1210136
1210136
المنوعات

مهرجان «دوز» الدولي.. الغوص في ذاكرة الصحراء التونسية

31 ديسمبر 2017
31 ديسمبر 2017

دوز (تونس) «الأناضول»: بعبق الصحراء وموروثها البدوي تتواصل في مدينة دوز بمحافظة قبلي (500 كلم جنوب تونس العاصمة) فعاليات الدورة الخمسين للمهرجان الدولي للصحراء. مهرجان دوز، الذي بدأ الخميس الماضي وانتهى امس، هو أعرق مهرجان سياحي وثقافي في تونس، وانطلق عام 1910، وكان اسمه حينها «عيد الجمل».

ويمثل هذا المهرجان حدثا فنيا وملتقى ثقافيا يحتفي بتقاليد الصحراء وموروثات المنطقة. وشهد المهرجان حضورا جماهيريا مكثفا في «ساحة حنيش» بالمدينة، ووصل آلاف المواطنين من أرجاء تونس لمتابعة الفعاليات، ولبينها العرض الافتتاحي.

وقدم فنانون تونسيون لوحات فنية من الرقص البدوي (التقليدي) والأهازيج المحلية، تجسدت في ملحمة فنّية بعنوان «خضراء» تحاكي السيرة الهلالية، انطلاقا من مؤلفات الشاعر الراحل، محمد المرزوقي، ابن مدينة دوز.

والسيرة الهلالية هي إحدى السير الشعبية العربية، وتتناول مرحلة تاريخية في حياة العرب معروفة بهجرة «بني هلال» من ديارهم في شبه الجزيرة العربية في اتجاه تونس وشمالي إفريقيا عامة، في القرن الخامس هجريا/‏‏ الحادي عشر ميلاديا.

وكانت دوز تعرف قديما باسم «المرازيق»، نظرا لانحدار أغلب سكانها من قبيلة «المرازيق» العربية. وتشير كتابات إلى أن اسم «دوز» بربري، في حين يقول البعض إنه روماني، وتمع الروايات على أنها بوابة الصحراء الكبرى، ويعود تأسيسها إلى عشرات القرون.

عن هذه الفعاليات قال مدير الدورة الخمسين لمهرجان دوز، شريف بن محمد، للأناضول: «هي محطة لنراجع هذا المخزون التراثي لمهرجان صنَع مدينة دوز، فلولاه لما كانت لها هذه الشهرة وهذه المكانة». وفي قلب الصحراء كانت فلسطين حاضرة في فعاليّات المهرجان التونسي، لا سيما في ظل الغضب من إعلان الولايات المتحدة، في 6 ديسمبر الجاري، الاعتراف بالقدس (بشطريها الشرقي والغربي) عاصمة مزعومة لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، والبدء بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس الشرقية الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967.

وعن هذا الحضور قال «بن محمد»: «أمام محاولات التهويد المتكررة، وقرار (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب الأخير باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، فإنّه لا يمكن لفلسطين أن تغيب عن المهرجان، وقد تجسد حضورها من خلال عرض فرقة (جفرا) للفنون الشعبية الفلسطينية».

فيما قالت رقية العلي، وهي ممثلة عن سفارة فلسطين: «نحن هنا اليوم إلى جانب الشعب التونسي بالفن وبالدبكة الفلسطينية». وتابعت للأناضول: «رغم القرارات الأمريكية الغاشمة لن تغيب فلسطين عن التظاهرات، ويكفي تصويت أكثر من مائة دولة ضد قرار ترامب، فهذا انتصار للقضية الفلسطينية». وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبأغلبية أعضائها، مشروع قرار قدمته تركيا واليمن يرفض قرار ترامب، ويؤكد أن القدس هي إحدى القضايا المتروكة للمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ولا يمكن حسمها بقرار أحادي الجانب.

مهرجان الصحراء في دوز شهد أيضا تقديم فقرات متنوعة وأنشطة تحاكي الحياة البدوية لسكان المنطقة والصحراء عامة، إضافة إلى مسابقات متنوعة، مثل سباق «المهاري» (الجمال)، ومسابقة الصيد بكلاب «السلوقي»، فضلا عن أعراس تقليدية.

كما تم تنظيم عروض «فرجوية» (نوع من الفنون بالمغرب العربي) في ساحة سوق الصناعات التقليدية وسط المدينة، وجرى خلالها تقديم الفرق المشاركة من ليبيا ومصر والجزائر وفلسطين والكويت. ويعد مهرجان دوز فرصة للحرفيين والتجار لتسويق منتجاتهم، نظرا لما تشهده المدينة من رواج سياحي كبير.