المنوعات

منذ بداية 2017.. إسطنبول تحتضن الكتاب العربي

31 ديسمبر 2017
31 ديسمبر 2017

إسطنبول «الأناضول»: بذلت إسطنبول جهودا، في الآونة الأخيرة، لتأمين المناخ الملائم لدور نشر عربية أعادت توطين نفسها في المدينة التركية (شمال غرب)، خاصة تلك الدور التي غادرت دولا دمرتها الصراعات، مثل الجارة الجنوبية سوريا ودول عربية أخرى. ووفق رصد أجراه مراسل الأناضول، احتضنت إسطنبول خمسة معارض للكتاب العربي، خلال عام 2017، إضافة إلى افتتاح عشرات من دور النشر العربية الجديدة.

وانطلقت في المدينة، منتصف فبراير الماضي، فعاليات «مهرجان الثقافة والكتاب العربي»، بمشاركة أكثر من 50 دار نشر عربية من عدة دول، وبحضور أكثر من 100 شخصية إسلامية من خارج تركيا، مع وجود أكثر من 5000 عنوان في المعرض.

المهرجان حمل عنوان «نورنا المستمر عبر العصر.. العلماء والكتب»، واتخذ من إحدى المدارس التاريخية في ميدان السلطان أحمد مقراً له، على مدار تسعة أيام، بتنظيم من «اتحاد كتاب تركيا» (مؤسسة أهلية) و«المكتبة الهاشمية» (تركية).

في الشهر نفسه أيضا، انطلقت فعاليات «معرض إسطنبول الدولي الرابع للكتاب»، بمشاركة 350 دار نشر من داخل تركيا وخارجها، بينها نحو 100 دار نشر عربية.

وشارك في افتتاح المعرض، الآلاف من أبناء الجاليات العربية، إضافة إلى عشرات الآلاف من الأتراك.

وهدف المعرض، الذي نظمه «اتحاد الناشرين الأتراك، إلى تعزيز التقارب الثقافي والفكري، خاصة بين العرب والأتراك، وفتح مجال تبادل الآراء في العديد من القضايا المهمة للجانبين، بما فيها حقوق التأليف وحماية الملكية الفكرية.

واحتضن المعرض نحو 22 جلسة حوارية لمثقفين وسياسيين وأدباء وشعراء عرب، بدعوة من وزارة الثقافة التركية.

وتحت عنوان «ملتقى الثقافة الإسلامية والأدب العربي»، انطلقت فعاليات «معرض الكتاب الدولي 2017»، في منطقة السلطان أحمد التاريخية بقلب إسطنبول، في سبتمبر الماضي. وشارك في المعرض، الذي استمرت أنشطته حتى مطلع أكتوبر الماضي، العديد من الكتاب العرب، بينهم طارق السويدان، وأيمن العتوم، وعلي الصلابي، وجاد الترباني.

وضم المعرض، الذي أقيم في مقر اتحاد الكتاب الأتراك، نحو ثمانية آلاف كتاب، بين ديني وثقافي وتنمية بشرية وأدب عربي، بمشاركة أكثر من 20 دار نشر من سوريا والسعودية وباكستان وتركيا ولبنان والكويت.

وفي 21 ديسمبر الجاري، بدأت فعاليات معرض «باجيلار» للكتاب العربي في إسطنبول، بهدف تثقيف الأسر العربية المغتربة.

واحتوى المعرض على أكثر من 2500 عنوان في مجالات السياسة والعلوم الإسلامية والتاريخ والأدب والتربية والأسرة والطفل وتعليم اللغات الأجنبية.

وهدف المعرض، الذي استمرت فعالياته حتى الأربعاء الماضي، إلى تقديم الدعم الثقافي والتوعوي للأسر العربية المغتربة، وتوفير الإمكانيات الثقافية لهم من خلال الكتب التي تؤهلهم لإيجاد فرص العمل، وتفتح الآفاق أمامهم، من خلال تجاوز حاجز اللغة التركية.

فيما انطلقت فعاليات «مهرجان باشاك شهير للكتاب العربي 2017»، الثلاثاء الماضي، بمشاركة أكثر من 25 دار نشر عربية تعمل داخل تركيا.

وينظم المهرجان «منصة الناشرين العرب في تركيا»، برعاية من «اتحاد الناشرين الأتراك»، وبالتعاون مع «أكاديمية المعرفة العراقية»، ويستمر حتى السبت المقبل.

ويضم المعرض، المقام في مدارس المعرفة العراقية، أكثر من ثمانية آلاف عنوان كتاب عربي، بمختلف المجالات السياسية والعلمية والثقافية والدينية.

وخلال السنوات الثلاث الماضية ارتفعت وتيرة تنظيم المعارض والمهرجانات الثقافية العربية في تركيا، بهدف إتاحة «الكتاب العربي» للمقيمين العرب في البلاد، لاسيما بعد ارتفاع أعدادهم في الآونة الأخيرة.

كما تهدف تلك المعارض إلى توفير الكتاب للأتراك الناطقين باللغة العربية، من الدارسين والأكاديميين، وأيضاً السياح العرب، وتشجيع القرّاء على اقتناء كتب باللغة العربية.

وخلال 2016 استضافت إسطنبول «المعرض الأول للكتاب العربي»، و«معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي»، فيما احتوى «معرض إسطنبول الدولي الثالث للكتاب» على جناح خاص باللغة العربية.

وفي الآونة الأخيرة بدأت عشرات من دور النشر العربية بالعمل في إسطنبول، بعد ارتفاع عدد الجاليات الناطقة بالعربية في المدينة، حيث تجاوز عدد اللاجئين في تركيا الأربعة ملايين لاجئ، معظمهم من العرب، بحسب بيانات رسمية.

كما ارتفع، خلال السنوات الخمس الأخيرة، عدد الطلاب الأتراك المقبلين على تعلم اللغة العربية إلى مئات الآلاف، وفق تقديرات غير رسمية، لاسيما بعد أن فتحت جامعات في تركيا تخصصات أكاديمية عديدة بالعربية.