1209664
1209664
الرياضية

الجماعية «تفك» شفرة المنافسين وتفتح الطـريق للنتائـج الإيجابية

31 ديسمبر 2017
31 ديسمبر 2017

أسباب قادت الأحمر لنيل الإشادات وشهادات التقدير -

حظي منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم بالكثير من الإشادات والتقدير وبات عقب فوزه الكبير على السعودية محط أنظار الإعلام الخليجي والكل يتسابق لمعرفة أخباره وتحضيراته للمباراة التي تجمعه غدا مع البحرين في المربع الذهبي. وحصل الأحمر على هذا التقدير والاحترام والإشادات بفضل حضور إيجابي من خلال مشاركته في منافسات بطولة كأس الخليج الـ23 في الكويت من خلال منافسات المجموعة الأولى الصعبة التي ضمت منتخبات الكويت والإمارات والسعودية بالإضافة لمنتخبنا والتي أطلق عليها جميع المتابعين المجموعة الحديدية بحكم وجود أبرز المنتخبات الخليجية حيث تعتبر بطولة خليجي 23 محطة إعداد لمنافسات كأس آسيا القادمة، وبعيدا عن تلك المنافسة فإن منتخبنا خطا خطوات ثابتة منذ وصوله إلى الكويت بالرغم من أنه كان بعيدا عن ترشيحات البعض في الذهاب بعيدا من خلال منافسات مجموعته إلا أنه خالف تلك التوقعات وقدم مردود إيجابيا خلال المرحلة الأولى من منافسات البطولة.

ومنذ أن وصل منتخبنا إلى الكويت حظي باهتمام شريحة كبيرة من المتابعين ولعل ما جعل منتخبنا يحقق النجاح المطلوب هو الاستراتيجية التي اعتمد عليها المعنيون باتحاد الكرة وفي مقدمتهم رئيس الاتحاد سالم الوهيبي وأعضاء البعثة الذين رفضوا الدخول في التحديات المعلنة وظلوا يكررون بوضوح أن المنتخب جاء للمنافسة مثله مثل بقية المنتخبات الأخرى والهدف الأساسي هو إنجاح بطولة الكويت والاحتفاء معها برفع الحظر الرياضي عنها. وتحدثوا عن انه سيتم التعامل مع كل مباراة على حدة بعيدا عن أي ضغوط مما ساهم في نجاح وحضور منتخبنا بصورة إيجابية.

كانت المواجهة الأولى لمنتخبنا أمام الجار الشقيق الإماراتي محطة اهتمام من قبل الجميع خاصة الجهاز الفني واللاعبين كون نتيجتها ستحدد حضور منتخبنا في باقي مواجهات المجموعة إلا أن الظروف قادت الأحمر للخسارة بضربة جزاء أثيرت حولها الكثير من الشكوك ورغم الخسارة إلا أن المباراة منحت الثقة لعناصر المنتخب الذين قدموا مستوى رائعا خلال المواجهة وكانوا الأفضل في الكثير من أوقات اللقاء.

المواجهة الثانية أمام المنتخب الكويتي الذي دخل المباراة بعد خسارته من المنتخب السعودي بهدفين مقابل هدف ليلعب بهدف الفوز والاستفادة من القوة الجماهيرية التي تقف خلفه وتسانده بتشجيع مثالي. ونجح الأحمر في الاختبار الكويتي واستطاع أن يحقق فوزه الأول بعد أن سيطر على المباراة وأضاع جملة من الفرص بعد تقدمه بهدف كانو الذي جاء من ضربة جزاء.

