «حقائق»، واستطاع أن يقفز بعوائد الأهرام الى عشرات الأضعاف وشراء عقارات لها في فرنسا وبريطانيا، ومكنه ذلك من تحسين دخول الصحفيين فيها عبر توسيع الأعمال الإعلانية والتجارية والطباعية وتنظيم الفعاليات الدولية، ودافع عن الصحفيين والمنتسبين الى هذه المؤسسة التي بلغ فيها التوزيع الى مئات الآلاف من النسخ بل قيل أنه تجاوز المليون نسخة في اليوم في زمن لم ينافسها فيه وسائل التواصل الحديثة، الى جانب طباعة الأهرام اليومي في أكثر من قارة حول العالم.

ثم تولى لعدة دورات رئاسة نقابة الصحفيين المصرية، ورئاسة اتحاد الصحفيين العرب، واستطاع أن يقود المجموعة الصحفية العربية الى عدد من الإنجازات، لدرجة أن تم اختياره بالإجماع في الدورة الأخيرة له وهو على سرير المرض في العاصمة باريس عام 2008، و شغلها الى 2012 وعاد بعد تماثله للشفاء لمواصلة قيادة الاتحاد.

عرفته منذ أكثر من 20 عاما وكانت له زيارات متكررة للسلطنة منذ توليه رئاسة الأهرام حيث كان ضمن زيارات الرئيس السابق محمد حسني مبارك الى مسقط، وفي مناسبات الأعياد الوطنية، وخلال زيارات جلالة السلطان إلى القاهرة كان نافع يتواجد ضمن كوكبة كبار الصحفيين، كما شارك في اجتماعين بمسقط للأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب في عام 2008م والمكتب الدائم لاتحاد الصحفيين العرب في عام 2010م واللذين استضافتهما جمعية الصحفيين العمانية، وقد تركا أثرا في نفس إبراهيم نافع حتى مماته، وأيضا القيادات الصحفية العربية التي شاركت، لما تميزت به هذه الاستضافة من لقاءات مع كبار المسؤولين في السلطنة وتأكيد دعمها الدائم للصحفيين في السلطنة.

راهن إبراهيم نافع على شباب جمعية الصحفيين العمانية منذ اللحظات الأولى التي ذهبت إليه في مكتبة بالأهرام في صيف 2006م، ممثلا لمجلس إدارة الجمعية، والذي كان يرأسه سعادة الأخ علي الجابري، لأسلمه طلبا لانضمام الجمعية الى عضوية اتحاد الصحفيين العرب، وكان يدرك أن هذه الفئة المتحمسة من الشباب تحتاج الى الدعم العربي ولم يتوان عن ذلك، فعند عقد اجتماعات الاتحاد بعد أشهر، دعم نافع قبول الطلب العماني، رغم ما أثير من بعض التشكيك، ليعاود نافع في تذكير من شكك بعد 4 سنوات، تحديدا في نهاية اجتماع المكتب الدائم في عام 2010 بمسقط بفندق قصر البستان، بإنجاز شباب الجمعية لفعاليتين بهذا الحجم رغم حداثة خبرتهم.

استطاع أن يوجد مساحة مهمة للتقارب مع الصحفيين العرب، وحمل أمانة الكلمة في عموده اليومي، وأوجد إجماعا عليه وقدم عديد المواقف التي شكلت شخصيته في الشارع العربي، وكان قريبا لكل من عرفة ولم يتنازل عن مبادئه وترفع عن الصغائر، وضحى بالكثير من أجل رفاق المهنة، رحم الله إبراهيم نافع رحمة واسعة.