صحافة

جوان: لماذا لا يتشكل تيار سياسي ثالث في إيران؟

31 ديسمبر 2017
31 ديسمبر 2017

تحت هذا العنوان أوردت صحيفة «جوان» مقالاً نقتطف منه ما يلي:-

دأبت الأحزاب السياسية في إيران خلال العقود الثلاثة الأخيرة على الانضواء في اطار تيارين رئيسيين هما التيار المحافظ والتيار الإصلاحي ولم تتبلور حتى الآن أي رؤية لتشكيل تيار ثالث على الرغم من سعي العديد من الشخصيات والأحزاب لتحقيق هذا الهدف تحت عنوان «التيار المعتدل».

وعزت الصحيفة عدم نجاح المساعي لتشكيل التيار المعتدل إلى قوة التيارين الإصلاحي والمحافظ من جهة، وعدم توفر الأرضية المناسبة لانبثاق التيار المعتدل وتبلوره بشكل واضح ومتكامل من ناحية أخرى، بالإضافة إلى قلة الكوادر التي يفترض أن تأخذ على عاتقها النهوض بهذه المهمة.

وتابعت الصحيفة مقالها بالقول إن الشخصيات التي دعت في أوقات سابقة إلى تشكيل التيار المعتدل ما لبثت أن تخلت عن هذه الدعوى بسبب هيمنة التيارين الإصلاحي والمحافظ على الساحة السياسية والإعلامية في إيران، فضلاً عن الصعوبات التي واجهتها هذه الشخصيات في إقناع طيف واسع من المجتمع بضرورة تبلور وانبثاق هذا التيار على الرغم من وجود أنصار ومؤيدين كثيرين لهذه الرؤية لاعتقادهم بأن البلاد باتت بحاجة ماسة لاعتماد سلوك الاعتدال في كافة برامجها وخططها والنأي بنفسها عن الإفراط والتفريط أو بعبارة أخرى الابتعاد عن التعصب لهذا التيار أو ذاك لما لذلك من مخاطر جمّة على حاضر ومستقبل البلاد في شتى الميادين.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن الأرضية الفكرية والأيديولوجية التي تحكم الواقع السياسي في إيران هي التي ساهمت في تبلور التيارين الإصلاحي والمحافظ دون التيار المعتدل باعتبار أن الإصلاحيين يؤمنون بضرورة التأقلم مع المتغيرات التي تطرأ على الأوضاع الداخلية والخارجية في مختلف المجالات، في حين يؤمن المحافظون بضرورة الحفاظ على الثوابت التي بدونها قد تتزعزع الكثير من المنطلقات الفكرية التي قامت على أساسها الجمهورية الإسلامية في إيران، وهذا فيما يبدو - والقول للصحيفة - هو الذي حال حتى الآن دون انبثاق وتبلور التيار المعتدل أوأي تيار آخر غير الإصلاحي والمحافظ، مشددة على ضرورة إعادة النظر بهذه المعادلة لمواكبة التطور في الأحداث من جهة، والخروج من بوتقة التحزب لهذا الطرف أو ذاك، والأخذ بنظر الاعتبار المتغيرات الراهنة على الصعيدين الداخلي والخارجي.