ومنح الفوز اللاعبين الدافع الكبير في واقعة الحسم أمام المنتخب السعودي الذي دخل المباراة بفرصتي التعادل أو الفوز بخلاف منتخبنا الذي دخل بفرصة الفوز فقط مما كانت الرغبة حاضرة لدى لاعبي الأحمر والتي كانت ظاهرة على أرضية ملعب الكويت إذ استحوذ منتخبنا على مجريات المباراة رغم وقوعه في بعض الأخطاء خلال الشوط الأول. وتمكن منتخبنا من تخطي عقبة الفريق السعودي المدعوم بعناصر الخبرة والشباب وتألق البديل سعيد الرزيقي وسجل ثنائية أهدت الأحمر بطاقة العبور. وكانت كلمة السر في العروض الحمراء القوية اللعب بجماعية وأداء دفاعي منظم وقدرة على التصدي لكل المحاولات التي قامت بها الفرق المنافسة وكان الحارس فايز الرشيدي من خلف الدفاع يمثل الأمان والاطمئنان بتصدياته القوية لكل الكرات التي تصل مرماه.

ورغم ضغط اللعب المتواصل الذي يسبب في العادة الإرهاق والتعب ويؤثر على مخزون اللاعبين البدني إلا أن أسلوب الجهاز الفني في التعامل مع مباريات الدور الأول الثلاثة جعل الأحمر يظهر في كل مباراة متماسكا وقويا ويقدم الأداء الذي يتناسب وهدفه من المباراة من دون أن ينهار مهما اشتد عليه ضغط الفريق المنافس كما حدث في المباريات الثلاث.

اللعب الجماعي .. ضيّق المسافات وقلل الثغرات

أكثر ما ميز منتخبنا الوطني في مشاركته خلال بطولة كأس الخليج ليس على مستوى المجموعة الأولى بل على مستوى البطولة بصورة عامة هو الأداء الجماعي الذي ظل يظهر في أداء الأحمر خلال كل مباراة وبصورة تظهر ترابط خطوطه وتقارب المسافات بين اللاعبين وهو ما حقق اكبر قدر من التعاون المفيد في لعبة كرة القدم. منحت الجماعية منتخبنا روح الفريق الواحد عندما ينتشر في الملعب ويتحرك في مساحاته مدافعا أو مهاجما فكان يتحرك بجماعية ويضغط بقوة عندما يفقد الكرة وتكون المسافة قريبة بين اللاعب وزميله عند الاستحواذ على الكرة وهو ما سهل كثيرا إتقان التمرير وساعد بشكل كبير في محاصرة مرمى الكويت وتسجيل الأهداف.

اللمسة الأخيرة .. نهاية العقدة وزيادة جرعات الثقة

قبل بداية مباراة منتخبنا والسعودية الأخيرة في الدور الأول كان الحديث يدور بشكل كبير حول مشكلة منتخبنا في إنهاء الهجمة بشكل جيد وأنه يفتقد للمسة الأخيرة التي تجعل إمكانية تسجيله للأهداف من الأمور الصعبة وشكل هذا الأمر مصدر تفاؤل كبير عند الجمهور السعودي الذي راهن إعلامه على تنظيم دفاعه وصعوبة اختراقه والوصول إلى شباك حارسه خلال المباراة. ضياع الفرص أمام الإمارات والكويت كان أشبه بمصدر ثقة كبيرة عند البعثة السعودية بما فيهم مدربهم الذي دخل الملعب وهو واثق من حسم المباراة وتعزيز صدارته للمجموعة بنتيجة إيجابية جديدة تحافظ على وجوده ضمن المربع الذهبي وفي مقدمة المتأهلين من المجموعة الأولى. استمر الاعتقاد عند المنتخب السعودي خلال الـ45 دقيقة الأولى، حيث لم يستفد منتخبنا كثيرا من سيطرته على الكرة في بعض الأحيان وضاعت كل محاولاته الرامية للوصول إلى الشباك الخضراء وكانت الثقة لا تزال كبيرة عند لاعبي السعودية ومدربهم بأن ينجحوا في خطف هدف يعقدوا به مهمة الأحمر ويمهدون الطريق أمامهم للعبور. وفي الشوط الثاني تبدلت الصورة وبرز الشهلوب وهو يزور شباك السعودية مرتين وأكد أن اللمسة الأخيرة لن تكون مشكلة دائمة وبالإمكان الوصول إلى الشباك وتسجيل أكثر من هدف.

وكان للهدفين اللذين سجلهما منتخبنا أثر كبير في إرباك خطة مدرب السعودية الذي لم يجد خيارا غير أن يرمي بكل أسلحته في الهجوم بحثا عن تقليص الفارق وهو كان بمثابة الأمر الصعب في ظل تألق الدفاع بقيادة فهمي والمسلمي وسعد سهيل والبوسعيدي.

الروح القتالية..

ورغبات النصر القوية

تسلح لاعبو المنتخب الوطني خلال مبارياتهم الثلاث الأولى في الدور الأول من البطولة بسلاح الروح القتالية والتي ظلت حاضرة في الملعب بشكل مستمر وطوال وقت المباراة من دون أن تشهد الهدوء أو التراجع. استمرار مؤشر الروح القتالية في التصاعد ساهم بقدر كبير في إن ينجح لاعبو الأحمر على مواجهة الأوقات الصعبة التي اعترضت مسيرتهم في المباريات ومنحتهم قوة الإرادة من اجل تعديل الواقع وفرض وجودهم وكسب الأفضلية التي تمنحهم القدرة على تحقيق النتائج الإيجابية المرجوة. وترادفت الروح القوية مع رغبات الانتصار القوية وحرص كل لاعب في التشكيلة الحمراء على أن يقدم أفضل ما عنده ويكون عونا لزملائه وفريقه حتى يتوج المجهود الجماعي بعبور العقبات وتحقيق الانتصارات. وما بين الروح القتالية ورغبات الانتصار ظهر الحماس وأثبت حضوره في ساحة الميادين وهو ما توج الجهود بعبور مثير وجميل إلى نصف النهائي وفتح الباب أمام الكثير من الأمنيات والطموحات التي تراود الجماهير اليوم.

خطوط متكاملة .. وتجانس في الحركة والأداء

تميز أداء المنتخب الوطني في مباريات الدور الأول ببطولة كأس الخليج بظهور تجانس كبير في أداء اللاعبين وتحركاتهم وهو ما وفر لهم قدرا كبيرا من التعاون في ملعب المباراة ثم مساعدة بعضهم البعض في لحظة فقدان الكرة من اجل استرجاعها وكذلك عند السعي للبحث عن شباك الفريق المنافس. وتحدث معظم الخبراء والمحللون في البطولة عن أن الأحمر يعتبر من بين افضل المنتخبات التي تلعب بتجانس كبير وهو ما يوضح أن المجموعة الحالية تعرف بعضها البعض ولديها قدرة تفاهم عالية في الحركة في أجزاء الملعب بصورة يمنحها فرصة الأفضلية والتفوق على منافسيها في الاستحواذ وبناء الفرص الهجومية الخطيرة. وساعد التجانس المنتخب على حسب التحليلات الفنية في أن يتحرك كتلة واحدة وهذا الأمر ساعده بشكل واضح في الضغط على منافسيه بقوة وكذلك الابتعاد عن الوقوع في الأخطاء المؤثرة التي تهدد مرماه. وتنسب هذه الميزات التي كانت من ضمن ابرز أسباب تفوق الأحمر في مجموعته والحصول على الصدارة وبطاقة العبور إلى نصف النهائي إلى عمل فني كبير للمدرب الهولندي بيم فيربيك والذي وصفه البعض بأنه مدرب صاحب بصمة واضحة ويقوم بعمل كبير في توظيف اللاعبين والاستفادة من قدراتهم الفردية في بناء فريق يلعب بروح الرجل الواحد.

عمل كبير للجهاز الطبي .. وبرنامج يومي للاستشفاء

ظل الجهاز الطبي للمنتخب يقوم بدور كبير في تأهيل اللاعبين صحيا واستخلاص إرهاق وتعب اللعب المتواصل في المباريات والتي كانت المخاوف كبيرة بشأنها أن تخصم من رصيد القوة البدنية للاعبين وتؤثر سلبا على الأداء الفردي والجماعي في حال تناقصت القدرة على التعامل مع أجواء المباريات بنفس واحد وعلى وتيرة التركيز ذاتها واللعب القوي خلال التسعين دقيقة.

وكان الجهاز الطبي يتبع برنامجا يوميا يبدأ من الصباح ويستمر حتى الليل في أيام التحضير للمباريات وذلك من اجل تحسين حالة اللاعبين البدنية وإزالة آثار الإرهاق عبر وصفة طبيبة متنوعة تعيد النشاط للعضلات وتجعل اللاعب قادر على أن يواصل الأداء بهمة ونشاط دون أن يتأثر بعلة تذبذب المستوى. وأشاد المدرب الهولندي بيم فيربيك في اكثر من مرة بالجهد الكبير الذي يقوم به الجهاز الطبي في الفريق وما يبذله من جهد كبير عبر برنامج الاستشفاء اليومي لتجهيز اللاعبين للمباريات وحتى يكونوا في قمة الجاهزية.

أحمد كانو .. شعلة نشاط لا تهدأ في وسط الملعب

برز أكثر من لاعب في تشكيلة الأحمر خلال مباريات الدور الأول ولعب الجميع بمستوى فني طيب وإن كان اللاعب الشهلوب خطف الأنظار لتسجيله للثنائية في مرمى السعودية ووضع حدًا للمسة الأخيرة التي كانت غائبة فإن هناك لاعبا كان يقوم بدور الرجل الخفي في الملعب وهو لاعب الوسط المخضرم أحمد كانو الذي واصل الأداء القوي والجاد وربما يكون الحديث عن اللاعب أحمد كانو وتألقه ليس بالأمر الجديد فقد ظل يحافظ على مستواه الفني الجيد في وسط الملعب ويحقق التوازن المطلوب في منطقة المناورة والدفاع والتي يبدأ منها الخطر ولعب دور جيد في قفل مفاتيح اللعب في العراق وساند العويسي والمسلمي بشكل كبير في التعامل مع المحاولات السعودية في آخر مباريات الدور الأول خاصة في الشوط الأول وكان حضوره الذهني عاليا في المباراة. ظهر كانو كعادته في لياقة ذهنية وبدنية كبيرة وعالية ولعب بهدوء جميل ساعده في استخلاص الكرات المشتركة والوجود في المكان الصحيح في الملعب مساندا الدفاع وداعما للهجوم. ويحسب لكانو انه نجح في أن يسدد ضربة الجزاء بإتقان في لقاء الكويت وأعاد المنتخب لأجواء المنافسة.

اختفاء الإصابات المؤثرة.. والــبدلاء ينجحــون في المهمة

نجح المنتخب في تجاوز مشكلة الإصابات خلال مشاركته في البطولة وبعد أن حرمته من وجود عدد من اللاعبين الذين كان وجودهم سيسهم بصورة كبيرة في قوة الأداء. وباستثناء الإصابة الطفيفة التي تعرض لها الثنائي رائد إبراهيم وسعد سهيل في مباراة الكويت سارت الأمور بصورة طيبة وغابت التدبيلات الاضطرارية التي تفرضها الإصابات على الجهاز الفني. وحتى التغييرات التي تمت في مباريات الدور الأول كانت إيجابية ونجح اللاعب البديل في أن يقدم الإضافة الفنية المرجوة.

ويعتبر اللاعب سعيد الزريقي أشهر البدلاء بعد أن استفاد من دخوله في الشوط الثاني أمام السعودية ونجح في أن يسجل هدفين بينهما واحد من أجمل أهداف البطولة الذي سجله عبر تسديدة رأسية قوية لم تفلح معها كل محاولات الحارس السعودي الدولي لإيقافها ومنعها من هز الشباك.

وجاءت مشاركة الثنائي ياسين الشيادي ومبروك بدلاء في بعض المباريات تزيد من قوة الفريق وقدرته على التعامل مع مجريات التنافس وظروف الملعب وهو ما يشير إلى أن الجهاز الفني نجح بدرجة كبيرة في أن يزج في كل مباراة بالبديل الناجح، وهو ما يدل على حسن قراءته للملعب وتجهيزه للاعب البديل ليقوم بالواجبات الفنية المطلوبة منه.